أنصار السلام اليهود والعرب يقيمون 100 مظاهرة ضد الاعتداءات

عناصر من أنصار السلام في بلدة بالجليل (الشرق الأوسط)
عناصر من أنصار السلام في بلدة بالجليل (الشرق الأوسط)
TT

أنصار السلام اليهود والعرب يقيمون 100 مظاهرة ضد الاعتداءات

عناصر من أنصار السلام في بلدة بالجليل (الشرق الأوسط)
عناصر من أنصار السلام في بلدة بالجليل (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي تلتهب فيه الشوارع في المدن المختلطة في إسرائيل، ويعتدي فيه مستوطنون يهود على المواطنين العرب ويرد العرب بمظاهرات صاخبة وبعض الاعتداءات الفردية، بادر سكان البلدة المختلطة في أعالي الجليل معلوت ترشيحا و«كفار هفرديم» إلى إقامة محطة استقبال لضيوفهم من اليهود والعرب وقدموا لهم الورود. وجاء هذا النشاط ضمن 100 مظاهرة نظمت في آن واحد، مساء أمس وأول من أمس، الخميس والجمعة، على مداخل البلدات وفي مفارق الطرقات، بمبادرة عدة حركات لأنصار السلام والتعايش المشترك. ورفعوا شعارا مركزيا واحدا يقول: «نحن عرب ويهود نرفض أن نكون أعداء». وقال نائب رئيس بلدية معلوت ترشيحا، حمد نعيم، الذي شارك في التظاهرة مع عضو البلدية نخلة غنطوس، إنه «في ظل الأوضاع الحرجة والخطيرة التي تعيشها البلاد، يأتي هذا النشاط الرمزي بهدف تبريد العنصرية المتأججة في أرجاء عديدة من مدننا وتوجيه رسالة حازمة للجميع: نعيش هنا معاً وسنموت معاً... ولا مفر من أن نكون معاً بسلام». المعروف أن الصدامات اليهودية العربية في البلدات المختلطة استمرت أيضا في الليلة الأخيرة، ولكن بوتيرة أخف من الليلة التي سبقتها. وفي مدينة اللد استمرت الصدامات حتى ساعات الفجر الأولى من أمس الجمعة. وقد بدأت هذه الأحداث عندما خرج المواطنون العرب (فلسطينيو 48)، إلى الشوارع يتظاهرون ضد اقتحام جنود حرس الحدود الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك. فهاجمتهم مجموعات من المستوطنين اليهود، الذين قدموا خصيصا من مستعمراتهم في المناطق المحتلة ومعهم عدد من المتطرفين اليهود.
وبغياب خطة مهنية للشرطة لحصر الاعتداءات، سادت الفوضى، وقام بعض العرب بالاعتداء على يهود دخلوا أحياء أو بلدات عربية. وقام المتطرفون اليهود بهجوم شامل بالعشرات على حوانيت وبيوت ومواطنين عرب في عدة بلدات يهودية مثل طبريا ويافا واللد. وقام عرب بإحراق مدرسة دينية يهودية في اللد وقام يهود بمحاولة إحراق المسجد العمري في المدينة. ووقفت الشرطة متفرجة في الغالب، وعندما تدخلت كان تحيزها واضحا لصالح اليهود ضد العرب ونفذت اعتقالات واسعة. واعتبر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هذه الصدامات «جبهة ثالثة» لأجهزة الأمن الإسرائيلية وأعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) أنه سيدخل البلدات المختلطة لفرض النظام وتحييد من يحاولون تخريبه.
وقد حذر الرئيس الإسرائيلي من التدهور نحو حرب أهلية بين عرب البلاد ويهودها. وتوجه رفلين، بشكل درامي، إلى قنوات البث التلفزيوني الثلاث وصاح: «رجاء أوقفوا هذا الجنون».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.