ألمانيا تكرم ذكرى ضحايا «كورونا» وسط جدال حول التدابير

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (أرشيفية - رويترز)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (أرشيفية - رويترز)
TT

ألمانيا تكرم ذكرى ضحايا «كورونا» وسط جدال حول التدابير

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (أرشيفية - رويترز)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (أرشيفية - رويترز)

تكرم ألمانيا اليوم (الأحد) ذكرى حوالي ثمانين ألفا من مواطنيها أودى فيروس «كورونا» بحياتهم في مراسم تهدف أيضاً إلى محاولة نسيان الانقسامات الوطنية حول التدابير في مواجهة وباء (كوفيد - 19).
وستحضر المستشارة أنجيلا ميركل ورئيس الدولة فرنك فالتر شتاينماير قداسا صباح الأحد في كنيسة ذكرى الإمبراطور فيلهيلم، وهي موقع رمزي في برلين مخصص للسلام والمصالحة، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وسيشاركان بعد ذلك في مراسم تبثها قنوات التلفزيون مباشرة حوالى الساعة 11:00 بتوقيت غرينيتش في قاعة «كونتسرتهاوس» للحفلات الموسيقية في وسط برلين، حيث سيلقي الرئيس شتاينماير كلمة. ودعي إلى المراسم عدد محدود من الأشخاص بسبب الأزمة الصحية.
قال رئيس الدولة عند الإعلان عن تنظيم هذه المراسم: «من المهم جدا أن نتوقف لتكريم جميع الذين توفوا أثناء الوباء، بمن فيهم الذين لم يموتوا بالفيروس بل في عزلة». في الوقت نفسه، دعا رؤساء المناطق الألمانية الـ16 السكان إلى إضاءة شمعة أمام نافذة في بيوتهم مساء كل عطلة نهاية أسبوع في خطوة رمزية. وقالوا في نداء مشترك: «نريد أن نعي ما فقدناه» وكذلك أن «نستعيد معا القوة والأمل».
وكانت دول عدة قامت بتكريم ضحايا الوباء على المستوى الوطني، بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا. في بلدان أخرى، مثل فرنسا، لا يزال تحديد موعد لمثل هذه المراسم التي تطالب بها هيئات ونواب موضع نقاش.
أكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غبرييل أتال أنه في الوقت الحالي «تنصب جميع جهودنا على المعركة ضد الوباء (...) ولكن أوان التكريم والحداد على الأمة سيأتي بالطبع».
وكان شتاينماير التقى في مارس (آذار) أقارب عدد من الضحايا، عبروا له عن ألمهم لفقدان أفراد من أسرهم لكنهم كشفوا كذلك عن حزنهم لعدم تمكنهم من الوقوف إلى جانبهم في لحظاتهم الأخيرة أو التمكن من تنظيم جنازات لهم. وبكت ميكائيلا مينغل التي كانت بين محاوريه وهي تتذكر كيف تابعت اللحظات الأخيرة في حياة ابنتها على شاشة هاتفها.
وقد التقتها للمرة الأخيرة قبيل إدخالها إلى المستشفى عشية عيد الميلاد. وقالت مينغل: «كانت لديها أنابيب أكسجين في أنفها وتنظر إلي بعينيها الكبيرتين»، ولم تكن قادرة على التكلم. وأضافت «قلت لها: وداعاً حبيبتي أنا أحبك... أمك ستعود».
تنظم هذه المراسم بينما تجتاح ألمانيا موجة ثالثة من الوباء تتسم بانتشار سريع للطفرات المتحورة للفيروس يؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات والوفيات مجددا. وكانت قد تجنبت ذلك إلى حد ما خلال الموجة الأولى في ربيع 2020 مقارنة بجيرانها الأوروبيين.
وسجلت البلاد الأحد نحو 3.14 مليون إصابة بـ(كوفيد - 19) وحوالي ثمانين ألف وفاة. يأتي ذلك فيما يستغرق البدء بحملة التطعيم بعض الوقت، وتتعرض السلطات لانتقادات حادة بسبب إدارتها للوباء.
وتريد حكومة أنجيلا ميركل فرض إغلاق وطني بما في ذلك إجراءات حظر تجول وقيود جديدة على الاتصالات، بهدف مكافحة الفيروس بشكل أكثر فاعلية ووضع حد لفوضى إدارة الأزمة مع المناطق صاحبة السلطة في القطاع الصحي.
وفي دفاع عن قانون يفترض أن يعزز صلاحياتها في مجلس النواب، حذرت ميركل الجمعة من أن «الفيروس لا يسمح بأنصاف الإجراءات لأنها لا تؤدي سوى إلى تفاقمه». ويتوقع أن تصدر موافقة البرلمان الأسبوع المقبل.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».