في الوقت الذي كان فيه نواب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) يتحدثون عن محاولة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، شراءهم عارضاً عليهم منصب وزير ومنصب رئيس بلدية حتى ينشقوا عن أحزابهم، كُشف النقاب خلال محاكمته بتهم الفساد عن مخالفات من نوع آخر. فقد قال أحد شهود الإثبات إن نتنياهو عمل بشكل مباشر على المساس بالرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، وأمره بكتابة مقالات ضده.
وقال الشاهد إيلان يشوعا، المدير السابق لموقع «واللا» الإخباري، إن نتنياهو استخدم الموقع للترويج لسياسته بشكل واضح وبمعرفة وموافقة أصحاب الموقع، شاؤول وايريس الوفتش، مقابل مكاسب وفرها نتنياهو لهم في الحصول على امتيازات بمئات ملايين الدولارات. وروى، خلال إفادته التي يقدمها لليوم الرابع على التوالي، كيف تمت عملية التدخل في تحرير الموقع والضغوط عليه لنشر مواد صحافية. وقال إن الموقع تحول إلى أداة لخدمة معارك نتنياهو السياسية في الانتخابات ومعاركه الأخرى، وبينها طلب كتابة مقالات ضد الرئيس أوباما.
وتجري هذه المحاكمة، بموازاة محاولات نتنياهو تشكيل حكومة جديدة. وقد وافقت المحكمة على إعفاء نتنياهو من حضور الجلسات التي يدلي خلالها يشوعا بإفادته. ولكن الأمر لا يعينه على التقدم في تشكيل الحكومة، وتتعثر جهوده في الأيام الأخيرة. ويواجه حالياً مشكلة جدية مع حزب «الصهيونية الدينية» المتطرف برئاسة بتسلئيل سموترتش، الذي يرفض بإصرار أن تستند الحكومة القادمة إلى أصوات الحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس، بدعوى أنها «حركة تنتمي للإخوان المسلمين وتساند منظمات الإرهاب وتقف في خندق واحد مع حركة حماس».
ويرى مراقبون أن موقف سموترتش ليس تكتيكاً حزبياً لتحقيق المكاسب، بل هو موقف استراتيجي يرمي من ورائه إلى إفشال جهود نتنياهو لتشكيل حكومة ودفع حليفه السابق، نفتالي بنيت، إلى تشكيل حكومة مع أحزاب الوسط واليسار. ويقول أحد المطلعين على تفكير سموترتش إنه يعرف أن حكومة كهذه برئاسة بنيت ستفشل وستسقط بعد شهور، وعندها تتجه إسرائيل لانتخابات خامسة ويسقط بنيت ويخسر قوى اليمين التي تسانده وينتقل تأييدها إليه بوصفه اليمين الحقيقي. ويتعرض سموترتش بسبب هذا السلوك لهجوم شديد من الليكود وغيره من قوى اليمين ويقولون إنه ناكر للجميل لنتنياهو الذي «بذل أقصى جهد لكي تتحد قوى اليمين الاستيطاني وراء الصهيونية الدينية برئاسة سموترتش وتوجه إلى المستوطنين كي يصوتوا لليكود أو لسموترتش حتى فاز بستة مقاعد ومنحه مقعداً سابعاً على حساب ليكود، وهو يرد بإفشال نتنياهو الذي يخوض معركة مصيرية قد تدمر مستقبله السياسي»، بحسب ما كتبت موريا كور، في صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو، أمس (الاثنين).
في المقابل، أعلن نفتالي بنيت أنه ورغم أن أحزاب الوسط واليسار تعرض عليه منصب رئيس حكومة، فإنه يضع نفسه تحت تصرف نتنياهو ويعمل كل ما في وسعه لدعمه في تشكيل الحكومة ولا يهمه أي منصب يحصل عليه في حكومته. وعقد بنيت اجتماعاً مع نتنياهو، أمس (الاثنين)، ليؤكد له هذا الموقف.
لكن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة حتى لو انضم إليه بنيت وسموترتش معاً وسيحتاج إلى نائبين إضافيين، ولذلك يجري حواراً مع الحركة الإسلامية لمساندته ولو من خارج الحكومة، مقابل التجاوب مع مطالبها بشأن عدد من القضايا المتعلقة بتحسين وضع المواطنين العرب وزيادة الميزانيات لهم ووقف سياسة هدم البيوت والتمييز العنصري. وجنباً إلى جنب، يحاول نتنياهو إحداث انشقاقات في أحزاب المعسكر المناوئ له. وقد كشفت النائبة يوليا ملينوبسكي أنها ورفيقها النائب حمد عمار، من حزب «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان، تلقيا عرضاً من رجال نتنياهو ليتركا حزبهما وينضما إلى الليكود. والثمن الذي عرضه رجال نتنياهو عليهما هو الحصول على منصب وزير لدورتين انتخابيتين وضمان انتخابهما ضمن قائمة الليكود لمعركتي انتخابات قادمتين. وقالت إنها رفضت العرض بكل شدة وتعتبره انحداراً أخلاقياً في السياسة الإسرائيلية.
شاهد في محاكمة نتنياهو يؤكد أنه أمره بالكتابة ضد أوباما
شاهد في محاكمة نتنياهو يؤكد أنه أمره بالكتابة ضد أوباما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة