الحكومة الأردنية تدرس مذكّرة من مجلس النواب تطالب بطرد السفير الإسرائيلي

تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في عمّان الأحد (أ.ف.ب)
تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في عمّان الأحد (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الأردنية تدرس مذكّرة من مجلس النواب تطالب بطرد السفير الإسرائيلي

تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في عمّان الأحد (أ.ف.ب)
تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في عمّان الأحد (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة نية الحكومة دراسة مذكرة نيابية قدمها أعضاء مجلس النواب تطالب بطرد السفير الإسرائيلي من عمّان وسحب السفير الأردني من تل أبيب، ضمن ما وصفه بـ«الخيارات المتاحة»، التي من شأنها «دعم الأشقاء في فلسطين ولجم العدوان الإسرائيلي».
وفي رده على مداخلات نيابية خلال جلسة عقدت اليوم (الاثنين) لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، شدد الخصاونة على أن بلاده تدعم «الكل الفلسطيني وليس فصيلاً محدداً»، ليشرح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي سلسلة الخطوات التي قامت بها الحكومة لحماية حقوق أهالي حي الشيخ جراح، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في القدس وعلى المقدسات، ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي الوقت الذي ألهبت فيه خطابات أعضاء مجلس النواب الأردني سقف قبتهم، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي متصدرة بوسم «طرد السفير الصهيوني من الأردن»، وهو القرار الذي كان متوقعاً أن تتخذه حكومة بشر الخصاونة عقب التوجه النيابي وتقديم مذكرة وقّع عليها أعضاء المجلس كافة.
وعلى صعيد، الموقف الشعبي استمرت الاعتصامات التي نفذتها قوى شبابية وحراكية قرب مقر السفارة الإسرائيلية في غرب عمّان، في حين اعتقلت القوات الأمنية نحو 30 مشاركاً ليلة الأحد، قبل الإفراج عنهم في وقت مبكر من فجر اليوم.
وفي مطلع الجلسة الصباحية التي خصصت لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واستمرت أكثر من ست ساعات تحدث فيها أكثر من 103 من النواب، أكد رئيس مجلس النواب عبد المنعم العودات أن المجلس وبالتنسيق مع الإخوة الفلسطينيين قام بحملة اتصالات واسعة النطاق على مستوى الاتحاد البرلماني العربي، والاتحاد البرلماني لدول منظمة التعاون الإسلامي، ومع العديد من المجموعات البرلمانية على المستوى الدولي، والتحذير من خطورة التطورات على أمن واستقرار المنطقة كلها.
من جهته أكد رئيس الوزراء بشر الخصاونة، أن الأردن يمتلك الخيارات بما فيها القانونية والدبلوماسية، ويستثمر منها ما يحمي الأشقاء في فلسطين ويلجم العدوان الإسرائيلي، والتأكد بشكل كامل بأنه لا مكان لتلك الجرائم، مؤكداً أن ما يجري من أحداث تتحمل إسرائيل وحدها المسؤولية الكاملة عنه.
كما أكد أن الأردن سيبقى شوكة في حلق مكائد استهداف القضية الفلسطينية وكل محاولات الالتفاف على الشعب الفلسطيني، وأولها حقه في إقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أكد، خلال لقائه رئيس مجلس النواب وعدداً من رؤساء لجان المجلس، أنه لا توجد دولة، بعد فلسطين، تدعم وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني أكثر من الأردن، و«نحن كأردنيين لن نغير موقفنا أبداً»، وشدد عبد الله الثاني على «تحذيراته المتكررة من أن عدم إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية سيفجر الأوضاع في المنطقة».
وعلى مدى الأيام الماضية انطلقت عشرات المسيرات المناصرة للقدس وأهالي الشيخ جراح وضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفيما نفذ المئات مسيرة حاشدة في منطقة الكرامة على الحدود الأردنية الفلسطينية، جددت فعاليات حزبية دعوتها لنقل الاحتجاجات الشعبية إلى الحدود يوم الجمعة المقبل.
وفي الوقت الذي تتجدد فيه الاعتصامات قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان يومياً، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطو فيديو لتنفيذ السلطات الأمنية حملة اعتقالات، بعد محاولات منها لفض الاعتصامات بالقوة، وهو ما استنكره نواب خلال مداخلتهم في جلسة اليوم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.