استراتيجية لتطوير قطاع الأزياء في السعودية

20 مبادرة لبناء قطاع مستدام يعبّر عن الهوية

استعراض تراثي كبير خلال {سباق السعودية} (أ.ب)
استعراض تراثي كبير خلال {سباق السعودية} (أ.ب)
TT

استراتيجية لتطوير قطاع الأزياء في السعودية

استعراض تراثي كبير خلال {سباق السعودية} (أ.ب)
استعراض تراثي كبير خلال {سباق السعودية} (أ.ب)

أعلنت هيئة الأزياء السعودية انتهاء تصميم استراتيجيتها لتطوير القطاع الأزياء، والمتوائمة مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة.
وقالت الهيئة في بيان صحافي، إنه سيتم العمل على تنفيذ مبادرات ومشاريع تعزز الهوية الوطنية لصناعة الأزياء السعودية، وتخدم المنتمين للقطاع من مصممين ومستثمرين ومبدعين في كافة تخصصات هذه الصناعة الوليدة في المملكة.
وأكد بوراك شاكماك الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء بأن الاستراتيجية تم تصميمها من أجل ضمان إنشاء البنية التحتية الأساسية المناسبة لتطوير صناعة الأزياء.
مضيفاً أن «السعودية تمتلك إمكانات ومواهب كبيرة تؤهلها لأن تكون مثالاً ممتازاً لكيفية بناء قطاع أزياء مبتكر ومستدام يعبّر عن أصالة الهوية السعودية، بالعمل مع الشركاء على توفير برامج تعليمية وتدريبية، وتطوير ريادة الأعمال، وتعزيز نوافذ ومسارات البيع بالتجزئة، والسعي لدعم وتمكين شركات الأزياء المحلية والارتقاء بعلاماتها التجارية إلى مستوى المنافسة الدولية».
وتضمنت الاستراتيجية مقارنات معيارية حول سبل تطوير القطاع والنهوض به، نتج عنها تحديد عدة عوامل تمكين، منها: البحوث والإبداع في مجالات الأزياء، وتطوير المنتجات، والتصنيع وسلسلة الإمداد، والتوزيع والتجزئة، والعلامة التجارية والتسويق والتواصل، وإدارة دورة حياة المنتجات، والممكّنات.
وأشارت الهيئة إلى أنها دعّمت تقييمها لصناعة الأزياء بآراء مجتمع الأزياء السعودي، وخلصت إلى مجالات محددة ينبغي التركيز عليها لتطوير القطاع، تتمثل في تطوير برامج تعليمية وتدريبية قادرة على تقديم خريجين مستعدين للدخول مباشرة في سوق العمل، وتوفير قنوات لتوزيع منتجات المصممين المحليين، وتوحيد منظومة القطاع بما يُحقق الربط بين المصمم والمستثمر والمستفيد النهائي، إلى جانب رفع كفاءة القطاع ليستوعب المنتجات عالية التصنيع، ويوفر خدمات الدعم وتطوير المنتجات، مع التأكيد على الهوية الوطنية التي تعكس إرثاً غنياً للأزياء السعودية.
ولفتت الهيئة إلى أنها استندت في بناء استراتيجيتها إلى أربعة مبادئ توجيهية رئيسية، وستعمل وفق ذلك على تنفيذ 20 مبادرة تخدم القطاع وتعمل على تطويره، وتدعم منسوبيه، من ضمنها إطلاق جمعية محترفي الأزياء السعوديين، وتفعيل إستوديو لدعم المصممين في تطوير المنتجات.
وستغطي المبادرات نطاق عمل هيئة الأزياء في المنظومة الثقافية، والمتمثل في صياغة قصة للحفاظ على الهوية السعودية التقليدية والراسخة، والمساهمة في تعزيز ازدهار منظومة ثقافية وتعليمية مناسبة؛ لتمكين وتعزيز التعبير عن التراث والهوية السعوديين ومواهب المصممين، بالإضافة إلى دورها الفاعل كجهة معنية بتكامل المنظومة من خلال التنسيق مع أصحاب المصلحة، وتعزيز التحسين المستمر للإطار القانوني، وإقامة شراكات طويلة الأجل مع جهات في المنظومة لضمان النمو وتسريعه، والترويج للقطاع محلياً وعالمياً.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.