«البنتاغون» لا يعتزم تدمير الصاروخ الصيني التائه

بكين استبعدت بشدة أن يسبب أي ضرر... والسودان ومصر بين الدول المرشحة لاحتمال سقوط أجزاء منه فوقها

الصاروخ الصيني «لونغ مارش 5 بي» الذي أطلق في 29 أبريل من قاعدة في جنوب الصين (أ.ب)
الصاروخ الصيني «لونغ مارش 5 بي» الذي أطلق في 29 أبريل من قاعدة في جنوب الصين (أ.ب)
TT

«البنتاغون» لا يعتزم تدمير الصاروخ الصيني التائه

الصاروخ الصيني «لونغ مارش 5 بي» الذي أطلق في 29 أبريل من قاعدة في جنوب الصين (أ.ب)
الصاروخ الصيني «لونغ مارش 5 بي» الذي أطلق في 29 أبريل من قاعدة في جنوب الصين (أ.ب)

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن البنتاغون ليس لديه أي خطط حتى الآن لإسقاط الصاروخ الصيني «لونغ مارش 5 بي»، البالغ وزنه 22 طناً والمتوقع أن يسقط على الأرض في الساعات المقبلة. وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء الخميس في البنتاغون، إنه وفقاً لآخر التقديرات التي اطلع عليها، من المتوقع أن يسقط في 8 أو 9 مايو (أيار). وقال: «ليس لدينا خطط لتدمير الصاروخ، لكن إذا كان هذا الأمر ضرورياً فلدينا الإمكانات لتدميره إذا شكّل خطراً علينا». وتابع أوستن أنه يأمل في أن يسقط الصاروخ في مكان لا يؤذي أحداً، في المحيط أو في مكان ما من هذا القبيل. وفي انتقاد مبطن للصين من دون أن يسميها، قال أوستن إن هذا دليل على أنه بالنسبة لنا نحن الذين ننشط في الفضاء، يجب أن يكون لدينا التزام بالعمل بطريقة آمنة ومدروسة وأن يؤخذ كل هذا في الاعتبار عند التخطيط لعمليات من هذا النوع. وتناقلت وسائل إعلام عدة تكهنات بمرور الصاروخ الصيني أو حتى سقوطه فوق بعض البلدان، بينها دول عربية عدة. وتوقعت مؤسسة «ايروسبيس كوربوريشن» الأميركية للأبحاث الفضائية أن تسقط أجزاء من الصاروخ يوم السبت فوق السودان. كما تحدثت مصادر أخرى عن احتمال سقوط أجزاء منه فوق مصر، غير أن أياً من تلك التقديرات لا يمكن تأكيدها. ولفتت تلك الوسائل إلى أنه رغم أن فرص سقوط الصاروخ في منطقة مأهولة بالسكان تبقى ضئيلة، فإنها ليست منعدمة. غير أن برودة البنتاغون في التعامل مع هذه الأزمة قد يعكس اطمئناناً إلى عدم توقع سقوطه فوق اليابسة.
وأطلقت الصين، الأسبوع الماضي، الصاروخ حاملاً أول المكونات الثلاثة لمحطتها الفضائية الخاصة «سي إس إس» بواسطة الصاروخ «لونغ مارش 5 بي». لكن بعد وضعه أجزاء المحطة في المدار، وبدلاً من أن يبدأ سقوطه المخطط له والمحدد مسبقاً، بعد احتراقه وتفتته فور دخوله الغلاف الجوي، فقدت بكين السيطرة عليه وهو يدور الآن في مدار منخفض حول الأرض ولا يعرف تماماً مكان سقوطه. وقد يتفكك الصاروخ عند دخوله الغلاف الجوي، لكن من المتوقع أن تبقى أجزاء منه لتسقط على الأرض، بحيث لا تشكل خطراً. لكن إذا بقي جسم الصاروخ سليماً كما هو الآن، فإن الاحتمال الأكبر هو أن يسقط في أحد المحيطات أو البحار، التي تغطي ثلثي الأرض. لكن الأمر لا يمكن التأكد منه، إذ يمكن للصاروخ أن ينحرف ويسقط في منطقة مأهولة بالسكان أو حتى فوق سفينة تبحر في عرض البحر.
وأكدت بكين، الجمعة، أن الصاروخ لا يمثل أي خطر على سكان الأرض. وأطلقت الصين أول ثلاثة مكونات لمحطتها الفضائية، الأسبوع الماضي، بصاروخ يفترض أن يعود إلى الأرض لكن لا أحد يعرف إلى أين بالضبط. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين للصحافيين إن «احتمال التسبب بأضرار على الأرض ضئيل جداً». وأضاف وانغ أن معظم حطام الصاروخ الصيني ستحترق عند دخول الغلاف الجوي ومن المستبعد بشدة أن يسبب أي ضرر. وكانت صحيفة غلوبال تايمز الصينية قد ذكرت، يوم الأربعاء، أن حطام الصاروخ سيسقط على الأرجح في مياه دولية، وسط مخاوف من أن يسبب ضرراً عندما يعاود دخول الغلاف الجوي للأرض.
يذكر أن الصين سبق وأن فقدت في أبريل (نيسان) 2018 السيطرة على مركبة فضائية عند عودتها إلى الأرض، حيث تفكك المختبر الفضائي «تيانغونغ 1» عند عودته، بعد عامين من توقفه عن العمل. لكن الصين نفت أن تكون فقدت السيطرة على المختبر. كما حصلت أحداث مشابهة مع دول أخرى حيث سقطت محطة «سكايلاب الفضائية» التابعة لوكالة «ناسا» عام 1979، وقطعة من صاروخ «سكايلاب» عام 1975، ومحطة «ساليوت7» الفضائية الروسية عام 1991، كما يمكن احتساب مكوك الفضاء «كولومبيا» الذي انفجر بعدما فقدت وكالة «ناسا» السيطرة عليه فور دخوله الغلاف الجوي وسقط فوق الأرض عام 2003.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».