جدل في برلمان ليبيا حول منصب حفتر الجديد

مصدر حكومي ينفي لـ«الشرق الأوسط» قرب تعيينه وزيرا للدفاع

جدل في برلمان ليبيا حول منصب حفتر الجديد
TT

جدل في برلمان ليبيا حول منصب حفتر الجديد

جدل في برلمان ليبيا حول منصب حفتر الجديد

فيما نفى مصدر مسؤول بالحكومة الانتقالية في ليبيا لـ«الشرق الأوسط» أي اتجاه لتعيين اللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة العسكرية ضد المتطرفين في شرق ليبيا، في منصب وزير الدفاع، أبلغ فرج بوهاشم الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي أن المجلس متوافق على تكليف اللواء حفتر منصب القائد العام للجيش أو تعيينه وزيرا للدفاع.
وقال مصدر حكومي مقرب من رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يتردد عن قرب تعيين حفتر وزيرا للدفاع غير صحيح».
وبدا أمس أن حكومة الثني تتكتم على نتائج الاجتماع النادر الذي عقده حفتر أول من أمس مع الثني والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في مدينة الأبيار جنوب شرقي مدينة بنغازي، حيث وصفه المصدر الذي اشترط عدم تعريفه بأنه اجتماع تعارفي فقط، مضيفا: «ستعلن النتائج في حينها».
لكن الناطق باسم مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط»: إن «المجلس توافق بالنظر إلى سن هذا الرجل (حفتر) الذي لم تمنعه من تحمل مسؤولية محاربة الإرهاب وجمع الجيش والتصدي للإرهاب والإرهابيين فيجب أن يكلف تقديرا لمجهوداته ودعما للمؤسسة العسكرية».
وأضاف «يمكن للقائد العام المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان إصدار القرار بعد الرجوع لهيئة الرئاسة. وإذا عرض للتصويت فبالأغلبية».
من جانبه، قال مفتاح كويدير عضو البرلمان الليبي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشروع تعديل على قانون يسمح بتولي حفتر منصب القائد العام للجيش الليبي بات جاهزا الآن».
وأشار إلى أن القانون يحتاج للعرض على مجلس النواب لكي ينال موافقة المجلس ثم يصدر قرار من رئيس المجلس باعتباره القائد الأعلى للجيش ليصدر قرارا بترقية حفتر وتعيينه قائدا عاما للجيش، وتابع «الأمر يحتاج بعض الوقت فقط».
واستخدمت وكالة الأنباء الموالية للحكومة الانتقالية لقب الفريق أول في الإشارة للمرة الأولى إلى حفتر، مشيرة إلى صحة المعلومات التي انفردت «الشرق الأوسط» بنشرها حول أن اللقاء الموسع الذي عقد مساء أول من أمس في مدينة الأبيار، ضم حفتر مع رئيسي مجلس النواب والحكومة بالإضافة إلى رئيس الأركان العامة للجيش اللواء عبد الرزاق الناظوري.
وقالت الوكالة إنه «جرى خلال هذا اللقاء الذي سادته روح الأخوة والمودة، بحث سبل دعم أجهزة الدولة والأخذ بأسباب القوة والمنعة التي تكفل تحقيق تطلعات المواطن وتجاوز الأزمة الخطيرة الراهنة التي يمر بها الوطن».
وكشفت النقاب عن أن رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله الثني ثمن في هذا اللقاء ما وصفه بـ«الدور المتميز الذي يضطلع به الفريق حفتر في إعادة بناء الجيش الوطني الليبي ولملمة صفوفه لتمكينه من تحقيق تطلعات الناس التي تنتظر الدور القوي الحاسم لجيشها البطل لاجتثاث بؤر الإرهاب التي استشرت في جسد الوطن».
وأوضحت أنه جرى الاتفاق «على العمل يدا بيد من أجل خدمة قضايا الوطن والمواطن والعمل معا بكل جهد وبكل ما توفر من إمكانات لتحقيق كل ما من شأنه تمكين البلاد من هزيمة الإرهاب والتطرف»، مشيرة إلى أن اللقاء حضره أيضا عدد من أعضاء مجلس النواب، ومندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي، وعدد من المشايخ وأعيان قبائل الشرق والجنوب.
لكن بعض أعضاء البرلمان هددوا بالانسحاب منه وتجميد عضويتهم، في حالة تعيين حفتر وزيرا للدفاع وقائدا عاما للجيش الليبي.
وانتقد هؤلاء في تصريحات بثتها مواقع محلية الاجتماع الذي عقد في الأبيار، معتبرين أنه ليس من صلاحيات المجتمعين هناك اتخاذ هذا القرار، الذي يمثل اعتداء على صلاحيات البرلمان.
ونقلت بوابة «الوسط» الإلكترونية عن عضو مجلس النواب، طارق الأشتر، قوله «إذا اتخذ مثل هذا القرار خارج مجلس النواب، فما قيمة المجلس؟ علينا حينها أن نعود إلى بيوتنا ونعتذر إلى الناخبين الذين صوتوا لنا»، فيما قال زميله النائب جلال الشويهدي «لو قامت رئاسة مجلس النواب باتخاذ مثل هذه القرارات فلا بد أن نتخذ موقفا حاسما».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.