جنازة الأمير فيليب تمثل نهاية حقبة للعائلة المالكة في المملكة المتحدة

وفاته بروفة النظام الملكي لوفاة الملكة الأكثر أهمية

العربة التي كان يستخدمها الأمير فيليب في أراضي قلعة ويندسور وقد توقفت احتراماً لصاحبها وعليها وضعت قبعته وقفازاته وعصاه (أ.ب)
العربة التي كان يستخدمها الأمير فيليب في أراضي قلعة ويندسور وقد توقفت احتراماً لصاحبها وعليها وضعت قبعته وقفازاته وعصاه (أ.ب)
TT

جنازة الأمير فيليب تمثل نهاية حقبة للعائلة المالكة في المملكة المتحدة

العربة التي كان يستخدمها الأمير فيليب في أراضي قلعة ويندسور وقد توقفت احتراماً لصاحبها وعليها وضعت قبعته وقفازاته وعصاه (أ.ب)
العربة التي كان يستخدمها الأمير فيليب في أراضي قلعة ويندسور وقد توقفت احتراماً لصاحبها وعليها وضعت قبعته وقفازاته وعصاه (أ.ب)

تزوجت الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب في العام الذي ولدتُ فيه، 1947، وذلك عندما لم يكن احترام بريطانيا لعائلتها المالكة قد تعرض بعد للتمزيق الذي لا يرحم، والذي حدث فيما بعد، ففي ذلك الوقت، ربما تكون عائلتي قد رأت حياتها تقريباً تنعكس في حياة العائلة المالكة، وإن كان ذلك عن بعد فقط.
فمثل الأمير فيليب، الذي أقيمت جنازته اليوم السبت، كان والدي قد خدم في الحرب العالمية الثانية، في عمليات انتشار للقوات طال أمدها لدرجة أنه، كما تتذكر والدتي، قد مرت ثلاث سنوات دون رؤيته، كما أنه مثلما تم تفجير قصر باكنغهام في لندن، فإن المنازل في بارو إن فورنيس في شمال غربي إنجلترا حيث يعيش أعمامي وعماتي وأجدادي، بالقرب من أحواض بناء السفن، قد تم استهدافها أيضاً من قبل القوات الجوية الألمانية.
ولكن بحلول الوقت الذي توفي فيه الأمير فيليب الأسبوع الماضي، كان البريطانيون قد توقفوا منذ فترة طويلة عن السير بشكل وثيق بجانب العائلة المالكة، حيث أصبحت المرآة التي كانوا يرون انعكاس حياتهم فيها على العائلة بعيدة للغاية، وحلت محلها أسئلة كثيرة مثل: متى بدأت الأسرة ذات السيادة ورعاياها في السير في طريقين منفصلين؟ وماذا يبشر ذلك لمستقبل النظام الملكي؟
لكن بعض البريطانيين رأوا الأمر بشكل مختلف، حيث تلقت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» حوالي 100 ألف شكوى حول تغطيتها التلفزيونية لوفاة الأمير فيليب عندما ألغت برامجها المجدولة لصالح تغطية شاملة لحياته ووفاته عن عمر يناهز 99 عاماً، وشبه البعض تغطية بريطانيا لوفاة الأمير بما يمكن توقعه في حال وفاة زعيم كوريا الشمالية.
وبالنسبة إلى الجيل الصغير من البريطانيين، فقد كان هناك ميل خاص إلى الاهتمام بوفاة الأمير، حيث إنه طوال حياة الملكة إليزابيث وزوجها، كان حضورهما المستمر على رأس الملكية الدستورية في بريطانيا بمثابة شعار للأمة.
وكان هناك نوع من الألفة والتسامح مع الإيماءات الخبيثة في حياة الأمير فيليب وراء الكواليس، ومع زلاته العامة، والتي كان بعضها مسيئاً على المستوى العنصري والثقافي، حيث أطلق عليه أحد أبنائه، الأمير أندرو، لقب «جد الأمة».
وطوال الأزمات التي هددت بقلب المؤسسة التي كافحت الملكة بإصرار لتأمينها، كان فيليب هو «مصدر قوتها وبقائها طوال هذه السنوات»، وذلك كما قالت في عام 1997.
وفي السنوات الأخيرة، تعرضت العائلة المالكة لضربات مزعجة بسبب الفضائح المتعلقة بوفاة الأميرة ديانا في عام 1997، والفضائح التي أطلقها الأمير هاري، المنفي ذاتياً، حفيد فيليب، وزوجته ميغان، في مقابلة مع أوبرا وينفري في كاليفورنيا، في مارس (آذار) الماضي.
ولكن يبدو أن الأمير فيليب قد تجاوز كل هذه الضربات، بشكل ما، ومع ذلك، فإنه قد ينظر إلى رحيله على أنه بروفة قاتمة ومؤثرة، لأنه في تلك السنوات نفسها، اتخذت الملكة موقعاً ثابتاً على ما يبدو كمركز ثقل للأمة، حيث شهد عهدها وجود 14 رئيس وزراء بريطانيا، وعددا متساويا من الرؤساء الأميركيين.
والآن هو وقت الحداد على فيليب، الذي رحب بأجيال شابة من أفراد العائلة المالكة في حفلات زفافهم، والذي ينسب إليه الفضل في تحفيز فترة سابقة من التقييم الذاتي والتجديد في النظام الملكي، وهي المهمة التي ستقع في السنوات القادمة على عاتق الآخرين، ولكن سيكون ذلك في عالم ربما يكون أقل تعاطفاً من ذلك الذي كان يرحب بأفراد العائلة المالكة الصغار في يوم زفافهم. يكون ذلك في عالم ربما يكون أقل تعاطفاً من ذلك الذي كان يرحب بأفراد العائلة المالكة الصغار في يوم زفافهم.

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

بعيد كيت الـ43... ويليام يشيد بـ«الزوجة والأم الأكثر روعة»

يوميات الشرق كيت ميدلتون زوجة الأمير البريطاني ويليام (أ.ف.ب)

بعيد كيت الـ43... ويليام يشيد بـ«الزوجة والأم الأكثر روعة»

نشر الأمير البريطاني ويليام، رسالةً مخصصةً لزوجته كيت ميدلتون، على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس (الخميس)؛ للاحتفال بعيد ميلادها الثالث والأربعين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الأمير وليام وزوجته كايت (أرشيفية - رويترز)

بمناسبة عيد ميلادها الـ43... الأمير وليام يشيد بزوجته

أشاد الأمير وليام بالقوة «الرائعة» التي أظهرتها زوجته كايت، التي تحتفل بعيد ميلادها الثالث والأربعين، الخميس، بعد عام حاربت خلاله مرض السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ابتسامةٌ للحياة (أ.ف.ب)

ميغان ماركل «الطباخة»... في مسلسل

أعلنت ميغان ماركل عن بدء عرض مسلسلها المُتمحور حول شغفها بالطهو، وذلك في 15 يناير (كانون الثاني) الحالي عبر منصة «نتفليكس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لقطة من فيديو تُظهر الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج (إنستغرام)

الأمير هاري يصطحب نجله آرتشي في رحلة ركوب أمواج بكاليفورنيا

نُشرت لقطات للدوق البالغ من العمر 40 عاماً وهو يرتدي بدلة سباحة سوداء برفقة الطفل البالغ من العمر 5 سنوات في مدرسة ركوب الأمواج في كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا (الولايات المتحدة))
أوروبا ملك بريطانيا تشارلز الثالث والملكة كاميلا خلال وصولهما قداس عيد الميلاد في كنيسة مريم المجدلية في نورفولك بإنجلترا (أ.ب)

في رسالة عيد الميلاد... الملك تشارلز يشكر الفريق الطبي على رعايتهم له ولكيت (فيديو)

وجّه الملك تشارلز الشكر إلى الأطباء الذين تولوا رعايته ورعاية زوجة ابنه كيت أثناء تلقيهما العلاج من السرطان هذا العام، وذلك في رسالة بمناسبة عيد الميلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».