الأميركيون يستعدون لغزو مليارات حشرات الزيز بعد اختبائها 17 عاماً

صورة لحشرة من حشرات الزيز (أرشيفية - غيتي)
صورة لحشرة من حشرات الزيز (أرشيفية - غيتي)
TT

الأميركيون يستعدون لغزو مليارات حشرات الزيز بعد اختبائها 17 عاماً

صورة لحشرة من حشرات الزيز (أرشيفية - غيتي)
صورة لحشرة من حشرات الزيز (أرشيفية - غيتي)

على أعتاب غزو مرتقب ستقوم به مليارات حشرات الزيز لمناطق شاسعة في الولايات المتحدة بعد الاختباء سبعة عشر عاماً في باطن الأرض، يتبادل أميركيون كثر النصائح بشأن طريقة مواجهة هذه الظاهرة الطبيعية الاستثنائية التي تثير قلق البعض وحماسة آخرين.
قبل غزو الشوارع والحدائق، اجتاحت هذه الحشرات وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والأحاديث بين السكان خصوصاً في شرق الولايات المتحدة. ففي منطقة تضم نحو خمس عشرة ولاية، يتوقع العلماء وصول مليارات حشرات الزيز بعد الاختباء نحو عقدين في باطن الأرض، بغية التكاثر والإباضة ثم الموت، مع ما يثيره ذلك من ضوضاء هائلة تُحدثها الذكور في مسعاها لجذب الإناث، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفيما تعود آخر ظاهرة من هذا النوع إلى سنة 2004، يُرتقب تكرارها في وقت قريب، لكن لا يمكن التكهن منذ الآن بالموعد المحدد، إذ يعتمد الأمر على ظروف مناخية خصوصاً درجة حرارة التربة، إذ إن أي برودة محتملة قد تؤخّر هذه الهجمة المرتقبة. لكن بعض التوقعات تتحدث عن إمكان حصول ذلك في خلال أيام قليلة اعتباراً من منتصف مايو (أيار) الحالي.
ويرصد بعض السكان منذ أسابيع أي إشارات لوصول الزيز، وهم يتشاركون صوراً لأنفاق حفرتها هذه الحشرات لشق طريق لها إلى السطح حالما تصبح جاهزة للانطلاق.
وبدأ تيم فايفر التحدث عن الحدث عبر «تويتر». ونشر الشاب البالغ 28 عاماً المقيم في سيلفر سبرينغ بولاية ميريلاند قرب العاصمة واشنطن، مقاطع فيديو لبعض الحشرات المتقدمة على ما يبدو عن أترابها، تزحف على شرفة منزله. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «القلق يغلب الحماسة» لديه، لكنه أشار إلى أنه «رغم شكلها المقرف وهي لا تزال يرقات، فإن رؤيتها تتحول إلى حشرات بالغة في أقل من ساعة أمر مذهل».
وللراغبين في توثيق مشاهداتهم للغزو المرتقب في 2021 أطلق تطبيق خاص يحمل اسم «سيكادا سفاري» يتضمن خريطة يمكن وضع النقاط الجغرافية التي شهدت ظهور الزيز، مع نشر صور لها.
وعلى شبكة «نكستدور» للتواصل الاجتماعي بين الجيران، تتكاثر التعليقات على الموضوع، مع سيل من النصائح بشأن سبل التعايش السلمي مع الزيز حينما ستنتشر هذه الحشرات في كل مكان.
وتقول إحدى المستخدمات: «اشتروا لكم غطاءً شفافاً للوجه، ضعوا قبعة واحملوا معكم مضرباً للذباب وأبقوا نوافذ سياراتكم مغلقة عند القيادة». ويستند البعض إلى خبرة شخصية خلال غزوات سابقة للزيز، إذ لا يقتصر الوضع على إمكان تسببها بحادث إذا تُركت تدخل إلى السيارات في أثناء القيادة.
فحتى على الدراجات الهوائية، الحذرُ واجبٌ، وفق مستخدم آخر عبر «نكستدور». وهو يحضّ سائقي الدراجات على «الدوس ببطء» لأن «الزيز المنسحق على مسارات التنقل (الخاصة بالدراجات الهوائية) مزعج للغاية».
لكن رغم ذلك، يجب عدم تناسي أن هذه الحشرات غير عدائية، كما أن المقارنات المنتشرة حالياً في زمن الجائحة مع غزوات الجراد ليست في محلها.
وقد يُلحق الزيز أضراراً ببعض الأشجار، لكنه ليس مؤذياً للأشجار والنباتات بصورة عامة.
ويوضح المتخصص في الحشرات بجامعة ميريلاند مايكل ج. راوب لقناة «سي بي إس بالتيمور» ببعض من الفكاهة، أن حشرات الزيز «لا تعض ولا تلسع. هي لن تأتي لخطف الأطفال أو الكلاب مثل القردة في قصة (ساحر أوز)».
ويضيف: «هي لن تأتي كذلك لتعكر عليكم صفو حفلات شواء اللحوم» لأنها تتغذى من «نسغ النباتات. وهي ليست مهتمة بشطائر البرغر ونقانق الهوت دوغ». في المقابل، يمكن للمغامرين الراغبين في تحويل حشرات الزيز إلى أطباق، الاطلاع عبر الإنترنت على وصفات حضرتها سنة 2004 عالمة الأحياء جينا جادين، بينها زيز بالفطر أو الشوكولاته.



«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».