يلين تدافع عن خطط زيادة ضريبة الشركات

بايدن يرى مستقبلاً «كهربائياً» لصناعة السيارات

دافعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عن خطط زيادة ضريبة الشركات لتمويل مشاريع للبنية التحتية (رويترز)
دافعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عن خطط زيادة ضريبة الشركات لتمويل مشاريع للبنية التحتية (رويترز)
TT

يلين تدافع عن خطط زيادة ضريبة الشركات

دافعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عن خطط زيادة ضريبة الشركات لتمويل مشاريع للبنية التحتية (رويترز)
دافعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عن خطط زيادة ضريبة الشركات لتمويل مشاريع للبنية التحتية (رويترز)

دافعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عن خطط للرئيس جو بايدن بقيمة 2.2 تريليون دولار لزيادة ضريبة الشركات لتمويل مشاريع للبنية التحتية، وأبلغت غرفة التجارة الأميركية أن المقترحات ستعزز ربحية الشركات الأميركية وقدرتها التنافسية.
وقالت يلين مساء الثلاثاء إن استثمارات البنية التحتية المتعلقة «بخطة الوظائف» سيكون لها مردود مباشر للشعب الأميركي وستخلق فرص عمل. وتابعت قائلة: «نحن على ثقة بأن الاستثمارات والمقترحات الضريبية في خطة الوظائف، التي يتم التعامل معها كحزمة واحدة، ستعزز صافي أرباح شركاتنا وتحسن قدرتها التنافسية العالمية. ونأمل أن يراها قادة الأعمال بهذه الطريقة وأن يدعموا خطة الوظائف».
وتعارض غرفة التجارة الأميركية زيادة ضريبة الشركات التي خفضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والجمهوريون في الكونغرس إلى 21 في المائة، من 35 في المائة في 2017. ويقترح بايدن زيادة معدل الضريبة إلى 28 في المائة، بينما يتفاوض على حد أدنى عالمي لضريبة الشركات مع الاقتصادات الكبرى.
وقالت يلين إن الحزمة «ستعوض الوقت المفقود» بالاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة والحماية من التهديدات الإلكترونية. وأضافت «سيوفر الانتقال إلى اقتصاد أكثر حماية للبيئة دفعة للاقتصاد لعدة عقود، وسيخلق فرص عمل في المستقبل مع مشاركة القطاع الخاص في تطوير تقنيات جديدة واستثمارات جديدة والمنتجات الجديدة التي ستقود التحول الاقتصادي العالمي».
وفي سياق مواز، أعلن جو بايدن عزمه منافسة السوق الصينية للسيارات الكهربائية، معززا بذلك خطته الاستثمارية. ونقلت مجلة «لوبوان» الفرنسية عن بايدن أنه شخص عاشق للسيارات، متباهيا بمستقبل السيارات الكهربائية في بلاده، ومتعهدا في الوقت ذاته بتحقيق أهداف واضحة وصلبة من شأنها السماح للولايات المتحدة باللحاق بالركب الصيني.
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي من مصنع فورد لإنتاج السيارات الكهربائية بمدينة ديربورن بولاية ميشيغان، إن «مستقبل صناعة السيارات كهربائي»، موضحا أن المهم هنا هو معرفة ما إذا كانت واشنطن قادرة على إنتاج هذا النوع من السيارات والبطاريات اللازمة لتشغيلها معتمدة في ذلك على جهودها الذاتية أم أنها ستعتمد على دول أخرى.
وأشارت المجلة إلى أن خطة الوظائف الأميركية الجديدة والتي يبلغ قوامها 2 تريليون دولار ليست في هذه المرحلة سوى عرض سيتم التصويت عليه بعد تعديله من قبل الكونغرس، الذي لا يحظى فيه الديمقراطيون سوى بأغلبية ضيقة.
ويوفر النص حوافز متعددة لدعم سوق السيارات الكهربائية، مع إنشاء شبكة وطنية تضم 500 ألف محطة شحن بحلول عام 2030 وتحول 20 في المائة من حافلات المدارس الصفراء الشهيرة إلى الكهرباء.
وخلال كلمته، استنكر الرئيس الديمقراطي توقف سلفه عن تطوير المركبات الكهربائية... موضحا أنه من المفارقات أن مبادراته أعلنت ولكنها لم تنفذ قط. وتندر قائلا: «لقد كانوا يعلنون أسبوع البنى التحتية، ويستمرون في الإعلان عنه كل أسبوع... لمدة أربع سنوات لكنهم لم يفعلوا أي شيء». وبعد أن انتهى من خطابه، أظهر الرئيس الأميركي شغفه بالسيارة من خلال قيادة سيارة فورد الكهربائية F - 150 الجديدة لاختبارها، وقال إن «هذه السيارة تتحرك بسرعة فائقة».
إلى ذلك، حثت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي الثلاثاء نظيرتيها المكسيكية والكندية على العمل معا «لتطبيق وإنفاذ والوفاء ببنود» اتفاقية التجارة الجديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وفي تعليقات أدلت بها في أول اجتماع على المستوى الوزاري لمراجعة تنفيذ الاتفاقية، المعروفة باسم يوسمكا، قالت تاي إن الدول الثلاث يجب عليها اتخاذ إجراءات لإنجاحها.
وأضافت قائلة: «لكي تكون هذه الاتفاقية معمرة، فإنها يجب أن تخدم الحاجات اليومية للناس - ليس فقط في الولايات المتحدة؛ بل أيضا في المكسيك وكندا. ذلك سيحدث فقط إذا نفذنا وعودنا».
وعقدت تاي اجتماعا افتراضيا مع وزيرة الاقتصاد المكسيكية تاتيانا كلوثير ووزيرة التجارة الكندية ماري نغ في إطار لجنة يوسمكا للتجارة الحرة وهي الهيئة المشرفة على تنفيذ الاتفاقية التي تنظم تجارة سنوية لأميركا الشمالية قيمتها حوالي 1.5 تريليون دولار.
وحلت يوسمكا في يوليو (تموز) 2020 محل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) الموقعة في 1994، وتضيف إليها فصولا جديدة بشأن البيئة والعمالة ومعايير التجارة الرقمية وتشدد بشكل كبير القواعد الإقليمية لمكونات السيارات.
وقالت تاي إن يوسمكا هي «خطوة فقط» نحو سياسة تجارية تركز على العمال بدلا من الأهداف التقليدية لتحرير التجارة، وتعظيم الكفاءة من خلال سلاسل إمداد عالمية متكاملة. وقالت الوزيرة الكندية نغ إن «نافتا الجديدة» ترسل إشارة قوية بشأن تعهدات الدول الثلاث لحماية العمال ودعم المشاريع الصغيرة وإيجاد مستقبل أكثر استدامة.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

وضعت الاضطرابات الهائلة في سوق السندات بنك الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب للغاية، حيث يواجه خيارين حاسمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ سفينة شحن تَعبر قناة بنما في سبتمبر الماضي (أ.ب)

«قناة بنما»: ما تاريخها؟ وهل يستطيع ترمب استعادة السيطرة عليها؟

يستنكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الرسوم المتزايدة التي فرضتها بنما على استخدام الممر المائي الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

عائدات سندات الخزانة الأميركية تسجل أعلى مستوى منذ أبريل

سجلت عائدات سندات الخزانة قفزة كبيرة يوم الأربعاء، حيث سجلت عائدات السندات القياسية لمدة عشر سنوات أعلى مستوى لها منذ أبريل (نيسان) الماضي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر (أ.ب)

كبير مسؤولي «الفيدرالي» يواصل دعم خفض الفائدة رغم التضخم والتعريفات الجمركية

قال أحد كبار صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه لا يزال يدعم خفض أسعار الفائدة هذا العام على الرغم من ارتفاع التضخم واحتمال فرض تعريفات جمركية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي مما يشير إلى استقرار سوق العمل بداية العام

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.