البحرية الليبية تندد بـ«الاختراقات المتكررة» لسفن الصيد الإيطالية

TT

البحرية الليبية تندد بـ«الاختراقات المتكررة» لسفن الصيد الإيطالية

نددت القوات البحرية الليبية أمس بـ«اختراق» سفن الصيد الإيطالية المتكرر للمياه الليبية، مؤكدة حق ليبيا «المشروع» في الدفاع عن سيادة مياهها.
وقال الناطق باسم القوات البحرية الليبية في بيان إن «4 سفن صيد إيطالية اتجهت من جنوب إيطاليا إلى منطقة صيد ليبية محمية الخميس الماضي، وبالتحديد (30) ميلاً بحرياً شمال الخمس الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة طرابلس».
وأضاف أن «تعليمات صدرت لخفر السواحل بالتعامل مع السفن الإيطالية لإجراء التفتيش، لكن دون استجابتها وحاولت الاصطدام ببدن زورق الخفر، واستمرت المطاردة 3 ساعات استخدمت فيها طلقات تحذيرية في الهواء (...)، تمت السيطرة على السفينة وتفتيشها بوجود فرقاطة عسكرية إيطالية».
ونفى الناطق العسكري إصابة أحد أفراد طاقم السفينة جراء عيار ناري أطلقته دورية خفر السواحل الليبيين. وأوضح في هذا الصدد «أصيب أحد أفراد طاقم السفينة نتيجة اصطدامه بإحدى نوافذها، وليس كما صرح ربان السفينة بأنه ناتج عن أعيرة نارية تحذيرية، وقدم زورق الدورية الإسعافات وتم التأكد من سلامة أفراد سفينة الصيد». وتم الإفراج عن سفينة الصيد وطاقمها، بعد التعهد بعدم الصيد في المنطقة.
وأكدت البحرية الليبية أن «هذه الأعمال والاختراقات من قبل سفن الصيد الإيطالية ليست الأولى، بل هي متكررة وموثقة»، مؤكدة أن «حق الدولة الليبية في حفظ سيادة مياهها حق مشروع لا تنازل عنه».
والجمعة، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أنه «من غير المقبول أن يطلق خفر السواحل الليبيون طلقات تحذيرية على مستوى الأفراد»، مشدداً على أن «هذه المياه خطيرة ومحظورة». ورغم تحذيرات السلطات الإيطالية، تواصل سفن صيد إيطالية التردد إلى منطقة الصيد الليبية. واعتادت منذ بداية القرن الماضي صيد نوع من القريدس يحظى بشعبية خاصة لدى الطهاة ويصل سعره إلى 60 يورو للكيلوغرام عند تجار السمك.
وتتخلل عمليات الصيد الإيطالية في المياه الليبية، والتي تصفها طرابلس بأنها «غير مشروعة»، العديد من الحوادث الخطيرة.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، احتجز 18 صياداً هم ثمانية إيطاليين وستة تونسيين وإندونيسيان وسنغاليان جاءوا من صقلية بتهمة الصيد في المياه الإقليمية الليبية. وازداد التوتر بشأن حقوق الصيد البحري منذ عام 2005 عندما أعلن الزعيم الراحل معمر القذافي أن منطقة الصيد المحمية الخاصة ببلاده تمتد على مسافة 74 ميلاً بحرياً (ما يقرب من 140 كيلومتراً) من الساحل، في تحدٍ للمعايير الدولية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.