توثيق 9 آلاف انتهاك ميليشياوي ضد التعليم في الجوف اليمنية

TT

توثيق 9 آلاف انتهاك ميليشياوي ضد التعليم في الجوف اليمنية

اتهم أحدث تقرير يمني حقوقي الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بأنها ارتكبت نحو 9 آلاف انتهاك بحق قطاع التعليم في محافظة الجوف منذ بدء الانقلاب على الشرعية في سبتمبر (أيلول) 2014 وحتى مارس (آذار) 2021.
التقرير الذي أعدته لجنة الحقوق والإعلام في محافظة الجوف، تم إشهاره الخميس الماضي بحضور قيادات السلطة المحلية، حيث ذكر أن انتهاكات التعليم خلال الفترة المذكورة تصاعدت في ظل تدهور التعليم في المديريات التي تسيطر عليها الميليشيات في المحافظة، بسبب الأعمال العسكرية العدائية التي تقوم بها الميليشيات.
وأشار التقرير إلى أن الهجوم العسكري الذي شنته الميليشيات الحوثية في مارس(آذار) 2020 نتج عنه حرمان مئات الطلبة من الدراسة ونزوح وتشريد كوادر التعليم في المحافظة، وارتفاع معدل التسرب من التعليم.
وقال التقرير إنه «رغم استمرار السلطة المحلية التابعة للحكومة الشرعية ممثلة بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة بصرف المرتبات شهرياً لجميع المعلمين والمعلمات والتربويين بشكل عام سواء الثابتين أو المتعاقدين في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات منذ عام 2014 وحتى اللحظة، فإن ميليشيات الحوثي مستمرة في استهداف ممنهج للعملية التعليمية من تفجير وإحراق للمدارس بصورة متعمدة، واستخدامها للأعمال العسكرية ومخازن للأسلحة، والتعسفات ضد الكوادر التربوية».
ولفت التقرير إلى أن الانتهاكات تنوعت ما بين قتل واعتداءات وتعذيب واعتقالات ونهب للمساعدات الإنسانية وتجنيد الأطفال من المدارس ونزوح وتشريد التربويين وحرمان الطلاب من التعليم وتفجير المنازل والمدارس واقتحام ونهب المؤسسات التعليمية، موضحاً أن حالات القتل بلغت تسع حالات استهدفت حياة التربويين، فيما بلغ عدد حالات الاعتداء الجسدي والتهديد 174 حالة.
وبين التقرير أن فريق الرصد سجل 750 حالة اختطاف وإخفاء قسري كما تم رصد 25 حالة تعذيب وحشي في سجون الميليشيات الحوثية، و463 حالة نزوح وتشريد قسري للتربويين، و17 تفجيرا لمنازل من التربويين والمعلمين.
وأوضح أن الميليشيات واصلت التعسفات والفصل الوظيفي بشكل مستمر في حق المعارضين لهم في محافظة الجوف حيث تم تسجيل 1340 حالة فصل وتعسف وظيفي تنوعت بين فصل وظيفي وإقصاء ممنهج وتهديد بالفصل وإحلال كوادر موالين للجماعة الحوثية.
وبحسب التقرير فقد وثق فريق الرصد 176 حالة اقتحام للمنشآت التعليمية بين مدارس حكومية ومدارس أهلية ومدارس للقرآن الكريم ومعاهد تعليمية ومعاهد تدريب، كما رصد 10 حالات تفجير وإحراق للمدارس والمؤسسات التعليمية في المحافظة، و181 حالة انتهاك استخدمت فيها الميليشيات الحوثية المدارس ومؤسسات التعليم في الأعمال العسكرية وكمخازن للأسلحة وسجون وأماكن للحشد والتدريب.
وأوضح التقرير أن حالات التجنيد للأطفال دون السن القانونية بلغت 394، فيما بلغ عدد حالات نهب المساعدات الإغاثية 634 حالة نهب. وأشار إلى أن الفريق الراصد سجل 433 فعالية وأنشطة ثقافية لطمس الهوية الوطنية، تنوعت بين تحريف للمنهج الدراسي وإجبار الطلبة والمدرسين على المشاركة في الفعاليات الطائفية التي تدعو إلى حضورها جماعة الحوثي الانقلابية، في حين بلغ عدد انتهاكات وجرائم تغيير المناهج بصورة طائفية 142 حالة.
واتهم التقرير الميليشيات الحوثية بأنها استغلت المراكز الصيفية للتعبئة والحشد والتحريض على الكراهية، وقال إن عمليات الانتهاكات والإجبار لحضور المراكز الصيفية التابعة للميليشيات بلغ 94 عملية، فيما وصلت حالات الجبايات لدعم الحرب التي تفرضها الجماعة على أولياء الأمور والطلبة في المدارس والتي تعد انتهاكاً صارخاً بحق الأطفال والتعليم إلى 224 انتهاكاً.
وسجل فريق الرصد عدد الطلاب المهجرين من محافظة الجوف والذين حرموا من التعليم خلال فترة التقرير وقال إنهم بلغوا 3867 طالباً، كما وثق التعسفات في المدارس الأهلية والتي قال إنها بلغت 23 انتهاكاً.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».