ابتكار جهاز يغرس في الجسم لقياس الأكسجين في الأنسجة

غرسة لاسلكية صغيرة بطول 4.5 مم وعرض 3 مم (الفريق البحثي)
غرسة لاسلكية صغيرة بطول 4.5 مم وعرض 3 مم (الفريق البحثي)
TT

ابتكار جهاز يغرس في الجسم لقياس الأكسجين في الأنسجة

غرسة لاسلكية صغيرة بطول 4.5 مم وعرض 3 مم (الفريق البحثي)
غرسة لاسلكية صغيرة بطول 4.5 مم وعرض 3 مم (الفريق البحثي)

ابتكر المهندسون في جامعة كاليفورنيا الأميركية، جهازاً صغيراً جداً يبلغ طوله 4.5 مم وعرضه 3 مم، بحيث يمكن غرسه داخل الجسم لقياس نسبة الأكسجين بالأنسجة، ومتابعة القياسات لاسلكياً، بما يوفر قياسات في الوقت الفعلي لمستويات الأكسجين.
ويمكن للجهاز، الذي يتم تشغيله بواسطة الموجات فوق الصوتية، وتم الإعلان عنه أول من أمس في دورية «نيتشر بيوتكنولوجي»، أن يساعد الأطباء على مراقبة صحة الأعضاء أو الأنسجة المزروعة ويوفر تحذيراً مبكراً لفشل الأعضاء المزروعة.
وتمهّد التكنولوجيا، الطريق أيضاً لإنشاء مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار المصغرة التي يمكنها تتبع العلامات البيوكيميائية الرئيسية الأخرى في الجسم، مثل درجة الحموضة أو ثاني أكسيد الكربون، يمكن لهذه المستشعرات أن تزود الأطباء يوماً ما بأساليب لمراقبة الكيمياء الحيوية داخل الأعضاء والأنسجة العاملة.
يقول ميشيل ماهاربيز، أستاذ الهندسة الكهربائية وعلوم الكومبيوتر بجامعة كاليفورنيا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «من الصعب جداً قياس الأشياء بعمق داخل الجسم، ويمكن لهذا الجهاز الصغير التعمق في الأنسجة لأخذ البيانات من الأعضاء».
ويعد الأكسجين مكوناً رئيسياً لقدرة الخلايا على تسخير الطاقة من الطعام الذي نتناوله، وتتطلب جميع أنسجة الجسم تقريباً إمداداً ثابتاً من أجل البقاء على قيد الحياة.
ويمكن لمعظم طرق قياس أكسجين الأنسجة أن توفر فقط معلومات حول ما يحدث بالقرب من سطح الجسم، لأن هذه الأساليب تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية، مثل ضوء الأشعة تحت الحمراء، والتي يمكنها اختراق بضعة سنتيمترات فقط في الجلد أو أنسجة الأعضاء، في حين أن هناك أنواعاً من التصوير بالرنين المغناطيسي التي يمكن أن توفر معلومات حول الأكسجين بالأنسجة العميقة، ولكنها تتطلب أوقات مسح طويلة، وبالتالي فهي غير قادرة على توفير البيانات في الوقت الفعلي.
ويشير ماهاربيز إلى أن هذا النوع من مستشعرات الأكسجين يختلف عن المقاييس التي تستخدم لقياس تشبع الأكسجين في الدم.
وبينما تكون مهمة هذه المقاييس معرفة نسبة الهيموغلوبين في الدم، فإن الجهاز الجديد قادر على قياس كمية الأكسجين في الأنسجة مباشرة.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.