الهند تسجّل 400 ألف إصابة في يوم واحد... وعلماء يتهمون الحكومة بتجاهل تحذيراتهم

هنود يهمون بحرق جثة قريب لهم قضى بـ«كورونا» (أ.ب)
هنود يهمون بحرق جثة قريب لهم قضى بـ«كورونا» (أ.ب)
TT

الهند تسجّل 400 ألف إصابة في يوم واحد... وعلماء يتهمون الحكومة بتجاهل تحذيراتهم

هنود يهمون بحرق جثة قريب لهم قضى بـ«كورونا» (أ.ب)
هنود يهمون بحرق جثة قريب لهم قضى بـ«كورونا» (أ.ب)

فيما سجلت الهند 400 ألف إصابة بـ {كورونا} في يوم واحد، قال خمسة علماء أعضاء في منتدى مستشارين علميين شكلته الحكومة الهندية لـ«رويترز» إن المنتدى حذر المسؤولين في أوائل مارس (آذار) من ظهور سلالة جديدة من الفيروس أكثر عدوى في البلاد. ورغم التحذير، قال أربعة من العلماء إن الحكومة الاتحادية لم تسعَ لفرض قيود كبيرة لوقف تفشي الفيروس.
وحضر ملايين الأشخاص الذين كان معظمهم بلا كمامات مهرجانات دينية وتجمعات سياسية عقدها رئيس الوزراء ناريندرا مودي وزعماء حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم وسياسيون معارضون.
في الوقت نفسه، واصل عشرات الآلاف من المزارعين الاعتصام على أطراف نيودلهي، احتجاجاً على تغييرات مودي في السياسة الزراعية. وتواجه الهند ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان صعوبة الآن في احتواء موجة ثانية من الإصابات أكثر شدة بكثير من الأولى في العام الماضي، والتي يقول بعض العلماء إنها تتسارع بسبب السلالة الجديدة وسلالة أخرى تم اكتشافها لأول مرة في بريطانيا.
وسجلت الهند يوم الجمعة رقماً قياسياً عالمياً في الإصابات بلغ 386452. ويعد الارتفاع في عدد الإصابات أكبر أزمة تشهدها الهند منذ تولى مودي منصبه في 2014. ولم يتضح بعد كيف يمكن أن يؤثر أسلوب معالجته لهذه المشكلة عليه وعلى حزبه سياسياً. ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في عام 2024.
وفتحت الهند، أمس (السبت)، حملة التلقيح أمام مجمل البالغين على أراضيها، وعددهم نحو 600 مليون شخص، على الرغم من النقص في مخزون الجرعات، وفي خضم الطفرة الوبائية التي أدت إلى تسجيل عدد قياسي جديد بلغ أكثر من 400 ألف إصابة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأحصت الهند، وهي على خط مواجهة الوباء، إلى جانب البرازيل، السبت، 401 ألف و993 إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في سابقة عالمية، وفق ما أعلنه وزير الصحة. وخلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، سجلت الهند (وهي التي تضم 1.3 مليار نسمة) نحو 7 ملايين إصابة جديدة.
وسُجل السبت نحو 3523 وفاة في يوم واحد، ما يرفع حصيلة الوفيات الإجمالية إلى 211 ألفاً و843 وفاة، إلا أن عدداً من الخبراء يرى أن العدد الفعلي أكبر بكثير، إذ إن عدد الفحوص ليس كافياً وأسباب الوفاة لا تسجل بدقة.
وحتى قبل إطلاقه، يبدو أن برنامج التلقيح الهندي على نطاق واسع مقوض. وحذرت ولايات عدة، من بينها ماهاراشترا ونيودلهي، وهما من بين الأكثر تضرراً، من أنها لا تملك مخزونات كافية من اللقاحات، وأن النشر الموسع للقاحات مهدد بخلافات إدارية وارتباك حول الأسعار ومشكلات تقنية في منصة اللقاحات الإلكترونية التابعة للحكومة.
وحتى الآن، أُعطيت نحو 150 مليون جرعة، أي لنسبة 11.5 في المائة من السكان، وحصل 25 مليوناً منهم على الجرعة الثانية.
وقال جايانتي فازانت، في مركز للتلقيح مكتظ في بومباي، إن «طوابير الانتظار هنا هائلة للغاية»، مضيفاً أن «الناس لا يكفون عن التقاتل».
وفي دلهي، كان مئات الأشخاص يتدافعون أمام إحدى المستشفيات النادرة التي تعطي اللقاحات للأشخاص دون الـ45 عاماً. وقالت عاديا ميهتا، البالغة 25 عاماً، إنه «يُصاب عدد كبير من الأشخاص (...) نريد فقط أن نكون هنا في أقرب وقت ممكن».
وتوفي 16 مصاباً بـ«كوفيد - 19» وممرضتان، السبت، في حريق في مستشفى في بهاروش بولاية غوجارات الغربية، في حادثة حريق جديدة في مستشفيات غارقة في الوباء.
وبدأت المساعدات الطبية الدولية التي أعلنت عنها أكثر من 40 دولة بالوصول هذا الأسبوع إلى الهند، حيث تعاني المستشفيات من نقص كبير في الأسرة والأكسجين والأدوية. وسيتم السبت تحميل طائرة بمعدات طبية من مطار رواسي الفرنسي. وسبق أن حطت الجمعة طائرة عسكرية أميركية تحتوي على أكثر من 400 قارورة أكسجين، بالإضافة إلى معدات استشفائية أخرى، وقرابة مليون من معدات الفحص السريع لكشف الإصابة بـ«كوفيد - 19»، في مطار نيودلهي الدولي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.