عودة دفعة من «عوائل داعش» من مخيم الهول إلى العراق

منظر عام لمخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا (رويترز)
منظر عام لمخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا (رويترز)
TT

عودة دفعة من «عوائل داعش» من مخيم الهول إلى العراق

منظر عام لمخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا (رويترز)
منظر عام لمخيم الهول في الحسكة شمال شرقي سوريا (رويترز)

أكد النائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى شيروان الدوبرداني وصول الدفعة الأولى من أفراد أسر تنظيم «داعش» في مخيم الهول السوري إلى الموصل بشمال العراق، وسط مخاوف من أن بعض العائدين قد يشكلون «قنبلة موقوتة» تهدد أمن البلاد.
وأوضح الدوبرداني، في تصريح أمس (الأربعاء)، أن الدفعة الأولى من أسر «داعش» وصلت من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة جنوب الموصل، مشيراً إلى «إرسال باصات مخصصة من قبل وزارة الهجرة وتحت حماية أمنية، حيث تم إدخالهم من سنجار ونقلهم لناحية القيارة جنوب الموصل». وأضاف «حذّرنا من هذا الموضوع وتطوراته الخطيرة (ومن أنه) سيؤدي إلى كوارث أمنية؛ لأنه لا يقتصر على نازحي نينوى فقط، بل هو نقل لجميع العوائل من جميع المحافظات العراقية».
بدوره، وصف عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى أحمد الجبوري نقل المشتبه بأنهم «دواعش» من سوريا إلى العراق بـ«الكارثة». وقال الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «نقل هؤلاء من سوريا إلى العراق سيكون في الواقع بمثابة قنبلة موقوتة»، مبيناً «إننا سبق أن حذرنا من المخاطر المترتبة على هذا الموضوع الذي تم بالتنسيق بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة». وأشار إلى أن «هذا الأمر عمل مرفوض من جانب أهالي نينوى كون المحافظة لا تزال تعاني من آثار الإرهاب، فضلاً عن استمرار مخاطر تنظيم (داعش)».
وطبقاً للمعلومات المتوافرة، سيتم نقل نحو 100 من عائلات التنظيم إلى العراق من بين مجموع الأشخاص العراقيين الذين يضمهم مخيم الهول وعددهم نحو 30 ألف شخص. ويحوي الهول جنسيات متعددة، من بينهم عراقيون ومن محافظات مختلفة، من بينها نينوى والأنبار وصلاح الدين وبابل وكركوك وديالى.
من جهته، يقول الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات السياسية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مخيم الهول يضم عشرات الآلاف من النازحين منهم نسبة كبيرة جداً من النساء والأطفال العراقيين الذين جاءوا برغبتهم بعد فرارهم من تنظيم (داعش) أو نتيجة هجمات معاكسة من ميليشيات أو قيادات موالية إلى إيران، ومنهم أيضاً أفراد من مسلحي الدواعش». وأوضح، أن الهول «يضم حالياً أكثر من 40 ألفاً من العراقيين ونحو 10 آلاف عائلة من أصول مختلفة». وأضاف، أن «العنصر المهم في هذا المخيم هو عدم وجود استقرار أمني أو إشراف دولي لحماية هؤلاء المتطرفين وحماية النسوة والأطفال؛ ولذلك قررت الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، بعد اتفاق مع الحكومة العراقية وكذلك مع الجانب الأميركي، توفير مأوى لهم ورجوعهم مرة ثانية إلى سهل نينوى بعد تهيئة المرافق الكاملة لهم من كرفانات ومدارس ومرافق صحية وغيرها بإشراف منظمات دولية». وتابع، أن «الجانب الأوروبي دخل على خط هذه المسألة في وقت سابق، حيث حدثت لقاءات مع مسؤولين أوروبيين من أجل إيجاد مأوى للعوائل غير العراقية وبضمنها جنسيات أوروبية داخل العراق. فكثير من الدول الأوروبية لا يستقبل هؤلاء نتيجة عدم معرفة جنسية الأب في الوقت الحاضر، ولكن طبق ادعاءات النسوة فإن آباءهم من دول الاتحاد الأوروبي». وتابع أن «إدارة المخيم أكدت أن نحو 20 ألفاً من العراقيين يريدون العودة إلى العراق شرط نقلهم تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية ومنها منظمات دنماركية وكندية، خشية عمليات انتقام يمكن أن يتعرضوا لها من قبل بعض الفصائل». وزاد «نجحت هذه الخطة حيث تم ترتيب مأوى لهم في سهل نينوى على شكل دفعات وعلى مراحل بحماية من قبل الجانب العراقي والجانب الدولي».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.