تمهيدات لتعيين حفتر قائدًا عامًا للجيش الليبي وترقيته إلى رتبة فريق أول

متحدث برلمان ليبيا لـ {الشرق الأوسط}: أميركا وبريطانيا حاولتا استبعاده

خليفة حفتر
خليفة حفتر
TT

تمهيدات لتعيين حفتر قائدًا عامًا للجيش الليبي وترقيته إلى رتبة فريق أول

خليفة حفتر
خليفة حفتر

استحدث مجلس النواب الليبي، أمس، بشكل رسمي للمرة الأولى منصب القائد العام للجيش الليبي، في خطوة تعني أن ترقية اللواء خليفة حفتر إلى رتبة الفريق أول وتعيينه كأول قائد عام للجيش الليبي، باتت مسألة وقت فقط لا غير.
وهذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يجري فيها تعيين قائد عام للجيش الليبي، بعد أربع سنوات على الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011. وقال فرج بو هاشم، الناطق الرسمي باسم البرلمان الليبي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه جرى التصويت خلال جلسة عقدها البرلمان أمس بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق على «إصدار قانون باستحداث منصب قائد عام للجيش الليبي، وأحيل الموضوع إلى هيئة رئاسة البرلمان لتكليف من يشغل هذا المنصب».
ومن المنتظر أن يوقع المستشار صالح عقيلة، رئيس البرلمان، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، على قرار ترقية اللواء حفتر الذي يقود قوات الجيش الوطني في معركة الكرامة ضد المتطرفين في شرق البلاد، إلى رتبة الفريق وتعيينه كقائد عام للجيش.
وأكد بو هاشم، أن «قرار تعيين حفتر في منصبه الجديد سيصدر قريبا»، لكنه امتنع عن تحديد أي مواعيد. وأضاف أن «إصدار قرار تعيين يحتاج إلى إعداده في اﻻداره القانونية للمجلس ومن ثم تجري المصادقة عليه»، نافيا ما أشيع عن وصول حفتر أمس إلى مقر البرلمان لأداء اليمين القانونية.
لكن الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، الذي يعتبر أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد، لفت الانتباه إلى أن «الناس فرحة بشكل كبير، ويعتبرون القرار بداية الرد على الإرهابيين»، على حد تعبيره، موضحا أن القرار سيصدر على الرغم مما وصفه بـ«محاولات غير معلنة بذلتها الحكومتان الأميركية والبريطانية لمنع صدور القرار واستبعاد حفتر من المشهد السياسي والعسكري في البلاد».
وقال بو هاشم، إنه «ليس سرا أن وزارة الخارجية الأميركية عبرت رسميا في رسالة وجهتها إلى مجلس النواب عن رغبتها صراحة في عدم تعيين حفتر كقائد عام للجيش الليبي». وقالت وكالة الأنباء الموالية للبرلمان، إن الليبيين ينتظرون إعلان المجلس عن تعيين الفريق أول خليفة بالقاسم حفتر قائدًا عامًا للجيش.
وكان اللواء حفتر قد أبلغ «الشرق الأوسط» في حوار أخيرا، أن الهدف من عملية الكرامة التي تشنها قواته هو تطهير ليبيا من المتطرفين وجماعة الإخوان، متوعدا بتقديم كبار مسؤولي البرلمان السابق والحكومة وجماعة الإخوان للمحاكمة في حال اعتقالهم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الشعب الليبي خلال فترة توليهم السلطة.
ويقول حفتر، الذي يزعم أنه يتمتع بتأييد قطاعات كبيرة في الجيش الليبي، إنه لا يسعى للسلطة ولا يريدها، لكنه قال في المقابل إنه قد يترشح لمنصب رئيس الدولة الليبية إذا ما طلبت منه الجماهير ذلك، وعبر صناديق الاقتراع. ويبلغ حفتر من العمر 71 عاما، وهو أحد ضباط الانقلاب الذي أتى بالعقيد معمر القذافي إلى السلطة في عام 1969، علما بأنه قضى سنوات بالمنفى في ولاية فرجينيا الأميركية لكونه قائدا معارضا، قبل عودته لبلاده في عام 2011 من أجل الثورة الليبية.
وهو من خريجي الأكاديمية العسكرية في بنغازي، وتلقى تدريبا في الاتحاد السوفياتي السابق، وكان قد انشق عن الجيش إثر النزاع بين تشاد وليبيا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة، حيث أقام منذ التسعينات.
ولد حفتر في مدينة إجدابيا عام 1943 ودرس هناك مرحلتي الابتدائية والإعدادية، وانتقل في المرحلة الثانوية إلى درنة ودخل الكلية العسكرية سنة 1964، وتخرج فيها عام 1966، حيث عين في كتيبة المدفعية بالمرج، ليبدأ مشواره العسكري الذي توجه بقيادة القوات البرية، وهو متزوج وأب لـ12 ابنا (سبعة أولاد وخمس بنات).
من جهة أخرى، اغتال مجهولون الناشطة السياسية انتصار الحصايري وعمتها في منطقة أبو سليم في العاصمة طرابلس، حيث عثر على جثتيهما بالقرب من مكب القمامة بحي أبو سليم بوسط المدينة.
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، إن «استهداف الحصايري، يعد انتهاكا وخرقا واضحا للإعلان العالمي لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان وهو عمل إرهابي شنيع يتنافى مع كل القيم والأعراف الدينية والإنسانية والدولية».
من جهتها، أعلنت وزارة التربية والتعليم بحكومة الإنقاذ الوطني المعلنة من جانب واحد وغير المعترف بها دوليا، عزمها إيقاف مرتبات 45 ألف موظف تابع لها بسبب مخالفة إدارية تمثلت في عدم تقديمهم الرقم الوطني الخاص بهم. ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن سمير جرناز، مدير مكتب الإعلام بالوزارة، أن عمليات المراجعة والفرز والتدقيق متواصلة من قبل الوزارة، وأسفرت حتى تاريخ الأحد الماضي عن رصد 45.6 ألف من معلمين وموظفين على مستوى ليبيا، يتقاضون مرتباتهم من دون أرقام وطنية. وأضاف: «سيجري إيقاف مرتبات هؤلاء العاملين اعتبارا من الأول من مارس (آذار) المقبل». وتعاني الموازنة العامة في ليبيا سنويًا عجزًا يقدر بأكثر من 10 مليارات دينار (8 مليارات دولار)، بسبب الازدواجية في شغل الموظفين التابعين للهيئات والمصالح الحكومية، حيث يتلقون أكثر من راتب حكومي وفي أكثر من وظيفة.



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.