هدوء في جنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي رداً على إطلاق صواريخ

جنود إسرائيليون في كيبوتس مسجاف آم الشمالي  بالقرب من الحدود مع لبنان(ا.ف.ب)
جنود إسرائيليون في كيبوتس مسجاف آم الشمالي بالقرب من الحدود مع لبنان(ا.ف.ب)
TT

هدوء في جنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي رداً على إطلاق صواريخ

جنود إسرائيليون في كيبوتس مسجاف آم الشمالي  بالقرب من الحدود مع لبنان(ا.ف.ب)
جنود إسرائيليون في كيبوتس مسجاف آم الشمالي بالقرب من الحدود مع لبنان(ا.ف.ب)

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين إنها تنسق مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز السيطرة الأمنية بعدما رصدت إطلاق صواريخ من منطقة راشيا الفخار شمالي كفر شوبا في جنوب لبنان.
وأضافت اليونيفيل على تويتر «... ردت قوات الدفاع الإسرائيلية بنيران المدفعية على المكان الذي انطلقت منه الصواريخ».
وذكرت المهمة أن قائدها ستيفانو ديل كول اتصل على الفور بنظرائه في الجيش اللبناني وقادة الجيش الإسرائيلي «وحث على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد في الموقف».
وتابعت اليونيفيل «أوقفت قوات الدفاع الإسرائيلية الآن إطلاق النار».
وذكرت اليونيفيل أنها تدعم الجيش اللبناني في عملية البحث في المنطقة، وكثفت الدوريات «لمنع وقوع أي حوادث أخرى تعرض سلامة السكان المحليين وأمن جنوب لبنان للخطر». وقالت «لا يزال قائد اليونيفيل على اتصال بالأطراف لضمان الاستقرار في المنطقة وتهدئة التوتر». وأضافت «الوضع هادئ الآن في المنطقة».
والسبت الماضي، شيعت أسرة اللبناني محمد طحان (21 عاما) الذي تقول السلطات إنه قتل بنيران إسرائيلية عندما حاول مع آخرين عبور السياج الحدودي مع إسرائيل، بعد يوم من وفاته متأثرا بإصابته.
وقال الجيش الإسرائيلي إن دباباته أطلقت طلقات تحذيرية على أشخاص أتلفوا السياج. وقع الحادث أثناء احتجاج على الجانب اللبناني من الحدود لدعم الفلسطينيين، وسط صراع بين إسرائيل وحركة المقاومة (حماس) التي تدير قطاع غزة.
وتجمع محتجون مجددا على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل السبت وهم يلوحون بأعلام فلسطين وحزب الله. وانتشر الجيش اللبناني في المنطقة وأقام حواجز في المنطقة لمنع المحتجين من الاقتراب من جدار حدودي يمتد على طول هذا الجزء من الحدود لكن البعض تمكن في الاقتراب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.