ألقى ستة من كبار مسؤولي الصحة الأميركيين باللوم في زيادة أعداد الوفيات نتيجة لمرض «كوفيد – 19» خلال العام الماضي على الأسلوب المتخبط الذي مارست به إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب سياسات مكافحة الوباء بالإصرار على التقليل من خطورته والتأخر في عمليات الإغلاق وعدم ارتداء الأقنعة.
وقالت منسقة فريق مكافحة فيروس «كورونا» في البيت الأبيض، الدكتورة ديبورا بيركس، في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، خلال مقابلة بثت الأحد، إن معظم وفيات الفيروس في الولايات المتحدة كان من الممكن تجنبها، لولا التخبط والخلل والخلافات والأكاذيب التي سادت إدارة ترمب. وقالت بيركس إنه في حين أن العديد من الوفيات في الموجة الأولى من وباء الفيروس التاجي كانت حتمية على الأرجح، فقد كان من الممكن تقليل حدة الموجات اللاحقة إلى حد كبير لو اتخذت الولايات المتحدة إجراءات أكبر للإبعاد الاجتماعي والإغلاق. وأضافت: «في الموجة الأولى، كان هناك نحو 100 ألف حالة وفاة، لكن بقية الوفيات، في رأيي، كان من الممكن تخفيفها أو تقليلها بشكل كبير».
ودافعت بيركس عن صمتها خلال عملها بإدارة ترمب، وقالت: «كنت أريد أولاً التأكد من أننا توقفنا عن القول إن خطر الفيروس على الأميركيين منخفض، لكني كنت أرى الانهيار قادماً وأننا غير مستعدين، وكنت أعتقد أنني أستطيع فعل شيء ما، لكن كانت هناك مجموعة تعتقد حقاً أن الموضوع ليس كبيراً». وأشارت إلى أنه مع تدفق الكثير من المعلومات والبيانات حول الوباء إلى الرئيس ترمب، فإنه كان قلقاً بشأن الاقتصاد بشكل يفوق القلق على الأرقام المتعلقة بالمصابين بالفيروس في المستشفيات وأعداد الوفيات.
وقالت بيركس إنها لم تواجه الرئيس ترمب لأنها لم تكن لديها إمكانية الوصول إليه، مضيفة أنه لم يكن يدعم ارتداء الأقنعة داخل البيت الأبيض.
وخلال سلسلة المقابلات مع الدكتور أنتوني فاوتشي، والدكتور بريت جيروير، والدكتور ستيفن هان، والدكتور روبرت كادليك، والدكتور روبرت ريدفيلد، أشار العديد منهم إلى الخلافات التي شابت الاجتماعات لمكافحة وباء كورونا. وأشار المسؤولون إلى أن العديد من مسؤولي الصحة العامة في الحكومة الفيدرالية اشتبكوا مع الرئيس السابق بشأن تعامل إدارته مع الجائحة وتعليقات ترمب العلنية التي تتعارض مع الأدلة العلمية.
وتسلط تلك الاعترافات ضوءاً جديداً على استجابة إدارة ترمب للفيروس، كما أنها تأتي في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي جو بايدن تقدماً كبيراً في توزيع اللقاحات، إلا أن خبراء الصحة يشعرون بالقلق من الزيادات المطردة في حالات الإصابة بعد أن أبلغت أكثر من عشرين ولاية عن زيادة في عدد حالات الإصابة بالفيروس بنسبة 10 في المائة مقارنة بالأسبوع الماضي، وحذرت من التراخي في إجراءات السلامة مع التفاؤل بزيادة توزيع اللقاحات.
وقد حذرت بيركس ورئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي، في مارس (آذار) 2020 من أن ما يقرب من 240 ألف شخص سيموتون بسبب فيروس كورونا إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات. وتشير الإحصاءات حاليا إلى أن هناك ما يقرب من 550 ألف حالة وفاة بسبب «كورونا» في الولايات المتحدة، وفق جامعة جونز هوبكنز.
وفي مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز» في يناير (كانون الثاني) الماضي، قالت بيركس: «كان هناك أشخاص في البيت الأبيض اعتقدوا بالتأكيد أن فيروس كورونا كان مجرد خدعة»، كما أن تعليقات ترمب العلنية غالباً ما كانت تتناقض بشكل مباشر مع الإرشادات التي تقدمها هي ومسؤولو الصحة الآخرون للحكام والقادة المحليين حول الوباء.
مسؤولون صحيون ينتقدون ترمب: سياساته المتخبطة زادت وفيات «كورونا»
مسؤولون صحيون ينتقدون ترمب: سياساته المتخبطة زادت وفيات «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة