منزل سابق للملكة إليزابيث والأمير فيليب في مالطا يتحول إلى متحف

الأمير الراحل فيليب إلى جانب زوجته الملكة إليزابيث خلال إقامتهما في فيلا بمالطا (ديلي ميل)
الأمير الراحل فيليب إلى جانب زوجته الملكة إليزابيث خلال إقامتهما في فيلا بمالطا (ديلي ميل)
TT

منزل سابق للملكة إليزابيث والأمير فيليب في مالطا يتحول إلى متحف

الأمير الراحل فيليب إلى جانب زوجته الملكة إليزابيث خلال إقامتهما في فيلا بمالطا (ديلي ميل)
الأمير الراحل فيليب إلى جانب زوجته الملكة إليزابيث خلال إقامتهما في فيلا بمالطا (ديلي ميل)

تخضع فيلا قديمة في مالطا، وهي الملكية الوحيدة خارج بريطانيا التي وصفها الأمير فيليب وزوجته الملكة إليزابيث بـ«المنزل»، لعملية ترميم ضخمة بقيمة 9 ملايين جنيه إسترليني (نحو 12.4 مليون دولار)، حيث ستتحول إلى متحف، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
وسيقوم المشروع الذي يمتد لخمس سنوات بترميم فيلا «غواردامانغيا» المكونة من طابقين، بالقرب من العاصمة فاليتا، بهدف تعزيز العلاقة بين جزيرة البحر الأبيض المتوسط والمملكة المتحدة والعائلة المالكة.
وهناك حاجة إلى بذل جهد كبير لإنقاذ الفيلا، حيث الغرف أصبحت قديمة، والطلاء مهترئ، والحديقة المغلقة بحاجة لعناية أيضاً.
ويمكن رؤية التماثيل التي كانت تقف في الحديقة متراكمة في زاوية ما، وتظهر غرف العمال مهجورة، كما تلاشت الأرضيات المالطية التقليدية المزخرفة.
وكانت إليزابيث لا تزال أميرة في السنوات الأولى من زواجها عندما عاشت في هذا المنزل بين عامي 1949 و1951. بعد انتقالها إلى مالطا عندما كان زوجها مقيماً هناك ويقود فرقاطة بحرية ملكية.
وبدأت «هيريتيدج مالطا» عملها الآن لترميم مكان الإقامة المصمم في منتصف القرن الثامن عشر، وتحاول إعادته إلى مجده السابق بعد شرائه في يونيو (حزيران) 2020. حيث إنه يجذب الانتباه مرة أخرى بعد وفاة الأمير فيليب عن عمر يناهز 99 عاماً يوم الجمعة الماضي.
وقال كينيث غامبين، كبير مسؤولي العمليات في «هيريتيج مالطا»، إن هناك «شعوراً بالحزن» في البلاد بعد وفاة الأمير فيليب، مضيفاً: «لقد تم تذكره باعتزاز، لأن الجميع يعرف أن مالطا لها مكانة خاصة في قلبه».
وتابع: «يظل الناس مرتبطين به إلى حد ما لأنهم يعرفون أنه يتذكر مالطا. انتهز كل فرصة ليأتي إلى هنا مرة أخرى عندما تمكن من ذلك».
وقدمت إقامة الزوجين الملكيين في مالطا الفرصة الحقيقية الوحيدة لهما لعيش حياة عادية نسبياً قبل صعود الملكة إلى العرش.
وكان لديهما الحرية في الاستمتاع بالحفلات والنزهات ورحلات القوارب، حتى أن الأميرة كانت قادرة على القيام برحلة إلى مصففي الشعر لأول مرة.
وقال غامبين إن الأمير الراحل استمتع أيضاً بلعب البولو، وكان الزوجان يتمتعان «بتعايش هادئ وودود» مع المالطيين المحليين أثناء استئجار الفيلا المكونة من 18 غرفة.
وأضاف: «في منزلهما في مالطا، وخلال عامين، قال كل من فيليب وإليزابيث إنهما عاشا واحدة من أسعد فترات حياتهما لأنهما تمكنا من تجربة الحياة الأسرية الخاصة».
ووفقاً لموقع «هاريتيج مالطا»، يقع المنزل على مساحة 1500 متر مربع (16 ألف قدم مربع)، ويضم إسطبلات وحديقة كبيرة وآباراً ومأوى للحرب ومرافق أخرى. وتصفه الوكالة بأنه «كنز وطني» و«مثال كلاسيكي على قصر صيفي».
وقال غامبين إن الفيلا ستبقى مغلقة أمام الجمهور لمدة خمس سنوات أخرى على الأقل بسبب الحاجة إلى ترميم كامل. وقدر أن تكلفة المشروع يمكن أن تتراوح بين 5 ملايين يورو (4 ملايين جنيه إسترليني) إلى 10 ملايين يورو (9 ملايين جنيه إسترليني).


مقالات ذات صلة

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأمير ويليام خلال تسجيل أول فيديو عبر منصة «تيك توك» (اندبندنت)

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك» خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز يلوّح بقبعته (أ.ف.ب)

بعيده الـ76... الملك تشارلز يحتفل عبر افتتاح مركزين لتوزيع الطعام

يحتفل الملك تشارلز ملك بريطانيا، اليوم (الخميس)، بعيد ميلاده السادس والسبعين بافتتاح مركزين لتوزيع الإمدادات الغذائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تقف كيت أميرة ويلز البريطانية على شرفة أثناء الخدمة الوطنية لإحياء الذكرى في النصب التذكاري بلندن (أ.ب)

الأميرة كيت تستضيف أول فعالية ضخمة بعد التشخيص بالسرطان

تعود كيت أميرة ويلز البريطانية بأبرز ظهور لها في الفعاليات الملكية، الشهر المقبل، في حين تتحسن حالة ملكة بريطانيا بعد عدوى في الصدر.

«الشرق الأوسط» (لندن )
يوميات الشرق الملكة الراحلة إليزابيث الثانية مع بوريس جونسون (رويترز)

«هذا الأحمق لن ينظم جنازتي»... هكذا مزحت الملكة إليزابيث من استقالة جونسون

كشف كتاب جديد أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية علّقت على استقالة بوريس جونسون من منصب رئيس الوزراء، بسخرية حيث قالت: «على الأقل هذا الأحمق لن ينظم جنازتي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.