الإعلانات تعوّض تراجع الكوميديا في موسم دراما رمضان في مصر

قدمت أفكاراً مبتكرة في ظل غياب بعض الفنانين

سمير غانم في إعلان شركة محمول
سمير غانم في إعلان شركة محمول
TT

الإعلانات تعوّض تراجع الكوميديا في موسم دراما رمضان في مصر

سمير غانم في إعلان شركة محمول
سمير غانم في إعلان شركة محمول

في الوقت الذي يشهد فيه موسم دراما رمضان الجاري بمصر تراجعاً حاداً في عدد المسلسلات الكوميدية، تعوض الكثير من الإعلانات التلفزيونية هذا الجانب عبر تقديم أفكار مبتكرة ومميزة نالت إشادات الجمهور.
ويشارك عدد قليل من المسلسلات الكوميدية في سباق الموسم الجاري على غرار «فارس بلا جواز» بطولة مصطفى قمر، و«أحسن أب» بطولة علي ربيع، فيما يصنف متابعون مسلسلي «خلي بالك من زيزي»، بطولة أمينة خليل، و«نجيب زاهي زركش» ليحيى الفخراني على أنهما عملان كوميديان، هذا بالإضافة إلى خروج مسلسل «عالم موازي» من المنافسة بسبب إصابة بطلته دنيا سمير غانم وصناعه بفيروس كورونا.
بينما شارك في العام الماضي نحو 6 مسلسلات كوميدية أبرزها «رجالة البيت» بطولة أحمد فهمي وأكرم حسني، و«فالنتينو» بطولة الزعيم عادل إمام، و«بـ100 وش» بطولة نيللي كريم وآسر ياسين، بجانب مسلسل «اتنين في الصندوق» بطولة حمدي الميرغني وأوس أوس، و«سكر زيادة» بطولة سميحة أيوب وهالة فاخر ونادية الجندي ونبيلة عبيد، ومسلسل «وصل أمانة» بطولة علي ربيع ومصطفى خاطر.
ورغم غيابهم الدرامي عن المشهد، يشارك عدد من فناني الكوميديا في الإعلانات التجارية لبعض شركات المحمول والأجهزة الإلكترونية على غرار النجم الكبير سمير غانم، وابنته إيمي، حيث يشتركان في تقديم إعلان لصالح شركة اتصالات مصرية، فخلال مدة الإعلان القصيرة يستعيد غانم خبرات السنين الطويلة، ويقدم لمحات مميزة من شخصيته الكوميدية، من دون أي تكلف أو انفعالات زائدة، واستطاع رسم الابتسامة على وجوه المشاهدين، وفق متابعين.
كما يشارك الفنان الكوميدي محمد هنيدي، بموسم الإعلانات الجاري، في ظل غيابه الدرامي ويطل على الجمهور مرات متكررة في إعلان إحدى شركات الأجهزة الإلكترونية المصرية، ويقدم فقرات تمثيلية مفعمة بالكوميديا والاستعراض.
أما الفنان الكوميدي أحمد حلمي، فيدخل سباق الموسم الإعلاني برمضان بإعلان لصالح مستشفى حكومي، ورغم أن بداية الإعلان كوميدية حيث يدور حوار ساخر بين حلمي وشاب من الوجوه الجديدة، يؤكد حلمي من خلاله خفة ظله وسرعة بديهته، فإن نهايته تراجيدية وحزينة جداً، حيث يتم الإشارة إلى وجود نقص حاد في المعدات الطبية بالمستشفى، كما يشارك الفنان الكوميدي المصري شيكو في إعلان كمبوند سكني، بطريقة مميزة، تحاكي تقدم أحد الشباب لخطبة عروس، ويعدد خلال اللقاء محاسن المكان الذي يسكن فيه، ويتلقى أسئلة عدة من أكثر من شخص، قبل أن يفاجئ بأن والد العروس لا يوجد بينهم.
وبعيداً عن نجوم الكوميديا، ينافس في سباق الإعلانات بعض الممثلين المغمورين، ورغم حداثة عهدهم بالكوميديا، فإنهم لفتوا الأنظار بسرعة بسبب الأفكار المبتكرة التي يقدمونها على غرار إعلان شركة زبادي مصرية، الذي يظهر فيه شاب يرتدي زي قائد طائرة ويتحدث في سماعة الأذن بمنتهى الجدية، وهو يحلق عالياً، لكن بعد ثوان معدودة يفاجئنا بأنه يقود مركبة توك توك فوق منطقة مرتفعة، وتسارع سيدة إلى طرد المتفرجين وقائد «التوك توك» بأسلوب ساخر، يحاكي ما يحدث في الحارات الشعبية المصرية.
وفي إعلان آخر، لبنك حكومي مصري، يقف شاب في وسط الشارع ويتحدث في الهاتف بصوت مرتفع، ويبلغ الذي يهاتفه بأنه يحمل 400 ألف جنيه في الحقيبة، وفجأة تسقط الحقيبة من يده، ليجتمع حوله أشخاص عدة يأخذ كل منهم بضعة آلاف منها، وفي إعلان آخر لبنك مصري، يتعرض شاب كان يتهيأ لوضع وديعة في حسابه بالبنك إلى «الحسد» من قبل جيرانه، ليتلاقى مع بعض موروثات الشعب المصري في إطار كوميدي يجد صدى لدى الجمهور، وفي إعلان ثالث تضطر فتاتان إلى تقديم مبررات خيالية لسبب غياب زميلتهن الثالثة، حتى تدخل عليهن وتخبر مديرتها بأنها كانت تدفع الفواتير، واضعة بذلك زميلتيها في موقف محرج.
ويعزو الكاتب والناقد المصري محمد رفعت تراجع الأعمال الكوميدية في موسم رمضان الجاري إلى «غياب النصوص الجيدة»، بعد ابتعاد بعض كتاب الكوميديا، ووفاة البعض الآخر، وظهور جيل جديد من الكتاب لا يجيد كتابة هذا النوع المهم من الدراما، ويقول رفعت لـ«الشرق الأوسط»: «يتم حالياً الاعتماد على الإفيهات بعيداً عن كوميديا الموقف، وغياب الخط الدرامي الواضح للعمل، لدرجة أن ما يتم نشره على مواقع التواصل من كوميكسات وصور، يتفوق على الأعمال الكوميدية التلفزيونية الجديدة، وفي المقابل يتم توظيف بعض المشاهد الدرامية كوميدياً عبر السوشيال ميديا بشكل مبتكر وجذاب».
ولفت رفعت إلى «غياب بعض نجوم الكوميديا عن الساحة بعد تقديم أعمال رديئة خلال الأعوام الأخيرة على غرار محمد هنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد، وخروج دنيا سمير غانم من السباق الجاري بسبب كورونا». مؤكداً «وجود كتاب كوميديا مميزين في مصر لكن يتم حصر دائرة الاختيار في أسماء معينة فتكون النتيجة بهذا السوء».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.