بينما تقفز أسعار الغذاء العالمي لمستويات غير مسبوقة منذ نحو 7 سنوات، تشير تقارير إلى تفاقم معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائي حول العالم نتيجة عدة أسباب، يحتل قمتها حاليا العوامل الاقتصادية، مقارنة بالوضع خلال الأعوام السابقة حين كانت الحروب والقلق الاجتماعي أبرز المسببات.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) الخميس إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت للشهر الحادي عشر على التوالي في أبريل (نيسان) المنقضي، مسجلة أعلى مستوياتها منذ مايو (أيار) 2014، إذ قاد السكر ارتفاعا في جميع المؤشرات الرئيسية.
وسجل مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، معدلا عند 120.9 نقطة في المتوسط الشهر الماضي، مقابل قراءة معدلة بلغت 118.9 في مارس (آذار) السابق عليه، وكانت القراءة السابقة الأولية لمارس عند 118.5 نقطة.
وقالت منظمة الفاو التي مقرها روما في بيان إن التوقعات الجديدة تشير إلى نمو في إنتاج كل من القمح والذرة عالميا في الموسم المقبل. ويتزامن تقرير أسعار الأغذية مع تقرير آخر تم نشره الأربعاء، أفاد بأن عدد الأشخاص الذين عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد حول العالم العام الماضي وصل إلى أعلى مستوى في خمس سنوات.
ولفتت منظمة الفاو إلى أن النزاعات العنيفة والأزمات الاقتصادية وجائحة «كورونا» بالإضافة إلى التقلبات المناخية الحادة جعلت نحو 155 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2020، بزيادة بما يصل إلى 20 مليون شخص عن العام السابق عليه.
وفقاً للتقرير، الذي قدمه تحالف دولي يضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات حكومية وغير حكومية، فإن الأفراد في 55 دولة أو منطقة لم يكن لديهم ما يكفي من الغذاء للحفاظ على صحتهم في عام 2020.
وقال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقدمة التقرير: «يفاقم الصراع والجوع كل واحد منهما الآخر. إننا بحاجة إلى معالجة الجوع والصراع معا لحل الأمرين».
ووفقا للتقرير، فقد كان الوضع حرجا بشكل خاص في بوركينا فاسو وجنوب السودان واليمن، بينما كان مقلقا للغاية في أفغانستان وسوريا وهاييتي. وأشار التقرير إلى أن كثيرا من الأطفال يعانون من الحرمان الغذائي في بداية حياتهم، وأنه في الـ55 منطقة المشار إليها، هناك نحو 90 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من تقزم أو نحافة حادة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المدير العام «للفاو»، شو دونيو قوله في مؤتمر عبر الفيديو: «يجب أن نعمل معا لمنع حدوث تدهور إضافي للوضع»، واصفا التقرير العالمي الجديد حول أزمات الغذاء بأنه دعوة إلى «عمل إنساني عاجل». وأضاف «يجب أن نعالج الأسباب الجذرية للمشكلة، وأن نجعل أنظمة الأغذية الزراعية أكثر كفاءة ومرونة واستدامة».
وكانت الشبكة العالمية لمكافحة أزمات الغذاء، والتي تضم المنظمات الدولية الثلاث، قد قالت في العام الماضي، إن 28 مليون شخص في 28 دولة، يعانون من مستويات طارئة من الجوع الحاد، وإن جمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن وأفغانستان، هي أكثر تضررا.
ولا تزال أفريقيا القارة الأكثر تضررا من نقص الغذاء، حيث تضرر منها 98 مليون شخص، أو 63 في المائة من الحالات العالمية، ما يمثل ارتفاعا من 54 في المائة مقارنة بسنة 2019.
وتعليقا على الأرقام الواردة في التقرير، قال مدير الطوارئ في «الفاو»، دومينيك بورغون: «بالنسبة إلى 100 مليون شخص واجهوا أزمة غذائية حادة في عام 2020، كان السبب الرئيسي مرتبطا بالصراعات وانعدام الأمن، مقارنة بـ77 مليونا في عام». وكانت الأزمة الاقتصادية السبب الرئيسي للجوع لـ40 مليونا العام الماضي، مقارنة بـ24 مليونا في عام 2019.
العالم يطل على أزمة غذائية متعددة المحاور
العالم يطل على أزمة غذائية متعددة المحاور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة