«الأقصر للسينما الأفريقية» يتجاوز غياب النجوم وضعف الميزانية

المهرجان أنهى دورته العاشرة وسط أجواء صحية وفنية صعبة

جانب من حفل الختام (إدارة مهرجان الأقصر)
جانب من حفل الختام (إدارة مهرجان الأقصر)
TT

«الأقصر للسينما الأفريقية» يتجاوز غياب النجوم وضعف الميزانية

جانب من حفل الختام (إدارة مهرجان الأقصر)
جانب من حفل الختام (إدارة مهرجان الأقصر)

أسدل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الستار على فعاليات دورته العاشرة، مساء أول من أمس بنادي التجديف الرياضي بمحافظة الأقصر، (جنوب مصر) بعد أيام غلب عليها الشجن، بسبب استمرار جائحة كورونا، وحالة الحداد التي أقرتها وزارة الثقافة المصرية عقب حادث تصادم قطارين في محافظة سوهاج قبيل افتتاح المهرجان بساعات قليلة.
وحاول مسؤولو المهرجان السيطرة على تفشي الوباء، بتقليل عدد الحاضرين والضيوف، وتنظيم فعاليات المهرجان كافة، وكان من بين الأزمات التي واجهت المهرجان في دورته العاشرة غياب معظم صناع وأبطال الأعمال الفنية المشاركة في مسابقات المهرجان، بسبب انشغال أبطال تلك الأعمال في تصوير أعمالهم الدرامية التلفزيونية الخاصة بموسم رمضان، بجانب تداعيات الجائحة، وتعليق بعض خطوط الطيران في الدول الأفريقية، وإثر ذلك تغيب صناع الأفلام والفنانين المغاربة الفائزين بجوائز بالدورة العاشرة، وتسلمها عنهم المخرج المغربي إسماعيل العراقي الذي حضر لمدينة الأقصر قادماً من العاصمة الفرنسية باريس.
حفل ختام الدورة العاشرة من مهرجان الأقصر لم يختلف كثيراً عن حفل الافتتاح، حيث لم يحضر إلا عدد محدود جداً، من الأسماء المصرية على غرار الفنان محمد سلام والفنان محسن منصور، وبعض الممثلين الشباب بعدما اعتذر الفنان خالد الصاوي عن عدم الحضور قبل الختام بساعات بسبب انشغاله بتصوير مسلسله الجديد «اللي مالوش كبير».
فعاليات حفل الختام بدأت بفقرة فنية سودانية احتفالاً بالسينما السودانية (ضيف شرف الدورة العاشرة)، وقدمتها الفنانة السودانية آسيا مدني، والتي رقصت على نغماتها الفنانة سلوى محمد علي، مع عدد من الضيوف الأفارقة، ثم توالت كلمات الختام من الفنان محمود حميدة رئيس شرف المهرجان والسيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، وخالد عبد الجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.
الدورة العاشرة للمهرجان، والتي رفعت شعار (10 سنوات من الخيال) تنافس فيها 58 فيلماً ناقشت الكثير من القضايا الأفريقية في مسابقات متعددة ما بين الروائي الطويل والقصير والتسجيلي وأفلام الدياسبورا، ومنحت لجنة النقاد الدولية «فيبرسي» جائزتها لفيلم «إنها ليست جنازة، هذه قيامة»، للمخرج ليموهانج جيرمي موزيزي من لوسوتو، وحصل الفيلم المصري «للإيجار» للمخرج إسلام بلال على جائزة «رضوان الكاشف»، والتي تقدمها مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة حصل فيلم «مع التيار نحو كينشاسا» للمخرج ديودو حمادي من الكونغو على جائزة لجنة التحكيم، كما فاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل فيلم (فاريترا) للمخرج توفونيانا راسو نافو. وفي مسابقة «الدياسبورا» منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير لفيلم «تيلو كوتو» لصوفي باشولييه وفاليري مال، بينما حصل فيلم «أن تكون صاحب بشرة سمراء» للمخرجة إينيس جونسون على جائزة لجنة التحكيم، أما جائزة أحسن فيلم بالمسابقة فذهبت إلى «وداعاً أيها الحب».
وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة منحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلم السوداني «استمع إلى رقصتي»، للمخرجة علياء سر الختم، فيما حصل على جائزة لجنة التحكيم فيلم «حبر أخضر» للمخرج يزيد القديري من المغرب، ونال جائزة أفضل فيلم روائي قصير فيلم «وداعاً» لأنتوني نيتي من غانا.
وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة حصل الفيلم الأنجولي «مكيف الهواء» للمخرج فراديك على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، أما جائزة أحسن فيلم فذهبت إلى فيلم «زنقة كونتاكت» للمخرج إسماعيل العراقي من المغرب.
وعن تقييمه للدورة العاشرة، يقول السيناريست سيد فؤاد مدير المهرجان لـ«الشرق الأوسط»: «سعيد بكل ما حققته الدورة العاشرة من نجاحات رغم المعوقات والصعوبات التي واجهتنا بها، فيكفي أنه قبل انطلاق الدورة بثلاثة أيام صدر قرار من وزارة السياحة والآثار بتخفيض ميزانية المهرجان مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، وهو الأمر الذي أربك حساباتنا وجعلنا نخوض في بحر من المشاكل، ولكن بتضافر جهود الجميع استطعنا أن نصل بالدورة إلى بر الأمان، ونقدم دورة جيدة سيتذكرها الفنان الأفريقي».
وأضاف: «نستريح لمدة شهر من الآن، لكي نبدأ في الإعداد للدورة الحادية عشرة، ونأمل أن تنتهي جائحة (كورونا) حتى يعود للدورة بريقها ورونقها المعتاد، فمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يربط مصر بثقافات أفريقيا المتعددة».
وعبر المخرج المصري إسلام بلال الحائز على شهادة تقدير خاصة من لجنة تحكيم «فيبرسي» عن فيلمه «للإيجار»، عن سعادته البالغة بذلك، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «شرف كبير لي أن أنال شهادة تقدير من مهرجان كبير عن باكورة أعمالي السينمائية التي أتشرف بمشاركة كوكبة من النجوم فيها على رأسها الفنان الكبير خالد الصاوي ومحمد سلام وشيري عادل».
وأوضح أنه تحمس للفيلم من اللحظة الأولى لكونه يناقش فكرة حوادث الانتحار التي أصبحت متوغلة في حياتنا بشدة في السنوات الأخيرة، وسعدت للغاية لتحمس كافة أبطال وصناع العمل للفكرة، وخصوصاً المنتج محمد دياسطي والفنان خالد الصاوي، وأتمنى أن يحقق العمل ما أحلم به عند عرضه في دور العرض المصرية والعربية خلال الأسابيع المقبلة.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.