الاقتصاد العالمي مهدد بخسارة 16 تريليون دولار مع جائحة مرتقبة

«مبادرة مستقبل الاستثمار» تقرع جرس الإنذار وتدعو لتمويل بـ1.3 مليار دولار سنوياً للبحث والتطوير

TT

الاقتصاد العالمي مهدد بخسارة 16 تريليون دولار مع جائحة مرتقبة

في حين يتحسس الاقتصاد العالمي طريقه نحو التعافي من جائحة «كوفيد - 19»، حذر تقرير أصدرته «مبادرة مستقبل الاستثمار»، ومقرها السعودية، مؤخراً من مرض السل، مؤكداً ضرورة احتواء المرض بصفته الجائحة العالمية المقبلة المرتقبة التي ستكون المهدد الأكبر للاقتصاد العالمي، مشيرة إلى تقديرات بإيقاع خسائر تصل إلى 16.7 تريليون دولار من آثار وتداعيات المرض بحلول عام 2050.
وشددت مبادرة مستقبل الاستثمار على أهمية سد فجوة التمويل للبحث والتطوير المتعلقين بالسل فقط، المقدر بـ1.3 مليار دولار سنوياً، لعرقلة الجائحة المقبلة والحد منها، داعية في الوقت ذاته القطاعين العام والخاص إلى التعاون من أجل تعظيم الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية والاستدامة والذكاء الاصطناعي والروبوتات، مع أهمية توفير التمويل اللازم لتطوير أبحاث السل، وتعزيز كفاءة اللقاح وتطويره.
وشددت المبادرة على ضرورة منع الجائحة العالمية المقبلة، وضرورة بحث قضية تمويل لقاح عالمي ضد السل، مؤكدة أن القضية على المحك، كونه يضعف مناعة المصابين به 18 ضعفاً من التغلب على مواجهة جائحة كورونا.
وأضافت «مبادرة مستقبل الاستثمار» أن منع التفاعل المبكر سيرفع ثمن المعالجة المتأخرة، حيث سيكون لوباء السل المقاوم للأدوية المتعددة عواقب وخيمة على العالم: أرواح مفقودة، وتكلفة علاج باهظة، وخسائر إنتاجية، علماً بأنه يمكن أن يكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 16.7 تريليون دولار بحلول عام 2050.
ووفق تقرير حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، سيكون الأثر الاقتصادي والاجتماعي للوباء قاسٍ بشكل خاص بالنسبة للبلدان النامية، خاصة أن المرض الوبائي محمول جواً شديد العدوى قادر على الانتشار في البيئات الحضرية الكثيفة.
ووفق التقرير، يمكن أن يوفر عنصر الوقاية تريليونات الدولارات في القرن الحالي، لافتاً إلى أن التمويل اللازم ضروري للبحث والتطوير في لقاح جديد، وأدوات تشخيص جديدة، وأدوية تقدر قيمتها الإجمالية بـ13 مليار دولار على مدى 5 سنوات، بالإضافة إلى 65 مليار دولار لتعزيز الوقاية والرعاية للعام المقبل 2022، مشيراً إلى أنه في الوقت الحاضر يفي لسد فجوة التمويل للبحث والتطوير المتعلق بالسل فقط 1.3 مليار دولار سنوياً.
وأثارت «مبادرة مستقبل الاستثمار» قضية تمويل لقاح عالمي ضد جائحة السل التي تصنف أطول جائحة في العالم تودي بحياة 1.4 مليون شخص كل عام؛ أي ما يعادل حالة وفاة واحدة كل 20 ثانية، مشددة على أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جماعية سيصبح السل الجائحة العالمية التالية، مشيرة إلى مبادرة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يضم منظمة الصحة العالمية و36 دولة موقعة على المعاهدة، مع ضرورة التعلم من الوباء الحالي.
وقال التقرير: «يمثل ظهور السل المقاوم للأدوية المتعددة (إم دي آر) تهديداً للرعاية الصحية عالمياً، حيث إن تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية، المتمثل في القضاء على السل بحلول عام 2035، أمر مستحيل من دون جديد لقاحات، لاستكمال ترسانة الأدوية ووسائل التشخيص والتصدي للتهديدات المتزايدة».


مقالات ذات صلة

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

الاقتصاد علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

ارتفعت الأسهم العالمية يوم الخميس عقب الارتفاع القياسي الذي شهدته الأسهم الأميركية في ليل الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

النرويج تثبت الفائدة عند أعلى مستوى منذ 16 عاماً

مبنى البنك المركزي النرويجي في أوسلو (رويترز)
مبنى البنك المركزي النرويجي في أوسلو (رويترز)
TT

النرويج تثبت الفائدة عند أعلى مستوى منذ 16 عاماً

مبنى البنك المركزي النرويجي في أوسلو (رويترز)
مبنى البنك المركزي النرويجي في أوسلو (رويترز)

أبقى البنك المركزي النرويجي على أسعار الفائدة دون تغيير عند أعلى مستوى في 16 عاماً عند 4.50 في المائة يوم الخميس، كما توقع المحللون بالإجماع، في استطلاع أجرته «رويترز»، وأكد البنك المركزي أنه سيظل على حاله حتى نهاية العام.

وقال البنك في بيانه: «ترى اللجنة أنه من الضروري تطبيق سياسة نقدية تقييدية من أجل خفض التضخم إلى المستوى المستهدف ضمن إطار زمني معقول»، وفق «رويترز».

ويختلف النهج النقدي للبنك المركزي النرويجي عن سياسات البنوك المركزية الغربية الأخرى، مثل البنك المركزي الأوروبي، وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وبنك إنجلترا، والبنك المركزي السويدي، التي بدأت جميعها في خفض أسعار الفائدة خلال هذا العام.

وفي وقت سابق من يوم الخميس، خفض البنك المركزي السويدي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، كما كان متوقعاً، وأشار إلى أنه قد يخفض السعر مرة أخرى في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وفي النصف الأول من عام 2025، إذا استمرت التوقعات الاقتصادية والتضخمية كما هي.

وفي السياق ذاته، ذكر بنك النرويج أن التوقعات الاقتصادية للبلاد لم تتغير بشكل ملحوظ منذ اجتماعه الأخير في سبتمبر (أيلول)، حينما توقع أن تبدأ الأسعار في الانخفاض خلال الربع الأول من عام 2025.

وقالت محافظة بنك النرويج، إيدا وولدن باتشي، في البيان: «من المرجح أن يبقى سعر الفائدة عند 4.5 في المائة حتى نهاية عام 2024». وأضاف البنك: «ستحصل اللجنة على مزيد من المعلومات حول التطورات الاقتصادية قبل اجتماع السياسة النقدية المقبل في ديسمبر (كانون الأول)؛ حيث سيتم تقديم توقعات جديدة».

وفي السوق، ارتفعت الكرونة النرويجية بنسبة 0.17 في المائة مقابل اليورو، لتسجل 11:79 عند الساعة 09:44 (بتوقيت غرينتش)، مقارنة بـ11.81 قبل الإعلان مباشرة.

وأشار الخبراء الاقتصاديون إلى أن التضخم في النرويج كان أقل قليلاً من المتوقع منذ سبتمبر، لكن ضعف العملة النرويجية قد يسبب ضغوطاً تصاعدية محتملة على أسعار المستهلك، لا سيما مع ارتفاع أسعار الفائدة في السوق. ويجعل ضعف الكرونة الواردات أكثر تكلفة، في حين أن العملة الأقوى يمكن أن تساعد في الحد من التضخم.

وكان التضخم الأساسي في النرويج قد انخفض إلى 3.1 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر، مستمراً في التراجع بعد بلوغه ذروته عند 7 في المائة، في يونيو (حزيران) 2023. رغم أنه لا يزال أعلى من الهدف الرسمي للبنك المركزي الذي يبلغ 2 في المائة.