«طالبان» تهدد علناً بقتل «أعداء الإسلام»

دعوات لتسريع البت في طلبات لجوء المتعاونين الأفغان مع القوات الأميركية

عدد من المترجمين الأفغان يعرضون مطالبهم بالحصول على تأشيرات لدول غربية أمام السفارة الأميركية في كابل أمس (أ.ب)
عدد من المترجمين الأفغان يعرضون مطالبهم بالحصول على تأشيرات لدول غربية أمام السفارة الأميركية في كابل أمس (أ.ب)
TT

«طالبان» تهدد علناً بقتل «أعداء الإسلام»

عدد من المترجمين الأفغان يعرضون مطالبهم بالحصول على تأشيرات لدول غربية أمام السفارة الأميركية في كابل أمس (أ.ب)
عدد من المترجمين الأفغان يعرضون مطالبهم بالحصول على تأشيرات لدول غربية أمام السفارة الأميركية في كابل أمس (أ.ب)

تصاعد الجدل داخل الولايات المتحدة حول قضية منح تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة، خصوصاً للمترجمين الفوريين الذين عملوا على مساعدة القوات الأميركية والدولية في أفغانستان. وبعد انتقادات وجهت لإدارة بايدن بسبب تباطؤها في رفع عدد الحد الأقصى لدخول اللاجئين الذي كان أقره الرئيس السابق دونالد ترمب من 8 آلاف إلى أكثر من 62 ألفاً، أعلنت الخارجية الأميركية الشهر الماضي أنها تقوم بمراجعة برنامج «إس آي في» الذي يسمح للمترجمين الفوريين، وغيرهم من المدنيين الذين عملوا مع الولايات المتحدة أو الناتو في أفغانستان، بالحصول على تلك التأشيرات. وأضافت أنه تجري دراسة التأخيرات، وقدرة المتقدمين على الطعن في رفض طلباتهم، وإضافة تدابير لمكافحة الاحتيال. ونقلت «أسوشيتدبرس» عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الولايات المتحدة «لا تخطط لعمليات إجلاء جماعية من كابل، بل تسعى إلى معالجة أدوات التأمين الذاتي»، مضيفاً أن البيت الأبيض هو في المراحل الأولى من مناقشة مراجعته مع الكونغرس، وسيعمل مع المشرعين إذا كانت هناك حاجة إلى تغييرات في برنامج «إس آي في» من أجل معالجة الطلبات بأسرع ما يمكن من الكفاءة، مع ضمان سلامة البرنامج وحمايته.
وقال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الأفغان الذين ساعدوا المجهود الحربي الأميركي، وفق هذا البرنامج. يذكر أن برنامج «إس آي في» تم إنشاؤه عام 2009 وتصميمه على غرار برنامج مماثل للعراقيين الذين ساعدوا القوات الأميركية قبل انسحابها عام 2011، على الرغم من عودته الجزئية لاحقاً عام 2014 بعد سيطرة «داعش» على أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
وواجه برنامجي أفغانستان والعراق على الدوام شكاوى من عملية تقديم مطولة معقدة للتدقيق الأمني، أصبحت أكثر تعقيداً مع تدابير الوقاية من فيروس كورونا. ووسط تلك المراجعات، أصبح المترجمون الفوريون السابقون الذين حافظوا قدر الإمكان على سرية هويتهم يشعرون بخطر متزايد، بما في ذلك عودة ظهور التهديدات الإرهابية، وتراجع المكاسب الهشة للنساء في حالة الفوضى، سواء من أمراء الحرب المتنافسين في كابل أو «طالبان»، مع اقتراب انسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد، وتلقيهم تهديدات شبه يومية من حركة طالبان التي تعدهم «أعداء الإسلام» بسبب عملهم مع تلك القوات.
ويشير تقرير «أسوشيتدبرس» إلى أن كثيراً من هؤلاء المترجمين يجري رفض طلباتهم من دون أي تبرير مقنع، على الرغم من حصول بعضهم على توصيات من قادة عسكريين أميركيين ميدانيين عملوا معهم بشكل مباشر. وقدر عدد الذين قتلوا من المترجمين الفوريين في أفغانستان منذ عام 2016 بنحو 300 مترجم، بحسب منظمة «نو وان ليفت بيهايند» الأميركية، خصوصاً أن حركة طالبان قد أعلنت علناً أنها ستواصل استهدافهم.
وحث أعضاء في الكونغرس وعسكريون سابقون خدموا في أفغانستان الإدارة الأميركية على تسريع عملية تقديم الطلبات التي تستغرق الآن في العادة أكثر من 3 سنوات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في 10 مايو (أيار) الحالي، إن السفارة الأميركية في كابول زادت عدد الموظفين مؤقتاً للمساعدة في معالجة التأشيرات. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أضاف الكونغرس 4 آلاف تأشيرة، ما رفع العدد الإجمالي للأفغان الذين يمكنهم القدوم مع أفراد عائلاتهم المباشرين إلى أكثر من 26 ألف شخص، مع استخدام نحو نصف المبلغ المخصص بالفعل لتمويل إسكانهم في الولايات المتحدة، ونحو 18 ألف طلب معلق.
وقال النقاد والمدافعون عن اللاجئين إن الحاجة إلى إعادة التوطين يمكن أن تتضخم بشكل كبير إذا سقطت أفغانستان في مزيد من الفوضى، خصوصاً إذا اشتد التنافس بين أمراء الحرب الذين مولتهم القوات الأميركية والناتو، إلى جانب عودة حركة طالبان التي تمكنت من تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض ضد قوات الحكومة الأفغانية سيئة التدريب والتجهيز التي يمولها دافعو الضرائب الأميركيون إلى حد كبير. ويقدر عدد الأفغان المدنيين الذين عملوا مع القوات الأميركية والأجنبية بنحو 300 ألف شخص خلال 20 عاماً.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».