الفلسطينيون يحذرون من تصعيد كبير في السجون الإسرائيلية

استنفار إسرائيلي وعقوبات جماعية.. والأسرى يخططون لإضراب عن الطعام

الفلسطينيون يحذرون من تصعيد كبير في السجون الإسرائيلية
TT

الفلسطينيون يحذرون من تصعيد كبير في السجون الإسرائيلية

الفلسطينيون يحذرون من تصعيد كبير في السجون الإسرائيلية

أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية عن حالة الطوارئ في سجون نفحة ورامون وايشل، بعد تعرض أحد الضباط الإسرائيليين للضرب على يد معتقل فلسطيني في نهاية يوم متوتر أمس، شهد اقتحامات وإغلاقات وتفتيش ونقل أسرى ومنع أهاليهم من زيارتهم.
وحمل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، إدارة سجون الاحتلال، المسؤولية كاملة عن التصعيد في سجن «ريمون»، الذي قاد إلى قيام الأسير حمزة أبو صوان 21 عاما من غزة، بضرب أحد ضباط السجن.
وتشهد السجون الإسرائيلية منذ يومين حالة من التوتر الشديد، وأعاد معتقلون وجبات الطعام كتحذير لبداية إضراب متوقع في العاشر من الشهر المقبل، احتجاجا على السياسات الإسرائيلية في السجون.
وقال قراقع إن إدارة سجون الاحتلال فرضت، منذ خمسة أيام، إجراءات صارمة وتعسفية على المعتقلين من خلال قيامها بحملة تنقلات تعسفية والاعتداء على عدد منهم وزجهم في زنازين انفرادية، وإغلاق الأقسام ومنع الأسرى من الخروج إلى الساحة وفرض غرامات مادية ومنع الزيارات، الأمر الذي جعل الوضع لا يحتمل.
وحذر نادي الأسير الفلسطيني من عمليات التصعيد التي تقوم بها مصلحة سجون الاحتلال ضد الأسرى. وأفاد أن مصلحة سجون الاحتلال شرعت في إغلاق سجني «ايشل» و«نفحة» بشكل كامل على أثر الأحداث التي جرت في سجن «ريمون».
وكانت قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت فجرا سجن ريمون، وأخضعت الأسرى وغرفهم إلى تفتيش قاس.
وقال مركز أحرار لحقوق الإنسان، إن وحدات «الدرور» الخاصة بقمع الأسرى وتفتيش السجون اقتحمت قسم (4) في سجن «ريمون» الصحراوي، وفتشت 4 غرف بشكل استفزازي، كما عبثت بجميع محتويات السجن بشكل كامل.
ونقل بيان للمركز عن أسرى في ريمون أن التفتيش الذي بدأ مع ساعات الفجر الأولى في تمام الساعة الخامسة فجر أمس، استمر حتى الساعة 11 قبل الظهر، فيما بقي الأسرى محتجزين حتى انتهائه، قبل أن تغلق بالقوة غرفة رقم 46 بقسم 4، بعد رفض الأسرى ذكر أسمائهم وقت التفتيش.
وحذر قراقع من تنامي حالة التصعيد والانتقام التي تقودها إدارة السجون من خلال زج قوات قمعية داخل السجن، ودعا إلى ضرورة التدخل السريع لإنقاذ حياة الأسرى في ريمون وكافة السجون والمعتقلات، الذين أصبحوا رهائن لسياسة البطش والانتقام من قبل السجانين.
كما حذرت حركة حماس إسرائيل «من التمادي في الضغط على الأسرى». ودعا القيادي في حماس حسام بدران، إلى دعم الأسرى ومساندتهم لمواجهة «إجرام الاحتلال» في هذه المرحلة الصعبة.
وأضاف: «مطلوب تفعيل الفعاليات الجماهيرية الشعبية والتغطية الإعلامية والتحرك القانوني، والأهم من ذلك كله، تنفيذ أعمال للمقاومة عنوانها كرامة الأسرى وحريتهم».
ونظم فلسطينيون أمس، مظاهرة أمام مقر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في رام الله، مطالبين بالإفراج عن الطفل خالد الشيخ (15 عاما) الطالب في الصف العاشر، المعتقل منذ 60 يوما من قبل السلطات الإسرائيلية.
وقال حسام، والد خالد للصحافيين أمام المقر: «تم اعتقاله يوم 25 - 12 بالقرب من الجدار المقام على أرض بيت عنان (قرية شمال غربي القدس)، واقتادوه إلى مركز تحقيق بحجة رمي الحجارة».
وأضاف أنه تم عقد 4 جلسات في محاكمته، وستعقد الجلسة المقبلة يوم 25 فبراير (شباط) الجاري. وتابع: «التهمة ضرب الحجارة لا أفهم كيف يجلس قاض في الخمسينات من العمر يحاكم طفلا بدعوى أنه يشكل خطرا على أمن الدولة. أي دولة هذه التي يشكل الأطفال خطرا على أمنها؟».
وأوضح والد الطفل الذي رفع زملاؤه بالصف صورا له كتب إلى جانبها عبارات تطالب بالإفراج عنه، أن ابنه «مصاب بفقر الدم وأنه لا يتلقى أي علاج داخل السجن».
وسلم المتظاهرون رسالة إلى مكتب المفوض السامي الذي لم يوجد فيه، جاء فيها: «نبرق لكم حكاية طفل وضع خلف الأسلاك الشائكة وبين جدران السجن ليعيش الظلمة والحرمان والعذاب».
وطالبت الرسالة المفوض السامي «بالتحرك السريع والعاجل من أجل إنقاذ الطفولة في فلسطين التي تتعرض للحرمان والقهر على أيدي الاحتلال الإسرائيلي».
ووقع المشاركون في المظاهرة على عريضة تطالب بالإفراج عن الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون إسرائيل، ومن بين الموقعين ليلى غنام محافظة رام الله والبيرة.
وقالت غنام «حملة الاعتقالات التي تطال شعبنا الفلسطيني، خاصة الأطفال، لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال».
وتشير إحصاءات نادي الأسير الفلسطيني إلى وجود 214 طفلا فلسطينيا تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، معتقلين في السجون الإسرائيلية، بينهم 3 فتيات، وصدرت بحق بعضهم أحكام، وينتظر آخرون محاكمتهم.
ونشر مركز أحرار لحقوق الإنسان، تقريرا أمس، اتهم فيه القضاء الإسرائيلي بانتهاج سياسة التمييز العنصري ضد الأطفال الفلسطينيين.
وجاء في التقرير، إن «إسرائيل تتعامل مع الأطفال الإسرائيليين من خلال نظام قضائي خاص بالأحداث، وتتوفر فيه ضمانات المحاكمة العادلة، وتعتبر أن الطفل الإسرائيلي هو كل شخص لم يتجاوز سن 18 عاما، في حين تتعامل مع الطفل الفلسطيني بأنه كل شخص لم يتجاوز سن 16 عاما».
وفي سياق متصل، نشر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، أنه قام في يناير (كانون الثاني) الماضي، بمساعدة الجيش، باعتقال خلية تابعة لحركة حماس كانت تعمل في مدينة الخليل في الضفة الغربية، خطط أفرادها لشن عمليات مختلفة ضد إسرائيليين بما في ذلك عمليات تفجيرية.
وبحسب المعلومات، فقد تم اعتقال 11 فلسطينيا بينهم من شارك في عمليات سابقة ومن كان يخطط لعمليات جديدة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.