«كورونا» يغيّب الموسيقار جمال سلامة بعد مشوار فني حافل

الموسيقار جمال سلامة
الموسيقار جمال سلامة
TT

«كورونا» يغيّب الموسيقار جمال سلامة بعد مشوار فني حافل

الموسيقار جمال سلامة
الموسيقار جمال سلامة

فارق الفنان والموسيقار المصري جمال سلامة، الحياة، أمس الجمعة، عن عمر يناهز 75 عاماً مُتأثراً بإصابته بفيروس كورونا. وكنت الحالة الصحية للراحل جمال سلامة قد تدهورت خلال الساعات الأخيرة قبل وفاته، الأمر الذي أدى إلى نقله إلى أحد مستشفيات العزل بمحافظة الجيزة، (غرب القاهرة)، حيث فارق الحياة بها، لتتزامن وفاته مع نهايات الشهر الكريم الذي لحن له إحدى أشهر الأغنيات المرتبطة به في الوجدان العربي وهي «والله بعوده يا رمضان».
الموسيقار جمال سلامة المولود في مدينة الإسكندرية عام 1945، نشأ في عائلة فنية وموسيقية، فوالده هو حافظ سلامة الذي كان مؤلفاً للموسيقى السيمفونية. وحسب الناقد الموسيقي المصري أمجد مصطفى، فإن الراحل جمال سلامة ترك مشروعاً موسيقياً ثرياً في العالم العربي، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن أبرز ما ميز جمال سلامة هو أنه لحن كل الألوان الغنائية تقريباً: «في اللون الديني ترك أغاني ذائعة الصيت، لعل أشهرها أغنية (محمداً يا رسول الله) التي تُذاع إلى اليوم في معظم المناسبات الدينية، وكذلك قام بتلحين الأغاني الوطنية مثل (مصر اليوم في عيد)، علاوة على العديد من الأغاني العاطفية الشهيرة لنجوم العالم العربي».
ويعتبر أمجد مصطفى أن ما ميز مشروع جمال سلامة عن أغلب جيله هي قدرته على تطوير موسيقاه، التي كانت تميل للشكل الغربي وذات توزيع أوركسترالي بجانب دراسته في موسكو في معهد «كونسرفتوار تشايكوفسكي»، التي طورت موهبته في فترة السبعينيات، واستطاع بعد إتمامه الدراسة به أن يقوم بتطبيق ما درسه وتطويره، على حد تعبيره.
كان الراحل قد حاز في «كونسرفتوار تشايكوفسكي» بموسكو على أعلى شهادة في التأليف الموسيقي المعادلة لدرجة الدكتوراه، وحصل بعدها على دبلوم المعهد القومي العالي للموسيقى من «كونسرفتوار القاهرة»، وعمل عضو هيئة تدريس كونسرفتوار القاهرة بأكاديمية الفنون، كما شغل عضوية لجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى للثقافة، وتولى قيادة الفرقة القومية للفنون الشعبية.
وللراحل جمال سلامة إسهامات كبيرة في ذاكرة السينما المصرية، لعل أبرزها كما يقول أمجد مصطفى «الأغاني الشهيرة لفيلم (النمر الأسود) للراحل أحمد زكي، وكذلك موسيقى فيلم (حبيبي دائماً) أحد أشهر الأفلام الرومانسية للراحل نور الشريف وبوسي، وأشهر أغنيات صباح (ساعات ساعات) في فيلم (ليلة بكى فيها القمر)».
وخارج النطاق المصري، تعاون جمال سلامة مع العديد من فناني العالم العربي، فقدم للفنانة المغربية سميرة سعيد أبرز ألحان أشهر أغنياتها التي عرفها بها الجمهور العربي مثل «قال جاني بعد يومين» و«مش هتنازل عنك أبداً» و«احكي يا شهرزاد». يقول الناقد الموسيقي أمجد مصطفى، «كان الموسيقار اللبناني الراحل حليم الرومي قد نصح ابنته الفنانة ماجدة الرومي بالتعاون مع جمال سلامة، الذي لحن لها قصيدة (كلمات)، و(مع جريدة)، وأغنية (يا بيروت)، ولم يتوقف سلامة على مدار عمره عن تقديم أسماء جديدة لعالم الموسيقى والغناء، منهم نجوم الأوبرا والموسيقى العربية الحاليون في مصر مثل ريهام عبد الحكيم، ومي فاروق».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.