مسابقة في الصراخ لمنادي البلدات البريطانية... لكنها افتراضية هذه المرة

كان الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما يجري قبل انتشار الصحف والإذاعات

المنادي توني أبلتون يعلن ميلاد ابن للأمير هاري وزوجته ميغان في عام 2019 (أ.ف.ب)
المنادي توني أبلتون يعلن ميلاد ابن للأمير هاري وزوجته ميغان في عام 2019 (أ.ف.ب)
TT

مسابقة في الصراخ لمنادي البلدات البريطانية... لكنها افتراضية هذه المرة

المنادي توني أبلتون يعلن ميلاد ابن للأمير هاري وزوجته ميغان في عام 2019 (أ.ف.ب)
المنادي توني أبلتون يعلن ميلاد ابن للأمير هاري وزوجته ميغان في عام 2019 (أ.ف.ب)

قبل زمن طويل من وجود الصحف والتلفزيون الأرضي، كان المنادون يطوفون المدينة بأجراسهم الرنانة ويصرخون «أويز! أويز أويز!» في ساحات القرى في جميع أنحاء بريطانيا، ليعلم الناس أن هناك أخبارا – بدءا من الأوبئة والحروب وانتهاء بأخبار العائلة المالكة.
لكن صوت الرنين الواضح، وهو صفة مهمة للمنادين القدامى، لن يفيد أولئك الذين يتنافسون في بطولة «بريتش تاون كراير»، أو منادي مدينة لندن، التي ستقام في صمت لأول مرة. فبدلا من الصراخ، سيجري الحكم على المشاركين وفق تصريحات مكتوبة لا تزيد عن 140 كلمة، تعرف باسم «صرخات»، تنتهي كل صرخة بعبارة «حفظ الله الملكة».
تعليقا على الحدث الفريد، قال بول جوف، البطل الحالي الذي يساعد في تنظيم الفعالية وهو منادي البلدة في حي نونتون وبيدورث، «لا يمكننا إيجاد منافسة عادية»، مضيفا أن عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا جعلت وجود الحشود أمرا مستحيلا. (ألغيت المسابقة في العام الماضي). وأضاف أن تنسيق العام الجاري سيمنح أولئك الذين لا يمتلكون أصواتا قوية «فرصة للتنافس في ساحة متكافئة للغاية». وبالفعل قدم المشاركون صرخاتهم المكتوبة في وقت مبكر من الشهر الجاري. وسيجري الإعلان عن الفائز في منتصف شهر مايو (أيار).
في السنوات الماضية، كان المنادون يسافرون من جميع أنحاء البلاد إلى أي مدينة يتم اختيارها لاستضافة البطولة، وكانوا يرتدون أزياء القرن الثامن عشر البراقة ويمثلون الأحياء والبلدات الخاصة بهم من خلال تمجيد فضائلها وهم يصرخون بشأن قضية معينة. وموضوع هذا العام هو الطبيعة والبيئة.
عادة ما يتم الحكم على المتنافسين على أساس تواصل، ووضوح، ودقة، ومحتوى الصرخة وطريقة أدائها.
لكن الصمت من ذهب هذا العام، وكذلك الكلمة المكتوبة. وفي هذا السياق، قال غوف إن الحدث سيكون لجمع تبرعات لصالح خط النجدة «شاوت»، أي الصرخة، المخصص لمساعدة مرضى الصحة العقلية الذي يعتمد أيضا على الكتابة من خلال الرسائل النصية.
تعليقا على التغيير الذي طرأ على طريقة المنافسة العام الجاري، قال مايكل وود، البطل المحلي لثلاث مرات ومنادي مقاطعة «إيست ريدنج أوف يوركشاير»، إن المتنافسين اتبعوا القواعد الجديدة بروح الدعابة وقليل من خيبة الأمل. «ماذا يحدث إذا لم يتم اختياري لأنهم لا يحبون الطريقة التي أقرأ بها؟ إنه لأمر مؤسف لأنه ليس لدي فرصة للفوز»، مفسرا ذلك أن الكثير من المهارة تتجلى في الصراخ وفي استخدام حركات الجسد جنبا إلى جنب مع الصوت لجذب انتباه الجمهور.
ومع ذلك، قال وود إن المنافسة المعدلة لهذا العام ستجعل الناس يعملون لصياغة الصرخة في حروف وكلمات، لكن القاسم المشترك الوحيد مع مسابقات الأعوام الماضية والتي كانت تميز الفائز هي «روح الدعابة»، وهي الشرط الأساسي ليصبح المشارك منادي المدينة، مؤكدا «يجب أن تتسم بالمرح في المقام الأول».
رغم أن المسابقة الصامتة هي الخطة «ب» للنسخة الأصلية، فقد عبر أليستير تشيشولم، بطل محلى من «دورشيستر»، عن خيبة أمله لفقدان الجانب الاجتماعي للمسابقة قائلا «سنعود إلى حياتنا الطبيعية. نحن جميعا نكرر عبارة: سنعود إلى حياتنا الطبيعية. نحن جميعا غريبو الأطوار بعض الشيء، لكننا أناس اجتماعيون للغاية ونحب التجمع».
ويعود تاريخ دور منادي المدينة إلى عصر الأنبياء والمبشرين في العصور التوراتية والأساطير اليونانية. ويقول منادو المدينة في بريطانيا إن هذا الدور عرف لأول مرة هنا في بداية عام 1066 مع تجسيد الرجال من حاملي الأجراس في لوحة «نسيج بايو» التي صورت الأحداث التي أدت إلى الغزو النورماندي، ومن ثم إعلان سلطة ويليام الفاتح بعد غزو إنجلترا.
قال غوف، «كنا مذيعي الأخبار الأصليين»، وبالنسبة للعديد من الأشخاص الأميين، كان المنادون هم الطريقة الوحيدة لمعرفة ما يجري. وقال وود، «طالما كانت هناك صخرة للوقوف عليها أو كتفان أو شجرة لتسلقها، فهناك دائما شخص ما يصرخ بإعلان خبر في قرية أو ساحة بلدة».
حاولت مجموعات أخرى، مثل «نقابة منادي المدينة» أيضا تكييف المسابقات خلال أوقات «كوفيد» باستضافة مسابقة عبر منصة «زووم» الافتراضية في يونيو (حزيران) الماضي. وقالت جين سميث، سكرتيرة المجموعة، إن أحد الوافدين من أستراليا شارك في الليل، رغم أنه لم يقرع الجرس خوفا من إيقاظ الأسر.
قالت السيدة سميث، منادية من بلدة بوغنور ريجيس «أنت فقط تصرخ على شاشة الكومبيوتر في حديقتك. لقد كان تمرينا مثيرا ولافتا للاهتمام بالتأكيد».
لكن روح المنافسة لا تزال هي ما يميز الإعلانات إذ أكدت السيدة سميث أنها واثقة من أن المنافسات التقليدية ستعود بمجرد انتهاء الوباء، مؤكدة أنه «سيكون هناك الكثير من الناس يصرخون ويقرعون الأجراس ويعلنون أن كل شيء على وشك الانتهاء، ونحن قادرون على الخروج والتعرف على الناس مرة أخرى».
* خدمة «نيويورك تايمز»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.