لغط في بيروت حول رفض عون استقبال عائلات ضحايا مرفأ بيروت

TT

لغط في بيروت حول رفض عون استقبال عائلات ضحايا مرفأ بيروت

دار لغط في بيروت أمس حول رفض الرئاسة اللبنانية استقبال وفد من عائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت من فوج الإطفاء، إذ أكد الأهالي خبر إلغاء موعد أعطي لهم، فيما نفت الرئاسة ذلك، واضعة ما أثير حول الموضوع في «إطار حملة تشويه مركزة تستهدف رئيس الجمهوريّة».
وكان عدد من أهالي ضحايا فوج الإطفاء صرّح لوسائل إعلام لبنانيّة أنّ وفداً منهم تواصل مع رئيس الجمهورية لتحديد لقاء بهدف طرح بعض الأسئلة عليه، وأنّ مكتب الرئاسة تواصل معهم بعد يوم محدداً موعداً لهم يوم الثلاثاء 20 أبريل (نيسان) الحالي مع طلب إرسال لائحة تتضمن أسماء الوفد والأسئلة التي سيطرحونها.
وكرّر عدد من أهالي الضحايا أنّه بعد إرسال الأسئلة اعتبرت رئاسة الجمهورية أن ما أرسل هو بمثابة «تحقيق وليس أسئلة تطرح على رئيس الجمهورية، وأنّ الموعد تأجّل أو فعلياً بات بحكم الملغى» كما صرح هؤلاء.
وأوضح مكتب الرئاسة في بيان أنّ «مدير مكتب الرئيس العميد المتقاعد ميلاد طنوس اتصل بطالبة الموعد باسم أهالي ضحايا فوج الإطفاء ليبلغها بأن مستجدات طرأت على مواعيد الرئيس استوجبت تأخير موعد أهالي ضحايا فوج إطفاء بيروت، مضيفاً أنّه «وعلى الفور، فوجئت الرئاسة بحملة إعلامية ظالمة يستنتج منها أنها معدّة سلفاً بدليل ما ورد في المذكّرة التي كانت ستتلى أمام الرئيس، وجرى تعميمها على وسائل الإعلام».
وشدّد البيان على أنّ «رئيس الجمهورية المتابع لملف ضحايا انفجار المرفأ يؤكد تعاطفه مع الأهالي وهو يبذل كل الجهود لتسريع ظهور الحقيقة وتحديد المسؤوليات وإجراء المحاكمات العادلة وإتمام التعويضات معتبراً أنّه من المرفوض قطعاً أن توجّه إليه الاتهامات بالمسؤولية عن وقوع الانفجار كما ورد في بيان الأهالي».
وأشار البيان إلى أنّ مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية يجدد التأكيد أن موعد استقبال الأهالي قائم وسيتم إبلاغهم به، ويهيب بهم ألا يسمحوا لأحد باستغلال وجعهم المحق لتنفيذ غايات أخرى.
ونشر أهالي ضحايا فوج الإطفاء نص الرسالة الكاملة التي كان يفترض أن يلقيها وفد منهم خلال اللقاء مع الرئيس عون والتي طالبوا خلالها رئيس الجمهورية بتحمل المسؤولية في ظل التخبط بين ‏السياسيين والقضاء والتي كان يفترض به أن يتحملها قبل الانفجار‎ لا سيما أنّه كان قد صرّح بعد أيام من الانفجار أنه كان يعلم بوجود مواد في المرفأ تعد بحسب ‏القانون والتصنيف الدولي مواد متفجرة شديدة الخطورة‎.‎
وسأل أهالي الضحايا في الرسالة عن سبب عدم تحريك الرئيس القوى العسكرية التي بحسب الدستور تتبع أوامره وتوجيهاته لا سيما أنّه جنرال مدفعية سابق بالجيش ما يؤكد مدى إدراكه خطورة هذه المواد، وعن أسباب عدم سؤاله الجيش الذي يأتمر بأوامره عن سبب ترك المتفجرات لسبع سنوات في المرفأ والتي بحسب الدستور وقانون الأسلحة والذخائر يلزم قيادة ‏الجيش حصرها بيده لاستعمالات حربية.
ودعت الرسالة الرئيس إلى تشريع محكمة خاصة تُعنى بملف تفجير المرفأ، والتواصل مع ‏رئيس مجلس القضاء الأعلى ومطالبته بمؤتمر أسبوعي يسرد من خلاله مستجدات التحقيق ‏للشعب اللبناني لحين صدور القرار الظني‎، فضلاً عن التواصل مع الدول العظمى التي تمتلك صور الأقمار الاصطناعية لتسليمها ‏للقضاء، مؤكدين تصميمهم ‏على الوصول إلى حقيقة واضحة، صريحة، ومقنعة.‏
ووصفت رئاسة الجمهورية بيان أهالي ضحايا المرفأ بأنه «أشبه بلائحة أسئلة للاستجواب حري أن يطرحها المحقق العدلي على الذين يحقق معهم» مشيرة إلى أنّه «ليس مسموحاً بأي شكل من الأشكال، ولأي جهة كانت، تشويه الحقائق وإلقاء الاتهامات جزافاً احتراماً لأرواح الشهداء والضحايا، وحري بوسائل الإعلام أن تطلع الرأي العام على الوقائع».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».