{الناتو} يرحب بسحب روسيا قواتها من الحدود الأوكرانية

TT

{الناتو} يرحب بسحب روسيا قواتها من الحدود الأوكرانية

رحب حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا على حد سواء بإعلان روسيا سحب قواتها من الذين تم نشرهم في جنوب وغرب روسيا خلال الأسابيع الماضية، فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «خفض عدد الجنود عند حدودنا يخفف التوتر بشكل متناسب».
وبعد أسابيع من التوتر بين موسكو والغرب على خلفية حشد جنودها على الحدود مع أوكرانيا بدأت روسيا أمس الجمعة سحب قواتها من المنطقة. وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الخميس أن عشرات آلاف الجنود الذين تم نشرهم في جنوب وغرب روسيا للمشاركة في تدريبات على مدى الأسابيع الماضية سيعودون إلى قواعدهم. وقالت وزارة الدفاع في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية «تتحرك الوحدات والتشكيلات العسكرية حاليا إلى محطات سكك الحديد والمطارات وتصعد على متن سفن الهبوط ومنصات سكك الحديد وطائرات النقل العسكري».
وأثار حشد القوات الذي جاء على وقع تصاعد القتال منذ مطلع العام بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، قلق كييف ودفع حلفاءها في الغرب إلى توجيه تحذيرات إلى الكرملين.
بدوره، شدد مسؤول في الحلف الأطلسي (الناتو) على أن «أي خفض للتصعيد من قبل روسيا» يمثل خطوة مهمة، مضيفا «يبقى الناتو متأهبا وسنواصل مراقبة حشد روسيا غير المبرر لقواتها داخل وحول أوكرانيا عن كثب». وأكدت الولايات المتحدة من جهتها أنها «تبحث عن أفعال» فيما يتعلق بسحب الجنود.
بعد ساعات على إعلان انتهاء التدريبات، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ترحب بزيلينسكي في أي وقت لمناقشة العلاقات الثنائية. لكنه أشار إلى أنه سيتعين على كييف مناقشة مسألة تصاعد القتال مع القادة الانفصاليين في المنطقتين اللتين انفصلتا عن أوكرانيا. وتخوض كييف معارك ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك منذ 2014، بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم. وأودى النزاع بحياة 13 ألف شخص. وأفادت روسيا أنها أرسلت عشرات آلاف الجنود إلى جنوب وغرب البلاد وإلى القرم، التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في 2014، لإجراء سلسلة تدريبات عسكرية. كما كثفت تدريباتها العسكرية في البحر الأسود الأسبوع الجاري، إذ شاركت أكثر من 20 سفينة حربية روسية في تدريبات مشتركة مع طائرات حربية تابعة لسلاح الجو. وقدر مسؤولون غربيون بنحو 100 ألف عدد الجنود الروس الذين شاركوا في التدريبات التي قال شويغو في وقت سابق إنها جاءت ردا على «تهديدات» الحلف الأطلسي. وتراجعت حدة المعارك في شرق أوكرانيا مع دخول وقف جديد لإطلاق النار حيز التنفيذ في يوليو (تموز) الماضي، لكن ازدادت حدة الاشتباكات باستخدام المدفعية والهاون ونيران القناصة منذ مطلع العام الجاري فيما حمل كل طرف الآخر المسؤولية. وقتل 31 جنديا أوكرانيا منذ مطلع العام، مقارنة بخمسين قتيلا عام 2020 بأكمله، بينما يشير الانفصاليون بدورهم إلى أن 22 من مقاتليهم لقوا حتفهم.
وفي سياق التوترات المستمرة مع الغرب استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير البولندي أمس الجمعة في أعقاب طرد وارسو دبلوماسيين روسا. وطردت بولندا ثلاثة دبلوماسيين روسا هذا الشهر، قائلة إنهم تورطوا في «أنشطة تضر» بولندا. وردت روسيا الأسبوع الماضي بالقول إنها ستطرد خمسة بولنديين. كما استنكر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرجي ناريشكين، اتهامات جمهورية التشيك بتورط عملاء استخباراتيين روس في تفجير مستودع ذخيرة عام 2014، واصفا إياها بـ«الأكاذيب المحزنة والرخيصة»، حسبما أفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.
وبحسب وكالة بلومبرغ للأنباء، تتهم التشيك عملاء من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي «جي آر يو» بالوقوف وراء هذه التفجيرات، وليس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية. واندلعت أزمة دبلوماسية بين الدولتين بعد طرد براغ 18 دبلوماسيا روسيا من أراضيها بدعوى تورط الاستخبارات الروسية في الانفجار الذي هز عام 2014 مستودع أسلحة في بلدة فربيتيتسي التشيكية، ووصفت موسكو هذه الخطوة بالاستفزاز وردت عليها بترحيل 20 دبلوماسيا تشيكيا.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.