المشروعات الشمسية السعودية تفتح باب الاستثمار في الطاقة المتجددة

تدشين «سكاكا» و«سدير» يرشح استقطاب فرص جديدة في القطاع تتجاوز 20 مليار دولار

جانب من محطة سكاكا التي تم افتتاحها مؤخراً لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية شمال السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من محطة سكاكا التي تم افتتاحها مؤخراً لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية شمال السعودية (الشرق الأوسط)
TT

المشروعات الشمسية السعودية تفتح باب الاستثمار في الطاقة المتجددة

جانب من محطة سكاكا التي تم افتتاحها مؤخراً لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية شمال السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من محطة سكاكا التي تم افتتاحها مؤخراً لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية شمال السعودية (الشرق الأوسط)

فتحت مشروعات الطاقة الشمسية السعودية المعلنة أخيراً، باب الاستثمار واسعاً في نشاط توليد الطاقة البديلة بعد أن دخلت السعودية مرحلة جديدة في التعامل مع الطاقة والاستفادة من معطياتها بإطلاقها، الخميس الماضي، محطة «سكاكا لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية»، ومشروع «سدير للطاقة الشمسية»، مؤكدة خطواتها الجادة لتنمية قطاع التنمية المستدامة والبحث عن بدائل تتوافق مع مبادرة «السعودية الخضراء»، وتحقيق الريادة العالمية في قطاع الطاقة المتجددة.
ومع هذا الإعلان والدخول القوي في القطاع بدعم مباشر من الحكومة، يتوقع وبحسب مختص وعضو مجلس شورى أن تستقطب مشاريع الطاقة المتجددة حجم استثمارات كبيراً يتجاوز 75 مليار ريال (20 مليار دولار) من الداخل والخارج، للدخول في سوق كبيرة تتمتع بمزايا متعددة، منها ارتفاع حجم الطلب على الطاقة ووجود الشمس بشكل مباشر، خاصة في المناطقة الجبلية.
وكان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس اللجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء وتمكين قطاع الطاقة المتجددة، أكد إبان افتتاح مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتوقيع اتفاقيات شراء الطاقة لـ7 مشروعات جديدة، أن مبادرات قطاع الطاقة المتجددة وما يندرج تحتها تأتي في إطار العمل على تنمية اقتصاد السعودية وفق «رؤية 2030».
وقال رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى السعودي الدكتور فيصل آل فاضل، لـ«الشرق الأوسط»، إن إطلاق مشروع محطة سكاكا للطاقة الشمسية سيفتح الباب لدخول العديد من الشركات الكبرى المتخصصة والمستثمرين في السوق السعودية، للبحث عن حصتهم للاستثمار في هذا القطاع الكبير، خاصة أن السعودية تسعى للتحول من استهلاك الطاقة التقليدية «الوقود السائل» إلى الغاز والطاقة المتجددة.
وتابع آل فاضل أن السعودية تمثل سوقاً كبيرة مقارنة بالأسواق الأخرى في استهلاك الطاقة، لذا يتوقع أن يشهد هذا القطاع الذي تدعمه الحكومة نقلة نوعية في حجم استثماراته من الداخل والخارج في ظل ما تتمتع به السعودية من مقومات اقتصادية وسياسية وتشريعية تجذب هذه الاستثمارات، إضافة إلى خصائص مميزة للقطاع الذي يشهد طلباً متزايداً عليه في السنوات الماضية.
وعن الفوائد من استخدام الطاقة المتجددة، قال آل فاضل إن من أبرز إيجابيات الطاقة المتجددة أنها صديقة للبيئة، إذ تعد الطاقة الشمسية والرياح، مصدراً نظيفاً ولا يعمل على تلوث البيئة، ولا يؤدي لانبعاث غازات يمكن أن تضر بصحة الإنسان، وهو ما يسعى إليه المجتمع الدولي للوصول إلى صفرية الكربون بحلول العام 2050، خاصة أن الطاقة المتجددة تعتمد على مصادر أخرى، منها الشمس التي لا تنضب.
ومن الميزات الأخرى للطاقة المتجددة، بحسب آل فاضل، أنها لا تحتاج إلى تكاليف صيانة مرتفعة بعد التشغيل، كما أن هذا القطاع الجديد سيخلق فرص عمل جديدة تتناسب مع احتياجات توليد الطاقة باستخدامها، مضيفاً أن ذلك سيسهم في رفع مستوى النمو الاقتصادي من خلال الاستثمار المباشر، إضاقة إلى أن أسعارها في متناول الجميع.
وشدد على أن استخدام الطاقة المتجددة على نطاق واسع في دول العالم سيسهم في استقرار أسعار الطاقة العالمية، وذلك لأن تكلفة الطاقة المتجددة تعتمد على التكلفة الأولية لتركيب تقنيات الطاقة المتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري الذي يزيد وينخفض اعتماداً على العرض والطلب وحالة السوق العام.
وأوضح رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى السعودي أن التحول في استخدام الطاقة في هذه المرحلة مهم ومنعطف حيوي للبلاد التي تمر بمرحلة تغير وتحول وطني مهم في التعامل مع المعطيات والوصول إلى القمة من خلال رؤية المملكة الساعية إلى تخفيض الاعتماد على الطاقة ومشتقاتها والتحول إلى الصناعات الحيوية.
ولفت آل فاضل إلى أن المشروعات تمثل أجزاءً جوهرية من دور السعودية الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، واستكمالاً للجهود التي بذلتها خلال فترة رئاستها مجموعة العشرين، والتي نتج عنها تبني المجموعة لمفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يسهم في تسريع استعادة توازن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، كما أنها تعزز سجل المملكة في مجال الطاقة المتجددة، كما أنها تضاف إلى المكانة التي تتمتع المملكة بها في مجال الطاقة بشكل عام.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».