إحباط محاولة تفجير مركز للشرطة في شمال سيناء ومقتل اثنين من المنفذين

إصابة 6 من قوات الأمن والمدنيين إثر انفجار سيارتين استخدمتا في الهجوم

إحباط محاولة تفجير مركز للشرطة في شمال سيناء ومقتل اثنين من المنفذين
TT

إحباط محاولة تفجير مركز للشرطة في شمال سيناء ومقتل اثنين من المنفذين

إحباط محاولة تفجير مركز للشرطة في شمال سيناء ومقتل اثنين من المنفذين

قالت مصادر أمنية مصرية أمس إن قوات الأمن نجحت في إحباط عملية إرهابية لتفجير مركز للشرطة في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء، باستخدام 4 سيارات مفخخة، مشيرة إلى أن إرهابيين اثنين قتلا خلال الهجوم، فيما أصيب 6 من العناصر الأمنية جراء شظايا خلفها انفجار سيارتين من السيارات الأربع المستخدمة في الهجوم. وجاءت العملية الأمنية الناجحة قبل ساعات من زيارة رئيس الحكومة إبراهيم محلب، ووزير الدفاع صدقي صبحي لمراكز عسكرية في مدينة العريش.
والعملية الإرهابية الفاشلة على مركز شرطة الشيخ زويد هي الأولى بعد عملية إرهابية كبرى لتنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي خلفت عشرات القتلى في سلسلة تفجيرات في 3 مدن بشمال سيناء نهاية الشهر الماضي.
وفي مسعى، على ما يبدو، لتأكيد سيادة السلطات المصرية على مناطق المواجهات مع العناصر الإرهابية، تفقد رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، يرافقه الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، معسكرات للجيش في مدينة العريش.
وقال الفريق أول صبحي خلال الجولة إن بلاده تخوض حربا شرسة دفاعا عن المصريين، والحفاظ على بقاء مصر واستقرارها ضد قوى التطرف والإرهاب التي تسعى لهدم مصر وكسر إرادتها، وزعزعة الأمن والاستقرار بكل شعوب المنطقة.
وأشار الفريق أول صبحي، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إلى قيام القوات المسلحة بمراجعة كل التدابير والإجراءات المتعلقة بالاستراتيجية الأمنية بسيناء في ظل قيادة موحدة للعمليات شرق القناة لتجفيف منابع الإرهاب ومحاصرة الخناق وتضييقه على العناصر التكفيرية والقضاء عليها، مشددا على ضرورة الحفاظ على أعلى درجات اليقظة والجاهزية للتصدي لكل التهديدات والمواقف العدائية المحتملة.
وقال مصدر أمني إن عملية الشيخ زويد التي أحبطت أمس، محاولة لتكرار هجوم يناير (كانون الثاني) الماضي، الذي يعد الأعنف منذ بدء العناصر المتشددة في شمال سيناء استهداف الجيش والشرطة.
وأضاف المصدر الأمني أن الهجوم تم بـ4 سيارات، انفجرت اثنتان منها، وفرت أخريان، موضحا أن أفراد الأمن شكوا في 4 سيارات لم يلتزم سائقوها بالتوقف، فتم إطلاق النار عليها، ما أدى إلى حدوث انفجار هائل في سيارتين وفرت السيارتان الأخريان، لافتا إلى أن المعاينات المبدئية تشير إلى أن السيارتين كانتا تحملان قرابة 80 طنا من المتفجرات.
وقال شهود عيان في مدينة الشيخ زويد إنهم سمعوا صوت انفجار ضخم أعقبه إطلاق نار كثيف من جانب قوات الأمن. وأضاف شهود العيان أن مبنى تحت الإنشاء انهار إثر انفجار السيارتين، كما تضررت واجهات ما يزيد على 30 محلا تجاريا بالمنطقة.
وقالت مصادر طبية محلية إن 6 أشخاص، بينهم ضابط وجندي، أصيبوا بشظايا جراء انفجار سيارتي المهاجمين.
وأشار مصدر أمني آخر إلى أن أشلاء الانتحاريين اللذين قتلا في الهجوم باتت في حوزة عناصر الأدلة الجنائية التي تعمل حاليا على تحليل الحمض النووي لهما (DNA) للتوصل إلى هويتهما.
ومنذ العملية الإرهابية التي استهدفت كمينا أمنيا في منطقة كرم القواديس بشمال سيناء على الحدود بين مصر وقطاع غزة أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلنت حالة الطوارئ في مناطق بالمحافظة، كما بدأ الجيش في إقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر والقطاع.
وشددت قوات الأمن من تعزيزاتها المتمركزة بالقرب من مركز الشرطة، حيث انتشرت القوات في عدة محاور لصد أي هجمات جديدة. كما قامت قوات أخرى بعمل تمشيط للمناطق المحيطة في محاولة لتعقب المهاجمين بعد هروب سيارتين باتجاه مدينة رفح من جهة الغرب، بحسب شهود العيان.
وشهدت الشيخ زويد حالة من الهدوء الحذر في أعقاب الهجوم الفاشل. وقال شهود العيان إن محالا أغلقت أبوابها، وتراجعت حركة السير بين مدينتي العريش والشيخ زويد، كما انقطعت الكهرباء عن مدينة الشيخ زويد.
وقال مصدر بشركة الكهرباء في تصريحات صحافية أمس إن التفجير تسبب في تضرر المحول الرئيسي في الشيخ زويد، لافتا إلى أضرار أخرى لحقت بمقر شركة الكهرباء، مؤكدا أن فريقا من الفنيين يقوم بتحديد موقع الأعطال لمحاولة التغلب عليها.
وتزايدت الهجمات الإرهابية ضد عناصر الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي منتصف العام قبل الماضي. وأعلن تنظيم «أنصار بيت المقدس» مسؤوليته عن معظم العمليات في شبه الجزيرة التي يتمركز بها.
وفي أعقاب مقتل عشرات الجنود في سلسلة العمليات الإرهابية التي ضربت شمال سيناء في نهاية الشهر الماضي، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تشكيل قيادة موحدة للجيشين الثاني والثالث (غرب قناة السويس) بقيادة الفريق أسامة عسكر لمكافحة الإرهاب في سيناء.
وقال الجيش المصري إنه نجح خلال الأسبوع الماضي في استهداف بؤر إرهابية، وقتل العشرات من عناصر تنظيم «بيت المقدس» الذي أعلن في وقت سابق من العام الماضي مبايعة تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وتأمل القاهرة نجاح الفريق عسكر في السيطرة على الأوضاع الأمنية في سيناء قبل انعقاد مؤتمر اقتصادي منتصف الشهر المقبل، تعلق الحكومة المصرية أملا كبيرة عليه في دفع اقتصاد البلاد المتأثر بحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني منذ 4 سنوات، لكن لا يزال الجيش يواجه صعوبات على الأرض.
وقالت تقارير محلية أمس إن سيارة يستقلها مسلحون، داهمت مستشفى الشيخ زويد، وهددت أطقم التمريض وأطباء المستشفى، حال خروج سيارات الإسعاف، والتوجه إلى مركز شرطة الشيخ زويد لنقل المصابين في حادث الاستهداف الفاشل. ووصلت 5 سيارات إسعاف إلى كمين الريسة لمحاولة نقل المصابين، لكنها اشترطت تأمينها من جانب قوات الجيش أثناء التوجه إلى مدينة الشيخ زويد.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.