خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية

الدبيبة يتعهد جعل بني وليد نقطة انطلاق لتحقيق «المصالحة الوطنية»

الدبيبة خلال زيارته إلى مدينة بني وليد أمس (المكتب الإعلامي لحكومة «الوحدة الوطنية»)
الدبيبة خلال زيارته إلى مدينة بني وليد أمس (المكتب الإعلامي لحكومة «الوحدة الوطنية»)
TT

خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية

الدبيبة خلال زيارته إلى مدينة بني وليد أمس (المكتب الإعلامي لحكومة «الوحدة الوطنية»)
الدبيبة خلال زيارته إلى مدينة بني وليد أمس (المكتب الإعلامي لحكومة «الوحدة الوطنية»)

دعا مجلس النواب أعضاءه إلى حضور جلسة رسمية ستعقد الاثنين المقبل بمقره في مدينة طبرق (أقصى شرق البلاد)، لمناقشة بندي مشروع قانون الميزانية العامة للدولة للعام الحالي، والمناصب السيادية. وفي غضون ذلك، تعهد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، بتحويل مدينة بني وليد، التي تفقدها أمس رفقة عدد من وزرائه، إلى ساحة للبناء والتشييد والإعمار في المرحلة المقبلة، وليس ساحة للحرب والقتال.
لكن فوزي النويري، النائب الأول لرئيس المجلس، وصف هذه الدعوة، التي صدرت مساء أول من أمس، بالقرار الأحادي والمزاجي، ونفى علمه بحيثيات الدعوة، أو عقد أي اجتماع بالخصوص.
وتعبيراً عن خلافات داخل المجلس، اعتبر النويري في بيان له «أنه لا مجال للعمل خلافاً لما هو مقرر، خاصة بعد توحيد المؤسسات، وحفاظاً على ما تحقق من مكاسب وطنية»، ودعا إلى إضافة بند لما قد يستجد من أعمال لوضع الخيارات أمام أعضاء المجلس، قصد مناقشة الاستحقاقات المقبلة.
وكان خالد المشري، رئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة، قد اقترح أمس على الدبيبة، في رسالة رسمية تم تسريبها إلى وسائل الإعلام، تقديم مقترح بديل بشأن إقرار الميزانية بالتعاون مع المجلس الرئاسي ومصرف ليبيا المركزي، وذلك على خلفية تأخر مجلس النواب في تمرير الميزانية في نسختها الثانية.
ومن جهته، قال الدبيبة إنه سيعتمد على مدينة بني وليد في تحقيق «المصالحة الوطنية»، ووعد خلال زيارته لها أمس بإعادة تفعيل المشروعات المتوقفة، وإصلاح ما دمرته الحرب طيلة السنوات العشر الماضية هناك، لافتاً إلى أن وزراء حكومته سيوجدون في كل المدن الليبية دون استثناء، للوقوف على احتياجات ومشكلات المواطنين.
وكان الدبيبة قد التقى مساء أول من أمس بالعاصمة طرابلس رؤساء المجالس المحلية لمدينة بنغازي، وبحث معهم المشكلات التي تواجه المدينة وسكانها، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه عملهم.
ولم يزر الدبيبة بنغازي منذ توليه منصبه حتى الآن، وحدثت إشكاليات تتعلق بمرافقيه، دفعته لإلغاء زيارة كانت مقررة مؤخراً. لكنه تلقى دعوة أمس من رؤساء المجالس المحلية للقيام بزيارتها في أقرب وقت ممكن.
وطبقاً لبيان وزّعه مكتب الدبيبة، فقد تطرق اللقاء إلى المشكلات المتعلقة بالنازحين، وأزمة مياه الشرب. بالإضافة إلى الأعباء المالية التي يتكبدها المواطنون جراء ضعف الخدمات الأساسية والمرافق العامة. وخلال اللقاء، عبّر رؤساء المجالس المحلية عن تطلعهم لأن تعالج الحكومة التحديات، التي تعاني منها مناطقهم، وأن يشرف الدبيبة بشكل مباشر على توجيه المؤسسات المعنية كافة لتوفير الخدمات اللازمة لأهالي وسكان مدينة بنغازي.
واتصالاً ببنغازي، أعلنت أمس اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية أن موعد فتح منظومة تسجيل الناخبين لبلدية بنغازي سيكون الاثنين المقبل.
في غضون ذلك، أبلغ خوسيه ساباديل، سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، رسمياً أمس بافتتاح سفارة الاتحاد الأوروبي في طرابلس, بينما أكد المنفي بحضور نائبه عبد الله اللافي على التعاون في دعم تأمين الحدود الجنوبية الليبية، ودعم مشروعات التنمية في مناطق الجنوب، باعتبارها أمراً أساسياً لمكافحة الهجرة غير النظامية، مشيراً إلى أنهم ناقشوا القضايا المشتركة التي تجمع ليبيا والاتحاد الأوروبي، خاصة قضية الهجرة غير النظامية.
في شأن آخر، ناقش الصديق الصور، النائب العام الليبي، مع كل من وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الداخلي بحكومة «الوحدة»، التنسيق بشأن وقائع التحقيقات ومسألة متابعة وقائع التزوير في المنظومات السيادية للدولة وملفات الجنسية.



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.