بعد 73 عاماً من الزواج ودّعت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، أمس، الرجل الذي قالت عنه إنه «مصدر قوتها وسندها»، حيث أعلن قصر باكنغهام خبر وفاة دوق إدنبره الأمير فيليب عن 99 عاماً.
الأمير فيليب الذي عُرف بحبه للرياضة والعلم وبحسه الساخر ودعاباته التي قد تكون غير دبلوماسية في أحيان كثيرة، كان زوج الملكة الذي يمشي خلفها بخطوتين دائماً ويرى أن وظيفته الأولى والدائمة هي «ألا يخذلها» حسبما قال لسكرتيره الخاص مايكل باركر: «قال لي في اليوم الأول لعملي معه إن وظيفته الأولى والثانية والأخيرة هي ألا يخذل الملكة».
كثيراً ما وصف الأمير نفسه بأنه شخص ليس له مكانة عالية، مثلما قال في إحدى المرات إنه «أمير غير ذي حيثية من البلقان لا يملك تميزاً خاصاً». غير أنه حرص على القيام بواجبه كزوج للملكة بتفانٍ وأضاف الكثير عليه وحرص على أن يكون وجوده في القصر وخارجه مؤثراً بشكل ما. فعُرف عنه أنه حرص على تحديث أسلوب الحياة في القصر، وأدخل الكثير من الأجهزة الحديثة للحياة اليومية فيه. وخلال 73 عاماً تخلى عن عشقه للملاحة وعمله في البحرية ليكون الزوج والأب وصاحب المؤسسات الخيرية التي تُعنى بالعلوم والشباب.
قليل من يعرف أن الأمير فيليب كان في مقدمة الأصوات الداعية للحفاظ على البيئة من تأثير انبعاثات أكسيد الكربون، وخلال خطاباته الكثيرة (كان يلقي نحو 90 خطاباً في العام) كان يؤكد أهمية العلم والتعليم والتدريب والتخطيط.
ورغم الكتب والمقالات الصحافية التي حاولت تحليل دواخل الزواج الملكي لم ينجح أيٌّ منها في رسم صورة لشخصية الأمير، مثلما قالت عنه زوجته الملكة إليزابيث في خطاب ألقته بمناسبة الاحتفال بعيد زواجهما الذهبي في عام 1997، واصفة ارتباطها بالرجل الذي وقعت في غرامه وهي في الرابعة عشرة: «هو شخص لا يرتاح كثيراً للإطراء». وأضافت: «ولكنه كان ببساطة شديدة قوتي وثباتي خلال كل تلك الأعوام، وأنا وكل عائلته نَدين له بشكل لا يعرف مداه».
وعلى صعيد العلاقة الخاصة مع الملكة كان الأمير فيليب يعبّر عن رأيه بصراحة وكثيراً ما فقد أعصابه، وهو أمر معروف عنه وورد في مذكرات أحد الأقرباء تصوير لعلاقة الزوجين بشكل يوضح ميكانيكية الحياة داخل جدران القصر، حيث تذكر القصة أن الأمير فيليب كان يقود سيارته ومعه الملكة وعمه اللورد ماونتابتن في اتجاه قلعة ويندسور، وكان الأمير فيليب يقود بسرعة أزعجت الملكة التي صدرت عنها أصوات تأفف، فما كان من الأمير فيليب إلا أن التفت إليها بعصبية قائلاً: «إذا لم يعجبك الوضع يمكنك النزول من العربة هنا». والتزمت الملكة الصمت حتى وصول العربة إلى القلعة، وهنا سألها اللورد ماونتابتن: «لماذا لم تردّي عليه؟»، فأجابت: «ألم تسمع ما قال؟ كان جاداً في كلامه». ويذكر المقربون من الزوجين أن الأمير فيليب كان الوحيد في حياة الملكة الذي كان يعاملها على أنها إنسان وامرأة أولاً. وهو الأمر الذي ستفتقده تلك المرأة الصلبة في قادم الأيام.
الأمير فيليب والملكة إليزابيث زواج ومساندة لأكثر من 70 عاماً
الأمير فيليب والملكة إليزابيث زواج ومساندة لأكثر من 70 عاماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة