تصعيد انقلابي في الحديدة و«المشتركة» ترد على مصادر الهجمات

TT

تصعيد انقلابي في الحديدة و«المشتركة» ترد على مصادر الهجمات

صعدت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من هجماتها على مناطق متفرقة في محافظة الحديدة حيث الساحل الغربي لليمن في سياق انتهاكها للهدنة الأممية، وهو ما دفع القوات اليمنية المشتركة للرد على مصادر الهجمات، وفق ما أفاد به الإعلام العسكري.
وعلى وقع الهجمات المستمرة للميليشيات الحوثية غرب مأرب وشمالها الغربي وعد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي باستئصال المشروع الإيراني في بلاده، بحسب ما جاء في تصريحات له أمس (السبت) أثناء تفقده جبهات القتال.
ونقلت وكالة «سبأ» عن الوزير اليمني تأكيده أن «الشعب اليمني وقواته المسلحة وقيادته الشرعية يقفون في معركة المصير والهوية ضد الإرهاب الإيراني وميليشياته الحوثية ولن يقبلوا بتحويل صنعاء وكل اليمن إلى مستعمرة فارسية أو ساحة عبور لتهديد الأمن القومي العربي وتهديد خطوط وممرات الملاحة البحرية والمصالح العالمية الحيوية».
وذكرت المصادر الرسمية أن المقدشي «تفقد، سير العمليات القتالية التي يخوضها الجيش والمقاومة ضد ميليشيا الحوثي التابعة لإيران في جبهات محزام ماس والكسارة غرب مأرب وشمالها الغربي».
واطلع وزير الدفاع اليمني على أوضاع المقاتلين والتقى بقادة الوحدات والقطاعات والكتائب والقيادات الميدانية واستمع من رئيس هيئة العمليات الحربية اللواء الركن ناصر الذيباني، وقائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن أحمد حسان جبران إلى شرح حول العمليات الميدانية على امتداد المسرح القتالي.
وفي حين أشاد المقدشي بصلابة القوات وكفاءتها والتزامها بـ«معطيات المعركة والمسارات التكتيكية والاستراتيجية المرسومة» أشار إلى الالتفاف الشعبي الواسع حول المشروع الوطني والمرجعية الجمهورية الراسخة والمواقف الداعمة للجيش والمقاومة والدعوات الرسمية والمجتمعية لرفد الجبهات والمشاركة في معركة استعادة الوطن».
وفي غضون ذلك ذكرت مصادر محلية يمنية أن الميليشيات الحوثية استقدمت أمس (السبت) نحو 300 مجند من عناصرها من محافظتي ذمار وإب ودفعت بهم لتعزيز عناصرها في جبهات مأرب حيث تطمح للسيطرة على المحافظة النفطية وتقود هجمات منسقة ومتتابعة لهذه الغاية منذ فبراير (شباط) الماضي، دون تحقيق أي تقدم.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران صعدت من عملياتها الهجومية غرب محافظة مأرب وشمالها الغربي ابتداءً من يوم عيد الفطر، كما امتد هذا التصعيد إلى محافظة تعز، في وقت أعلن الجيش اليمني المسنود برجال القبائل وتحالف دعم الشرعية عن تكبيد الجماعة عشرات القتلى والجرحى.
وفيما أحصت مصادر يمنية قيام الميليشيات بتشييع أكثر من 500 قتيل من عناصرها خلال شهر رمضان فقط، ذكر قادة في الجيش اليمني في تصريحات رسمية أن عشرات الجثث لعناصر الجماعة لا تزال مرمية عند خطوط التماس غرب مأرب.
وفي سياق ميداني متصل أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي حيث محافظة الحديدة، بأن الميليشيات الحوثية قصفت يومي الجمعة والسبت مناطق متفرقة في المحافظة مستهدفة البلدات والقرى السكنية.
وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة الحكومية إن الميليشيات قصفت تجمعات وأحياء سكنية متفرقة في مركز مدينة حيس جنوب محافظة الحديدة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
ونقل المركز عن مصادر محلية قولها: «إن الميليشيات الحوثية شنت عملية قصف هستيرية على المنازل والأحياء الجنوبية والشرقية الآهلة بالسكان في أطراف مركز المدينة، وإنها استخدمت مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة وسلاح القناصة وقذائف مدفعية الهاون الثقيل، ما أثار حالة من الخوف والفزع في صفوف المدنيين لا سيما النساء والأطفال جراء الاستهداف الهستيري الذي طال منازلهم بصورة عشوائية».
وأفادت المصادر بأن القوات المشتركة ردت على مصادر نيران الميليشيات المدعومة إيرانياً، بعد أن رصدتها حيث تمكنت من إسكاتها بضربات حاسمة، دفاعاً عن المدنيين.
وكانت القوات المشتركة ردت، الجمعة، على هجمات حوثية استهدفت القرى السكنية في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، حيث استخدمت المدفعية قذائف المدفعية ما سببت حالة من الهلع في صفوف الأهالي في ثاني أيام عيد الفطر المبارك.
كما استهدفت الميليشيات الحوثية في اليوم نفسه الأحياء السكنية في مدينة التحيتا جنوب الحديدة، بالأسلحة المختلفة، ونقل الإعلام العسكري عن مصادر محلية قولها: «إن الميليشيات أطلقت عدداً من قذائف الهاون الثقيلة على الأحياء السكنية في مدينة التحيتا، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة بصورة مكثفة».
ومنذ إعلان الهدنة الهشة التي رعتها الأمم المتحدة بموجب اتفاق السويد في أواخر 2018 ارتكبت الميليشيات الحوثية آلاف الخروق والتي تسببت في مقتل المئات من المدنيين.
ورغم وجود البعثة الأممية لإعادة تنسيق الانتشار في محافظة الحديدة، فإن هذه الخروق لم تتوقف، كما أن البعثة تجمد عملها منذ العام الماضي بعد أن أفشلت الميليشيات الحوثية موضوع نقاط المراقبة المشتركة وقامت بقنص أحد ضباط الحكومة الشرعية.
وتكتفي البعثة من وقت لآخر بإصدار بيانات تحذر من التصعيد والهجمات ضد المدنيين، ويلتقي المسؤولون فيها بقيادات الشرعية والقيادات الحوثية، إلا أن الجانب الحكومي يطالب بنقل مقر البعثة من مناطق سيطرة الحوثيين في مدينة الحديدة إلى منطقة محايدة، ويتهم الجماعة بالتحكم في قرارها وتقييد حركتها.


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.