الحوثيون يرفضون اللقاح... و«كورونا» يجتاح صنعاء والحديدة

يمني يتلقى لقاح «أسترازينيكا» في تعز ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان باليمن (أ.ف.ب)
يمني يتلقى لقاح «أسترازينيكا» في تعز ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان باليمن (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يرفضون اللقاح... و«كورونا» يجتاح صنعاء والحديدة

يمني يتلقى لقاح «أسترازينيكا» في تعز ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان باليمن (أ.ف.ب)
يمني يتلقى لقاح «أسترازينيكا» في تعز ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان باليمن (أ.ف.ب)

مع تجاوز عدد الإصابات اليومية مئات في صنعاء والحديدة تحديداً، أصرت الميليشيات الحوثية على طلب 10 آلاف جرعة فقط من الكمية التي حصل عليها اليمن من تحالف اللقاح العالمي، وبلغت 360 ألف جرعة، وكان يتوقع أن تذهب نصف الكمية إلى مناطق سيطرة هذه الميليشيات التي يجتاحها فيروس كورونا، في ظل غياب أي إجراءات احترازية أو توعية للسكان، ومن دون معرفة أسباب هذا الموقف، وفق تأكيد وزارة الصحة في الحكومة الشرعية التي تلقت الطلب عبر منظمة الصحة العالمية التي تولت مهمة التنسيق مع الميليشيات، ولهذا قامت بتوزيع بقية الكمية، 350 ألف جرعة، على المحافظات المحررة ووفقاً للقواعد العالمية.
اثنان من الأطباء في صنعاء ذكرا لـ«الشرق الأوسط» أن المدينة تسجل مئات الإصابات اليومية، وعشرات الوفيات، في ظل غياب أي اهتمام من السلطات الصحية هناك، التي ترفض حتى الآن فرض أي إجراءات احترازية لمواجهة الجائحة، وأغلقت أكبر مراكز لعلاج المصابين، وهو أمر أكد عليه أيضاً طبيب وعامل في القطاع في مدينة الحديدة حيث مئات يصابون ولا يجدون أي رعاية طبية، في المدينة التي ما تزال أسواقها مفتوحة، والزحام لا يتوقف، خاصة في المساء، بالتزامن مع تكثيف الميليشيات أنشطتها الطائفية في المساجد وفي التجمعات الخاصة باستقطاب المقاتلين.
ومع تأكيد نقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء أن 20 من أساتذة الجامعة فارقوا الحياة خلال 3 أشهر، فإن أسرة واحدة من صنعاء أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها فقدت 3 من أفرادها خلال أسبوع واحد جراء إصابتهم بفيروس كورونا، بينهم شقيقان، وأكدت أخرى أن المقابر تتلقى يومياً عشرات الضحايا، وأن جميع من يعرفونهم أصيبوا بالفيروس، ولا أحد يذهب إلى المستشفيات الحكومية، لأنها مقفلة على الحوثيين، ولا يمتلكون أموالاً للذهاب إلى المستشفيات الخاصة.
وفي مدينة الحديدة، تتضاعف معاناة المصابين هناك مع رفض المستشفيات العامة استقبالهم بشكل يومي بحجة امتلاء هذه المستشفيات بالمصابين، أو بحجة عدم وجود أسطوانات أوكسجين وتطلب من العائلات شراء أسطوانات أوكسجين من الشارع وتركيبها للمصابين في المنازل، ويؤكد عاملون في القطاع الصحي أن ميليشيات الحوثي حوّلت المستشفيات العامة لخدمة مقاتليها وقادتها ومشرفيها، وأنه لا صحة لما تدعيه عن عدم وجود أسرّة، وقالت إن هيئة مستشفى الثورة العام وهو أكبر مستشفيات المدينة استقبل فقط 16 حالة، وإن مركز العزل في حي السلخانة، لم يستقبل غير 4 حالات مصابة بفيروس كورونا.
وطبقاً لما قالته المصادر، فإن منظمة الصحة العالمية زوّدت مركز العزل بالتجهيزات الطبية اللازمة، إلا أنه شبه متوقف لعدم وجود ميزانية تشغيلية. فيما تصرف الميليشيات عائدات موانئ المحافظة وضرائب الشركات على مقاتليها ولقادتها. وتركت السكان يواجهون الموت مجردين من أي حماية.
وكانت نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين أعلنت أن 92 من أعضائها ورموزها قضوا في مواجهة جائحة فيروس كورونا حتى يوم الـ19 من الشهر الحالي، فيما دشنت وزارة الصحة في الحكومة الشرعية عملية تلقيح الكوادر الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة في جميع المحافظات والمديريات الخاضعة لسيطرتها، وفتحت المراكز الطبية في تلك المدن والبلدات منذ الأربعاء أبوابها أمام هذه الفئات التي ستكون أولى المستفيدين من اللقاحات، حيث ينتظر أن تشمل هذه المرحلة نحو 350 ألف شخص، على أن تصل الدفعة الثانية من اللقاحات الشهر المقبل.


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».