كيف تتغلب على الأعذار التي تستخدمها لعدم ممارسة الرياضة؟

رجل يمشي أمام سيدتين تجلسان في حديقة عامة بكوريا الجنوبية (أ.ب)
رجل يمشي أمام سيدتين تجلسان في حديقة عامة بكوريا الجنوبية (أ.ب)
TT

كيف تتغلب على الأعذار التي تستخدمها لعدم ممارسة الرياضة؟

رجل يمشي أمام سيدتين تجلسان في حديقة عامة بكوريا الجنوبية (أ.ب)
رجل يمشي أمام سيدتين تجلسان في حديقة عامة بكوريا الجنوبية (أ.ب)

يجد معظمنا عذراً لعدم ممارسة الرياضة في العديد من الأوقات، رغم معرفة مدى أهمية النشاط البدني لصحتنا.
ولكن يوجد الآن سبب إضافي للتغلب على هذه الأعذار، حيث توصلت الأبحاث الجديدة إلى أن التمارين المنتظمة تقلل من خطر الوفاة من الأمراض المعدية - بما في ذلك «كورونا» - بأكثر من الثلث. وهذا علاوة على ثروة من الأبحاث السابقة التي وجدت أن التمارين الرياضية تقلل من مخاطر العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكري وأنواع معينة من السرطان والاكتئاب، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
في أحدث دراسة، وجد فريق دولي من العلماء بقيادة جامعة غلاسكو كاليدونيان أن 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط البدني قد يكون لها تأثير كبير على المناعة، مما يقلل الوفيات بنسبة 37 في المائة، وخطر الإصابة بالأمراض المعدية بنسبة 31 في المائة وحتى زيادة فعالية اللقاحات بنسبة تصل إلى 40 في المائة.
ويقول البروفسور سيباستيان شاستين من جامعة غلاسكو كاليدونيان، والذي قاد الدراسة: «لست بحاجة إلى الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، حيث إن أنشطة مثل الرقص حول غرفة المعيشة أو الذهاب للجري أو المشي تعطي نفس الفعالية. الرسالة الواضحة هي المحافظة على النشاط».
ولكن بينما يعرف معظم الناس أنه يجب عليهم ممارسة الرياضة وأنهم سيشرعون بحماس في برنامج تمرين، فإن الكثير سيفقدون هذا الحماس بسرعة، ويخرجون بكل أنواع الأعذار لتبرير افتقارهم إلى النشاط. فيما يلي بعض الأعذار الأكثر شيوعاً - وكيفية التغلب عليها:
* التعب الشديد
يعتبر الشعور بالتعب الشديد للقيام بأي تمرين هو السبب الأكثر شيوعاً لعدم ممارسة الرياضة. نشعر جميعاً بالتعب بعد يوم في العمل، ويمكن أن تبدو فكرة ارتداء ملابس التمرين والتعرق أمراً صعباً للغاية - رغم أن العديد من الدراسات تظهر أن التمارين المنتظمة تزيد من الطاقة ويمكن أن تقلل التعب بنسبة تصل إلى 65 في المائة.
وإذا كنت تعلم ببساطة أن ممارسة الرياضة ستطلق الإندورفين الذي يجعلك تشعر بالرضا، وهذه الفكرة لا تفي بالغرض، فانظر إلى الأوقات التي تمارس فيها الرياضة ولاحظ ما إذا كان يمكنك تغييرها إلى وقت تكون فيه أقل إرهاقاً - هل يمكنك النهوض مبكراً ومتابعة روتين تمرين منزلي قصير قبل العمل، أو ربما الذهاب للجري في ساعة الغداء؟
وهناك طريقة أخرى للتغلب على عقبة التعب وهي ممارسة الرياضة مع صديق - فذلك يجعل الأمر أكثر متعة، ومن غير المرجح أن تستخدم عذر التعب إذا كان هذا يعني أنك تخذل شريكك.
* غياب الوقت الكافي
من منا لا يعتبر نفسه مشغولاً كثيراً، لكن الأمر يتعلق بالأولويات. عليك العمل وإطعام الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية، ولكن إذا أخبرك أحدهم أنه سيعطيك ألف جنيه إسترليني إذا وجدت نصف ساعة إضافية للقيام بأمر معين، فمن المحتمل أنك ستقبل العرض، أليس كذلك؟
من الهم معرفة أن أي حركة أفضل من لا شيء، وإذا كنت تتمكن من تخصيص 10 دقائق فقط من الركض صعوداً ونزولاً على السلالم أو حول الحديقة، فكن فخوراً بنفسك. افعل ذلك مرة أخرى في اليوم التالي، وأعرف ما إذا كان بإمكانك الاستمرار في زيادة الوقت قليلاً.
إذا كنت تشعر أنك لا تستطيع ممارسة الرياضة لأنك دائماً ما تعتني بأطفالك الصغار، فحاول القيام بالتمارين معهم.
* ممارسة مملة
صحيح أن التمرين قد يكون رتيباً ومملاً - لكنه لا يجب أن يظل كذلك.
إذا كنت لا تحب الركض أو السباحة أو غيرها من الرياضات، فافعل شيئاً مختلفاً ومتنوعاً. جرب الانخراط في أحد الصفوف الرياضية مع الأصدقاء، أو حتى اذهب بمفردك، لأنك ستكوّن صداقات هناك على أي حال.
وإذا كنت لا تستطيع تحمل فكرة الدروس، فقم ببساطة بدمج التمرين في يومك، عن طريق صعود السلالم بدلاً من المصعد أو ركوب الدراجات الهوائية إلى العمل - هناك كل أنواع الطرق لجعل الحياة أكثر نشاطاً.
* التكاليف العالية
قد لا تكون قادراً على تحمل تكلفة عضوية صالة الألعاب الرياضية، ولكن الحفاظ على النشاط هو أكثر بكثير من مجرد الذهاب إلى هذه الأماكن.
هناك الكثير من فصول التمارين المنزلية المجانية عبر الإنترنت والتي يمكنك القيام بها متى شئت. الجري مجاني بالطبع، والدخول إلى حمامات السباحة قد يكون رخيصاً في بعض الأحيان.
* التعرض لإصابة
من المؤكد أن ذلك قد يوقف التمرين مؤقتاً، لكن الحقيقة هي أن الإصابات القليلة لا يجب أن تمنعك من تمرين أجزاء أخرى في جسمك.
ابحث على الإنترنت عن التمارين التي يمكنك القيام بها مع أجزاء جسمك السليمة - قد تندهش من عدد الحركات الموجودة. واستشر طبيبك دائماً.


مقالات ذات صلة

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».