{أوبك} تبقي على نظرتها المتفائلة في أسواق النفط للعام الجاري

الطلب على الوقود في الهند يقفز 81.5 % في أبريل

منظمة {أوبك} تتوقع احتواء تفشي فيروس {كورونا} في الهند مما يزيد من الطلب على النفط (رويترز)
منظمة {أوبك} تتوقع احتواء تفشي فيروس {كورونا} في الهند مما يزيد من الطلب على النفط (رويترز)
TT

{أوبك} تبقي على نظرتها المتفائلة في أسواق النفط للعام الجاري

منظمة {أوبك} تتوقع احتواء تفشي فيروس {كورونا} في الهند مما يزيد من الطلب على النفط (رويترز)
منظمة {أوبك} تتوقع احتواء تفشي فيروس {كورونا} في الهند مما يزيد من الطلب على النفط (رويترز)

أبقت {أوبك} على توقعاتها لتعافٍ قوي في الطلب العالمي على النفط في 2021، مدعوم بنمو في الصين والولايات المتحدة ورغم أزمة فيروس كورونا في الهند، وذلك في نظرة مستقبلية تعزز خطط المجموعة لتقليص تخفيضات الإنتاج تدريجياً.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقريرها الشهري إن الطلب سيزيد 5.95 مليون برميل يومياً هذا العام، بما يعادل 6.6 في المائة، دون تغيير عن تقديراتها الشهر الماضي.
اتسم التقرير بالتفاؤل رغم تحذيره من «ضبابية كبيرة»، لا سيما فيما يخص الجائحة، ومع تأثر أسعار النفط سلباً ببواعث القلق حيال الهند. ونزل سعر الخام بعد صدور التقرير لكنه يظل مرتفعاً 30 في المائة هذا العام قرب 68 دولاراً للبرميل.
وقالت {أوبك}: «تواجه الهند تحديات خطيرة متعلقة بكوفيد - 19 ومن ثم ستتعرض لتأثير سلبي في الربع الثاني، لكن من المتوقع أن يستمر تحسن الزخم مجدداً في النصف الثاني من 2021».
بلغ متوسط سبعة أيام لإصابات كوفيد الجديدة في الهند ذروة قياسية أمس. وتقلص شركات تكرير النفط في البلاد - ثالث أكبر مستهلك في العالم - معدلات معالجة الخام.
وخفضت {أوبك} في التقرير توقعها للطلب على النفط في الربع الثاني 300 ألف برميل يومياً، لكنها رفعت تقديراتها للربع الثالث 150 ألف برميل يومياً وللأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 290 ألف برميل يومياً.
ورفعت {أوبك} توقعها لنمو الاقتصاد العالمي في 2021 إلى 5.5 في المائة من 5.4 في المائة الشهر الماضي، على افتراض حدوث «احتواء كبير» للجائحة بحلول النصف الثاني. وقالت: «التعافي يميل بدرجة كبيرة للغاية صوب النصف الثاني».
أقرت {أوبك بلس} في أبريل (نيسان) تخفيفاً تدريجياً لتخفيضات الإنتاج من مايو (أيار)، بعد أن طلبت الإدارة الأميركية من السعودية الحفاظ على الأسعار الطاقة في متناول المستهلكين.
وأظهر التقرير زيادة طفيفة لإنتاج {أوبك} بلغت 30 ألف برميل يومياً في أبريل إلى 25.08 مليون برميل يومياً، مع ارتفاع إنتاج إيران المعفاة من التخفيضات بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
كانت {أوبك بلس} خفضت المعروض خفضاً غير مسبوق بلغ 9.7 مليون برميل يومياً العام الماضي لدعم السوق في ظل انهيار الطلب. وما زال معظم ذلك الخفض قائماً حتى بعد قرار أبريل.
ورفعت {أوبك} في تقريرها تقديراتها لحجم النفط الذي يتعين عليها ضخه هذا العام، في ضوء تأثر الإنتاج الأميركي بموجة صقيع ضربت تكساس. وأصبح من المتوقع ارتفاع معروض غير {أوبك} 700 ألف برميل يومياً، نزولاً من 930 ألف برميل يومياً في تقديرات الشهر الماضي.
ونتيجة لذلك، رفعت {أوبك} تقديرها للطلب العالمي على خامها إلى 27.7 مليون برميل يومياً هذا العام، بزيادة 200 ألف برميل يومياً عن الشهر الماضي وبما يسمح بمتوسط أعلى لإنتاج {أوبك} في 2021.
في غضون ذلك، أظهرت بيانات من خلية التخطيط والتحليل البترولي بوزارة النفط الهندية أمس الثلاثاء، أن الطلب على الوقود في الهند قفز 81.5 في المائة في أبريل مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي.
وبلغ إجمالي استهلاك الوقود في ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم 17.01 مليون طن في أبريل، انخفاضا من 18.78 مليون طن في مارس (آذار).
وزاد استهلاك الديزل، وهو مقياس رئيسي مرتبط بالنمو الاقتصادي ويشكل حوالي 40 في المائة من مجمل مبيعات الوقود المكرر في الهند، 105.5 في المائة على أساس سنوي إلى 6.68 مليون طن. وقفزت مبيعات البنزين بحوالي 145 في المائة عن مستواها قبل عام إلى 2.38 مليون طن.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يوم الاثنين، أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10 في المائة الرسوم المفروضة على وارداتها من الصين، وذلك لإرغام الدول الثلاث على «وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات» لبلاده.

وفي سلسلة تصريحات نشرها على حسابه في منصّته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي، كتب ترمب: «في 20 يناير، وفي أحد أوائل الأوامر التنفيذية الكثيرة التي سأصدرها، سأوقّع كلّ الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بنسبة 25% على كلّ منتجاتهما الآتية إلى الولايات المتحدة وحدودها المفتوحة السخيفة».

وأضاف: «ستظل هذه الرسوم سارية إلى أن يتوقف غزو المخدرات، وبخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!»، من دون أن يذكر اتفاقية التجارة الحرة المُبرمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تصريح ثان نشره بعد لحظات، قال الرئيس السابق والمقبل إنّه سيفرض أيضاً على الصين رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة، «تُزاد إلى أيّ رسوم إضافية»، وذلك على كل واردات بلاده من المنتجات الصينية، وذلك عقاباً لبكين على ما يعتبره عدم مكافحتها كما ينبغي تهريب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة.

ورداً على إعلان ترمب، حذّرت الصين من أنّ «لا أحد سينتصر في حرب تجارية». وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقّتها وكالة الصحافة الفرنسية إنّ «الصين تعتقد أنّ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته».

بدورها، ذكّرت كندا الرئيس الأميركي المنتخب بدورها «الأساسي لإمدادات الطاقة» للولايات المتّحدة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند في بيان إنّ «علاقتنا متوازنة ومتبادلة المنفعة، بخاصة بالنسبة للعمّال الأميركيين»، مؤكدة أن أوتاوا ستواصل «مناقشة هذه القضايا مع الإدارة الأميركية الجديدة».

وتشكّل الرسوم الجمركية أحد الأسلحة الأساسية في ترسانة ترمب لتنفيذ أجندته الاقتصادية.

وخلال حملته الانتخابية التي توّجت بفوزه بالانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، تعهّد الرئيس الجمهوري المنتخب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على العديد من حلفاء بلاده وخصومها على حد سواء.

ويحذّر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أنّ زيادة الرسوم الجمركية ستضرّ بالنمو وستزيد معدلات التضخّم، إذ إنّ هذه التكاليف الإضافية سيتحمّلها في البداية مستوردو هذه البضائع الذين غالباً ما سيحملونها لاحقاً إلى المستهلكين.

لكنّ المقربين من الرئيس المنتخب يؤكّدون أنّ الرسوم الجمركية هي ورقة مساومة مفيدة تستخدمها الولايات المتحدة لإرغام شركائها التجاريين على الرضوخ لشروطها.