المنفي يتعهد إنشاء لجان للتحقيق في تهجير سكان مرزق

الرئيس التونسي يجدد استعداد بلاده لدعم ليبيا

عناصر من القوات الخاصة خلال تدريب في مدينة الخمس أمس (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الخاصة خلال تدريب في مدينة الخمس أمس (أ.ف.ب)
TT

المنفي يتعهد إنشاء لجان للتحقيق في تهجير سكان مرزق

عناصر من القوات الخاصة خلال تدريب في مدينة الخمس أمس (أ.ف.ب)
عناصر من القوات الخاصة خلال تدريب في مدينة الخمس أمس (أ.ف.ب)

تعهّد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، خلال الاستماع إلى وفد أعيان وحكماء مدينة مرزق (جنوب) حول معاناة سكانها من الأوضاع المعيشية المتردية فيها، بعزمه حل الإشكالات العالقة في المنطقة، وإرساء الأمن والاستقرار فيها، وتشكيل لجان لتقصي الحقائق، والوقوف على الأوضاع من عين المكان، للنظر في الحلول الممكنة والعاجلة للأوضاع بالمدينة.
وعانت مرزق من تهجير قسري لقرابة خمسة آلاف عائلة، توزعت على مناطق متفرقة بالبلاد، بسبب اشتباكات قبلية دامية، قتل فيها قرابة 90 شخصاً، وجُرح أكثر من 200 آخرين.
وطبقاً لبيان أصدره مكتب المنفي، مساء أول من أمس، فقد رحب الوفد بإنشاء المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، وأكد دعمه الكامل لها، وتمسكه بالثوابت الوطنية، وكل ما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار.
إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام محلية عن اتجاه داخل اللجنة القانونية بملتقى الحوار السياسي الليبي، الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة، لاعتماد مدينة بنغازي (شرق) مقراً لمجلس النواب القادم. وقالت إن اللجنة أنجزت نحو نصف المواد المطلوبة لإنجاز القاعدة الدستورية، استعداداً لانتخابات ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في ظل ما وصفته بمتابعة لصيقة من البعثة الأممية.
من جهة ثانية، عقد السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، اجتماعاً افتراضياً مساء أول من أمس، مع أكثر من 160 مواطناً أميركياً، يقيمون في ليبيا، بمشاركة مسؤولي الأقسام القنصلية والأمنية والتجارية في السفارة الأميركية.
وقال بيان للسفارة إن الاجتماع كان فرصة للسفارة لإطلاع المشاركين على عملها والخدمات القنصلية، والإجابة عن أسئلة حول مجموعة من القضايا، بما في ذلك التنمية الاقتصادية، والعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وليبيا، وبناء القدرات الديمقراطية، وبرامج التبادل الثقافي والتعليمي.
وفي أول زيارة خارجية لها منذ توليها مهام منصبها، التقت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية، الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي جدد استعداد بلاده لمواصلة دعم ليبيا لإنجاح الاستحقاقات المقبلة، مشيداً بالتطورات السياسية الإيجابية، التي تشهدها ليبيا، بفضل الإرادة القوية لشعبها في إرساء دعائم الدولة المدنية.
من جانبها، أشادت المنقوش بزيارة سعيد إلى ليبيا الشهر الماضي، لما حملته من رسائل إيجابية وداعمة لحكومة «الوحدة»، وأكدت رغبتها والمجلس الرئاسي في تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين ليبيا وتونس في مختلف المجالات، معتبرة أن حرصها على أن تكون تونس هي أول وجهة خارجية لها منذ تسلم مهامها الوزارية، «بمثابة رسالة امتنان من حكومة الوحدة والشعب الليبي»، على ما وصفته بدورها الإيجابي والمشرف خلال الأزمة الليبية. ونقل عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عن المنقوش قولها إن التجربة «أثبتت أنه لا يوجد حل في ليبيا سوى الحوار السلمي التوافقي»، مشيرة إلى أن حكومة «الوحدة» عاقدة العزم على مجابهة التحديات كافة، والقيام بالإصلاحات الضرورية، التي تستجيب لتطلعات الشعب الليبي في الرخاء والتقدم والازدهار.
كما ثمّنت ثقة المجتمع الدولي بالمسار السياسي الليبي، الذي تجسد خاصة في استئناف البعثات الدبلوماسية لنشاطها، وهو ما من شأنه أن يعزز من فرص التعافي الأمني والاقتصادي في بلدها، بما يعود بالنفع على الشعب الليبي والمنطقة بأسرها.
وأشار الجرندي، بحسب بيان لمكتبه، إلى أن الجانب التونسي بصدد الإعداد للجنة المشتركة على مستوى وزيري الشؤون الخارجية، لافتاً إلى اتفاق الطرفين على تطوير الإطار القانوني المنظم للعلاقات بين البلدين، وتعزيز التشاور والتنسيق في كل ما من شأنه دعم الاستقرار في ليبيا من خلال المساعي والتحركات على المستوى الثنائي، ومتعدد الأطراف، خاصة في مجلس الأمن الدولي.
وعلى صعيد غير متصل، طالب حقوقيون ليبيون جهات الاختصاص في البلاد بالعمل على رصد نقاط تجمع المهربين، ومراقبة ممرات العبور بالطرق الحديثة، مشيرين إلى ضرورة سن تشريعات خاصة بمكافحة «الاتجار بالبشر» في ليبيا.
جاء ذلك في إطار ورشة عمل، عقدتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، ومنظمة التعاون والإغاثة العالمية، بالعاصمة طرابلس، مساء أول من أمس، تحت عنوان «سبل وآليات مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر في ليبيا».
وخلص المجتمعون إلى توصيات ومقترحات عديدة، اطلعت «الشرق الأوسط» على نصها، مؤكدين أنها ستقدَّم إلى الجهات المختصة، وتستهدف في مجملها الحد من تدفق المهاجرين على ليبيا، وحث المجتمع الدولي على لعب دور أكثر فاعلية في مواجهة هذه الظاهرة.
وركزت التوصيات على بناء القدرات المؤسسية والبشرية المؤهلة في الأجهزة المعنية بالهجرة، ومكافحة تهريب والاتجار بالبشر، بالإضافة إلى تهيئة البيئة الملائمة لرصد وتتبع هذه المافيا.
وانتهى المشاركون في الورشة إلى ضرورة استحداث صندوق لمساعدة ضحايا الاتجار بالبشر، ووضع آلية فاعلة لاستثمار الأموال المصادرة من الاتجار بالبشر في تعويض وعلاج هؤلاء الضحايا.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.