تركيا: التضخم يواصل الضغط على «المركزي» بأعلى مستوى منذ صيف 2019

سجل 16.19 % وواصل الزيادة للشهر السابع توالياً

قفز معدل التضخم في تركيا مجدداً ليسجل 16.19 % خلال مارس الماضي (رويترز)
قفز معدل التضخم في تركيا مجدداً ليسجل 16.19 % خلال مارس الماضي (رويترز)
TT

تركيا: التضخم يواصل الضغط على «المركزي» بأعلى مستوى منذ صيف 2019

قفز معدل التضخم في تركيا مجدداً ليسجل 16.19 % خلال مارس الماضي (رويترز)
قفز معدل التضخم في تركيا مجدداً ليسجل 16.19 % خلال مارس الماضي (رويترز)

قفز معدل التضخم في تركيا مجدداً ليسجل 16.19 في المائة على أساس سنوي خلال مارس (آذار) الماضي، وليصل إلى أعلى مستوى منذ منتصف عام 2019 مع الارتفاع للشهر السابع على التوالي.
وأعلن «معهد الإحصاء التركي»، في بيان أمس (الاثنين)، أن أسعار المستهلكين ارتفعت على أساس شهري بنسبة 1.08 في المائة بزيادة على المتوقع، ليستمر الضغط على رئيس البنك المركزي الجديد شهاب كاوجي أوغلو للإبقاء على سياسة نقدية متشددة، وعدم التوجه إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي الذي ارتفع الشهر الماضي إلى 19 في المائة.
وبلغ معدل التضخم السنوي 15.61 في المائة خلال فبراير (شباط) الماضي. وكانت توقعات سابقة أشارت إلى أنه سيسجل 16.11 في المائة خلال مارس، وهو أعلى كثيراً من الهدف الرسمي عند 5 في المائة، الذي أكد البنك المركزي أنه لن يكون بالإمكان إدراكه قبل عام 2023.
في الوقت ذاته، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين 4.13 في المائة، على أساس شهري، و31.2 في المائة على أساس سنوي.
وقال «معهد الإحصاء التركي»، في بيانه، إنه بالنظر إلى متوسط الأشهر الـ12 الماضية، ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 13.18 في المائة. وأشار إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع في مارس بنسبة 3.71 في المائة مقارنة مع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، و16.19 في المائة مقارنة مع مارس 2020. كما أن مؤشر أسعار المنتجين ارتفع 8.21 في المائة مقارنة مع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، و31.2 في المائة مقارنة مع مارس 2020.
ورفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي المقيم على أساس عمليات إعادة الشراء لأجل أسبوع (الريبو) إلى 19 في المائة خلال مارس بدلاً من 17 في المائة خلال فبراير السابق عليه، مشيراً إلى مخاوف بشأن التضخم.
ودفع قرار اتخذه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعزل رئيس البنك المركزي السابق ناجي أغبال، بعد أقل من يومين على قرار لجنة السياسات النقدية بالبنك رفع الفائدة إلى هذا المستوى، الليرة التركية إلى مستويات منخفضة قياسية، حيث فقدت أكثر من 15 في المائة من قيمتها، لتضيف ضغوطاً جديدة على التضخم.
وقالت وكالة «موديز» الدولية للتصنيف الائتماني إن إقالة إردوغان محافظ البنك المركزي، ستؤثر سلباً على الأرجح على تدفقات رأس المال إلى تركيا، وتجدد الضغوط على سعر الصرف، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم. وتوقعت إقدام البنك المركزي التركي على خفض الفائدة إلى ما دون مستوى التضخم لدفع النمو في ظل رئيسه الجديد، الذي يشارك إردوغان آراءه بشأن تيسير السياسة النقدية. ورأت الوكالة أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى زيادة الواردات وارتفاع العجز في المعاملات الجارية.
بدوره؛ توقع بنك «غولدمان ساكس» الأميركي أن يرتفع التضخم في تركيا إلى 18 في المائة خلال أبريل (نيسان) الحالي، وأن يقف عند حدود 15 في المائة بحلول نهاية العام، بعد أن أدت إطاحة محافظ البنك المركزي السابق بعد أقل من 5 أشهر على تعيينه، إلى موجة مبيعات لليرة.
وذكر البنك، الذي سبق أن توقع بلوغ التضخم معدل 12.5 في المائة خلال نهاية عام 2021، أن البنك المركزي التركي تحت قيادة رئيسه الجديد، لن يكون بمقدوره خفض أسعار الفائدة حتى الربع الرابع من العام، بالنظر إلى هبوط قيمة الليرة بنسبة نحو 15 في المائة منذ تعيينه في المنصب.
وخفض البنك الأميركي أيضاً توقعاته للنمو الاقتصادي في تركيا لعام 2021 إلى 3.5 في المائة من 5.5 في المائة، وتوقعاته للعجز في ميزان المعاملات الجارية إلى 1.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من 3.5 في المائة.
وخيّم الفزع على الأسواق التركية بعد القرار الصادم لإردوغان إقالة أغبال، لا سيما أن إقالات رؤساء البنك المركزي تكررت 3 مرات في أقل من عامين. ورصد تقرير لـ«دويتشه بنك» انسحاب 1.75 مليار دولار من الأسواق التركية خلال الأسبوع الماضي بعد أن قام مستثمرون أجانب ببيع أسهم وسندات ونزحوا بأموالهم من تركيا بسبب عدم الثقة في مناخ الاقتصاد والقلق من عدم استقلالية البنك المركزي.
في السياق ذاته، أفادت وكالة «بلومبرغ» الأميركية بأن المستثمرين الأجانب باعوا في الأسبوع الماضي الأصول التركية بأسرع وتيرة منذ 15 عاماً، بعدما استبدل إردوغان رئيس البنك المركزي بشكل مفاجئ. وباعت الصناديق الدولية 1.9 مليار دولار من السندات والأسهم الحكومية التركية في الأسبوع المنتهي في 26 مارس، في أكبر تدفق منذ مايو (أيار) 2006، وفق آخر البيانات الصادرة يوم الخميس الماضي.
وتسبب هذا الخروج لرؤوس الأموال إلى انخفاض قيمة الليرة التركية بنسبة 11 في المائة خلال الفترة نفسها، مما دفع بها إلى الاقتراب من مستوى قياسي منخفض جديد.
وضخت الصناديق الخارجية الأموال في الأصول التركية منذ أن رفع رئيس البنك المركزي المعزول ناجي أغبال تكاليف الاقتراض في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في محاولة لكبح جماح التضخم.
وعدّت إقالة أغبال علامة على العودة إلى سياسة نقدية فضفاضة قوضت الثقة بأصول الدولة لسنوات بسبب إعلان إردوغان نفسه «عدواً» للفائدة واعتباره أنها أصل كل الشرور.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.