تعسّف في صنعاء يستهدف ملاك محطات توليد الكهرباء

TT

تعسّف في صنعاء يستهدف ملاك محطات توليد الكهرباء

شرعت الميليشيات الحوثية بتنفيذ حملة تعسف جديدة لاستهداف العشرات من مُلاك المحطات الكهربائية التجارية من غير الموالين لها في صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرتها، وذلك ضمن حملات استهداف منظمة طالت عدداً من القطاعات الحيوية ومختلف الشرائح والفئات اليمنية.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن حملة الجباية الحوثية طالت خلال يومين من بدئها نحو 19 محطة كهرباء تجارية واقعة بمناطق متفرقة من العاصمة صنعاء.
وفي حين أشارت المصادر إلى أن حملة الجماعة أسفرت عن اعتقال ما يزيد على 12 مالك محطة كهربائية، اتهم مواطنون وملاك محطات بصنعاء قيادات حوثية بالوقوف وراء رفع أسعار الطاقة إلى أضعاف سعرها السابق من خلال اتخاذها قبيل رمضان قرارات برفع التسعيرة بغية زيادة معاناة اليمنيين في مناطق سيطرتها.
وكانت الجماعة قد اعترفت قبل أيام قليلة بتنفيذ حملة ميدانية بحق ملاك مولدات كهرباء القطاع الخاص وأسفرت بيومها الأول عن إغلاق 16 محطة واختطاف مالكيها بشكل تعسفي.
وبينما أدت حملة الميليشيات إلى إغلاق المحطات بذريعة عدم التزام ملاكها بالتسعيرة المقررة، تحدثت المصادر المحلية في صنعاء عن عودة الجماعة بعد ساعات من إغلاقها لتسمح بتشغيل عدد منها، بعد أن فرضت على ملاكها دفع مبالغ ضخمة لمشرفيها.
وعلى صلة بالموضوع ذاته، اتهم عاملون بمحطات كهرباء، طالها الاستهداف الحوثي حديثاً، الجماعة بإصدار تعميم سري قبيل رمضان تضمن رفع أسعار تعرفة الطاقة إلى مبالغ عالية تفوق قدرة المواطنين على السداد. وقالوا إن الميليشيات فاجأتهم اليوم بحملة جديدة لاستهداف المحطات بتهم رفع أسعار التعرفة.
وأشار العاملون في هذه المحطات إلى أن الجماعة تواصل لعبتها من خلال إصدار تعميمات برفع التسعيرة ومن ثم تنفيذ حملات نهب هدفها الوحيد جباية الأموال ومحاولة تحسين صورة الجماعة لدى السكان.
وكان السكان في صنعاء قد تفاجأوا قبل فترة برفع أسعار الكهرباء التجارية من قبل ملاك المحطات إلى أضعاف أسعارها السابقة وذلك بناء على التعميمات الحوثية السرية الصادرة لهم. وأكد البعض منهم لـ«الشرق الأوسط»، أن مُلاك محطات (حوثيين) بمناطق يقطنونها في صنعاء لا يزالون حتى اليوم يبيعون سعر الكيلوواط الواحد من الكهرباء بـ300 ريال، فيما يبلغ الاشتراك الشهري ألفي ريال بواقع 500 ريال عن كل أسبوع (الدولار نحو 600) ريال.
وفي سياق استمرار حملات الانقلابيين وتعسفهم المتكرر ضد ما بقي من منتسبي القطاع الخاص بمن فيهم ملاك المولدات بمناطق سيطرتهم، شكا مالك محطة كهرباء خاصة في صنعاء رمز لاسمه بـ«ن.ح» من بطش الجماعة على خلاف تعاملها مع الموالين لهم ممن أنشأوا لهم محطات بصورة مخالفة دون تراخيص رسمية، بحسب قوله.
وفيما أكد مالك المحطة أن الجماعة كثفت أخيراً من حملاتها الابتزازية بحق العشرات من العاملين في هذا القطاع رغم التزامهم بسعر التعرفة، 205 ريالات للكيلوواط الواحد، أشار أيضاً إلى أنه رغم بيع عدد كبير من المحطات تتبع قادة في الميليشيات بصنعاء الكيلووات بأسعار خيالية؛ فإن التهديدات والمضايقات الحوثية لا تطالهم أبداً.
وكانت الجماعة قد رفعت مطلع الشهر الجاري أسعار تعرفة الطاقة إلى أضعاف سعرها السابق في خطوة تفاقم معاناة المواطنين في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وتضمنت وثيقة حوثية صادرة رفع أسعار التعرفة المشتراة من شركات توليد الطاقة الكهربائية الوطنية والخاصة غير المرتبطة بمولدات المؤسسة بشكل غير مسبوق يفوق قدرة المواطنين على السداد.
وابتدعت الميليشيات عدة ذرائع غير منطقية قالت إنها تقف وراء رفعها لأسعار تعرفة الكهرباء بمناطق سيطرتها باستثناء محافظة الحديدة.
وكانت مصادر محلية في صنعاء قد اتهمت الميليشيات بوقت سابق بتعمد رفع أسعار التيار الكهربائي التجاري لأسباب من بينها أن غالبية شركات بيع الكهرباء الخاصة تتبع قيادات حوثية رفيعة المستوى.
وأشارت المصادر إلى أن الجماعة تواصل استخدام المولدات الكهربائية الحكومية وشبكة الكهرباء في خدمة مشاريعها الاستثمارية، التي لا تزال يشرف عليها قادة بارزون في الجماعة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.