المغرب: لجنة نيابية تصوّت اليوم على «تقنين» القنب الهندي

رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني (ماب)
رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني (ماب)
TT

المغرب: لجنة نيابية تصوّت اليوم على «تقنين» القنب الهندي

رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني (ماب)
رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني (ماب)

يرتقب أن تصوت لجنة الداخلية بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، اليوم، على مشروع القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، وذلك بالبت في التعديلات التي قدمتها الفرق النيابية حول المشروع، قبل إحالته على جلسة عمومية للتصويت عليه.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية)، متزعم الغالبية الحكومية الأغلبية، امتنع عن تقديم تعديلات على المشروع في سياق موقفه المتحفظ عليه. وقال مصدر في الفريق النيابي ذاته لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا جدوى من تقديم تعديلات على مشروع قانون سبق أن تحفظ عليه الحزب»، مضيفا أن الفريق يتجه إلى التصويت ضد المشروع، سواء داخل لجنة الداخلية أو خلال الجلسة العمومية، المخصصة للتصويت عليه.
ومن شأن تصويت الفريق النيابي، الذي يقود الأغلبية ضد مشروع القانون، أن يثير أزمة سياسية داخل الغالبية الحكومية، خاصة أن حلفاء «العدالة والتنمية» في الحكومة، ممثلين في كل من «التجمع الوطني للأحرار»، و«الحركة الشعبية»، و«الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، تقدموا بتعديلات مشتركة على المشروع وأعلنوا تأييدهم له.
وأفادت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، سعى إلى إقناع الفريق النيابي لحزبه بالتصويت لصالح المشروع، وعقد لقاء مع نواب الحزب. لكنه لم ينجح في تغيير موقفهم. من جهته، اعتبر النائب عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة)، خلال مشاركته في برنامج «لقاء مع الصحافة» مساء أول من أمس، أنه في حالة تصويت فريق «العدالة والتنمية» ضد المشروع، فإن فرق المعارضة ستتقدم بـ«ملتمس لسحب الثقة من الحكومة»، وقال إنه من غير المقبول أن تصادق الحكومة على مشروع في حين يرفضه الفريق الذي يقود الأغلبية.
ويأتي هذا الموقف رغم أن عمر الحكومة لم يعد يتعدى بضعة أشهر مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 8 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وجاء في تعديلات المجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية أنه ينبغي «صدور قانون للعفو العام على المزارعات والمزارعين، المتابعين في قضايا تتعلق بزراعة نبتة القنب الهندي، وأن يتم هذا العفو قبل دخول أحكام هذا القانون حيز التنفيذ»، وذلك من أجل «تهيئة أجواء الانفراج، وبعث الثقة لدى المزارعين بالمناطق المعنية، وإحداث مصالحة وطنية ينخرط فيها هؤلاء المزارعون وأبناء المناطق المعنية».
وكانت الحكومة المغربية قد صادقت في 11 مارس (آذار) الماضي على مشروع قانون تقنين استعمال القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية، وأحالته على مجلس النواب. وينص المشروع على خضوع زراعة القنب الهندي لنظام الترخيص ونظام اعتماد البذور، ودفاتر تحملات تخص الممارسة الزراعية الفضلى، التي تجعل من الحفاظ على البيئة أولوية لها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».