مصر تتعاقد على 100 مليون جرعة لقاح

40 % منها «أسترازينيكا»

TT
20

مصر تتعاقد على 100 مليون جرعة لقاح

أكدت الحكومة المصرية، أمس، أنها تعاقدت على 100 مليون جرعة من لقاحات فيروس «كورونا»، وذلك من جهات مختلفة حول العالم، ضمن محاولات تطعيم مواطنيها ضد الفيروس الذي رصدته للمرة الأولى قبل أكثر من عام.
وأفاد «مركز المعلومات» التابع للحكومة، أمس، في إحصاء أنه «تم الاتفاق على توريد 40 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا، وبصدد تسلم 8.6 مليون جرعة منها، بالإضافة إلى الاتفاق على توفير 20 مليون جرعة من شركة R - PHARM الروسية، فضلاً عن أنه تم توفير 50 ألف جرعة أخرى من المعهد الهندي بنهاية يناير (كانون الثاني) الماضي.
أما بالنسبة للقاح سينوفارم فقد تسلمت مصر 50 ألف جرعة من دولة الإمارات في نهاية العام الماضي، في حين حصلت على 600 ألف جرعة من الصين كهدية خلال الشهرين الماضي والحالي.
وعلى الصعيد المحلي، فقد أكد البيان أن مصر «بدأت العمل البحثي على تحضير لقاح كوفي فاكس، والذي يعمل بالتقنية التقليدية وهي تقنية «اللقاح المعطل» المستخدمة في عدة لقاحات مثل لقاح «سينوفارم الصيني» وسيكون على جرعتين، وجاء في التقرير أن «اللقاح المصري ينتج أجساماً مضادة بعد 3 أسابيع من الحصول عليه وتظل نشطة حتى الأسبوع الـ13»، مشيراً إلى أن «اللقاح الآن ينتقل للمرحلة التالية من التجارب لكنه لن يكون متاحاً قبل 6 أشهر على الأقل».
وبشأن تقسيم الفئات التي ستتلقى لقاح فيروس «كورونا» على ثلاث مراحل، أفاد المركز الحكومي المصري، بأنه تم تحديد «فئات المرحلة الأولى في أصحاب المهن الأكثر عرضة للعدوى، وهم العاملون بالقطاع الصحي خاصة في مستشفيات العزل، والمواطنون والمقيمون ممن هم فوق الـ65 سنة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين لديهم سمنة مفرطة، ومن يعانون أمراضا مزمنة».
وبالنسبة لفئات المرحلة الثانية، فتشمل «المواطنين والمقيمين ممن هم فوق الـ50 سنة، وباقي الممارسين للمهن الصحية، فضلاً عن العاملين الأساسيين في الخطوط الأمامية، مثل المسعفين والمدرسين وموظفي قطاع النقل ومحلات البقالة، بينما تتمثل المرحلة الثالثة في جميع المواطنين والمقيمين الراغبين في أخذ اللقاح». وخصصت مصر، بحسب البيانات الرسمية، 138 مركزاً ووحدة صحية ومستشفى لتلقي اللقاحات على مستوى المحافظات المختلفة».
وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الصحة المصرية، أمس، رصد 683 إصابة جديدة، ووفاة 41 حالة جديدة. وسجلت البلاد بشكل إجمالي، حتى مساء أول من أمس، بشكل رسمي، 199364 حالة إصابة من ضمنها 152642 حالة تم شفاؤها، و11845 وفاة.



ضربات ترمب تتوالى على الحوثيين وتزداد كثافة في مأرب

مقاتلتان أميركيتان في نطاق عمل القيادة المركزية التي تتولى ضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلتان أميركيتان في نطاق عمل القيادة المركزية التي تتولى ضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
TT
20

ضربات ترمب تتوالى على الحوثيين وتزداد كثافة في مأرب

مقاتلتان أميركيتان في نطاق عمل القيادة المركزية التي تتولى ضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلتان أميركيتان في نطاق عمل القيادة المركزية التي تتولى ضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

استهلَّت حملة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الحوثيين أسبوعها الخامس بتكثيف الضربات على خطوط متقدمة للجماعة في محافظة مأرب (شرق صنعاء)، وصولاً إلى أهداف في ضاحية صنعاء الشرقية وأخرى في المرتفعات الواقعة إلى الشرق من الحديدة.

وفي حين جدَّدت الجماعة المدعومة من إيران مزاعمها بمهاجمة القوات البحرية الأميركية، تبنَّت إطلاق مسيرتين باتجاه إسرائيل، وأعلنت الأخيرة اعتراض واحدة منهما، في حين سقطت الأخرى في منطقة أردنية.

وكان ترمب قد أمر الجيش في 15 مارس (آذار) الماضي ببدء الحملة الجديدة ضد الحوثيين، متوعداً بـ«القضاء التام» عليهم، في مسعى لوقف تهديدهم المتصاعد للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، ولوقف استهدافهم لإسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيَّرة.

واعترف إعلام الجماعة الحوثية بتلقي 11 غارة في مأرب؛ حيث استهدفت 10 غارات منها مديرية العبدية في جنوب مأرب، في حين استهدفت غارة واحدة موقعاً في مديرية مجزر.

ويُرجح مراقبون عسكريون أن الضربات استهدفت في مديرية العبدية الخطوط الحوثية المتقدمة في مواجهة القوات الحكومية، بما في ذلك التحصينات ومستودعات الأسلحة ومخابئ الصواريخ والطائرات المسيَّرة، كما يُرجح أن الضربة في مديرية مجزر استهدفت منزلاً يتخذه الحوثيون موقعاً للقيادة والسيطرة.

وهذه هي المرة الثانية التي تشن فيها المقاتلات الأميركية ضربات بهذه الكثافة في مأرب خلال أسبوع؛ حيث استهدفت في الأيام الماضية نحو 14 غارة مواقع متفرقة في المحافظة التي تسعى الجماعة للسيطرة فيها على منابع النفط والغاز منذ سنوات.

وفي ريف صنعاء الشرقي، أقرَّ الإعلام الحوثي بتعرض مديرية بني حشيش لثلاث غارات، دون إيراد تفاصيل عن المواقع المستهدفة أو الخسائر، ويعتقد أنها ضربت مخابئ محصنة في جبال المديرية التي تعرضت للقصف أكثر من مرة منذ بدء الحملة الأميركية.

الحوثيون استقبلوا خلال 4 أسابيع أكثر من 400 ضربة أميركية (الجيش الأميركي)
الحوثيون استقبلوا خلال 4 أسابيع أكثر من 400 ضربة أميركية (الجيش الأميركي)

إلى ذلك، قال إعلام الحوثيين إن غارتين استهدفتا شبكة الاتصالات في مديرية برع، شرقي محافظة الحديدة؛ حيث المنطقة التي تضم مرتفعات جبلية يعتقد أن الجماعة تتخذ منها مواقع للرصد والمراقبة البحرية.

وتكون الجماعة الحوثية مع هذه الضربات قد استقبلت منذ منتصف مارس الماضي نحو 415 ضربة جوية وبحرية، تركزت بدرجة أساسية على المخابئ المحصنة، خصوصاً في صعدة وصنعاء وعمران والحديدة، وكذا قدرات الجماعة عند خطوط التماس، لا سيما في مأرب والجوف.

وطالت الضربات -بدرجة أقل- مواقع وتحصينات ومستودعات وقدرات عسكرية متنوعة في محافظات حجة، والبيضاء، وذمار، وإب، وسط تكتم من الجماعة المدعومة من إيران على حجم خسائرها، مكتفية بذكر أرقام لضحايا تزعم أنهم من المدنيين.

مسيرتان باتجاه إسرائيل

كسراً للتراجع الملحوظ في الهجمات الحوثية -لا سيما الصاروخية- باتجاه إسرائيل، تبنَّت الجماعة ليل الجمعة إطلاق مسيَّرتين باتجاه إسرائيل، وأعلنت الأخيرة اعتراض إحداهما، في حين سقطت الثانية في منطقة أردنية.

وزعم المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، تنفيذ عملية عسكرية نوعية ضد هدفين عسكريين في تل أبيب باستخدام طائرتين من دون طيار من نوع «يافا».

ويأتي تبني هذا الهجوم بعد أيام من تبني هجوم مماثل لم يتحدث عنه الجيش الإسرائيلي، وبعد نحو أسبوعين من توقف الهجمات الصاروخية، إذ أطلقت الجماعة 10 صواريخ فقط منذ 17 مارس الماضي، ما يُشير إلى تراجع قدراتها بفعل الضربات الأميركية.

مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل من مكان غير معروف (إعلام حوثي)
مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل من مكان غير معروف (إعلام حوثي)

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، الجمعة، اعتراض طائرة مسيَّرة اقتربت من إسرائيل من الشرق، وقال إنه لم يتم تفعيل صفارات الإنذار في الأراضي الإسرائيلية.

وفي السياق نفسه، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر عسكري أردني أنه أفاد بسقوط طائرة مسيَّرة مجهولة المصدر في منطقة ماعين بمحافظة مأدبا، على بُعد نحو 30 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة عمّان.

وكان الحوثيون قد دخلوا خط التصعيد الإقليمي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023؛ حيث أطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيَّرة باتجاه إسرائيل، دون تأثير عسكري كبير، باستثناء مقتل شخص واحد في تل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي.

كما تبنَّت الجماعة، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى بدء هدنة غزة، مهاجمة 211 سفينة، ما أدَّى إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة.

زعيم الحوثيين دعا أتباعه للعودة إلى الاحتشاد الأسبوعي في الميادين سعياً لاستعراض القوة والتأييد (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين دعا أتباعه للعودة إلى الاحتشاد الأسبوعي في الميادين سعياً لاستعراض القوة والتأييد (أ.ف.ب)

وردَّت إسرائيل بـ5 موجات من الضربات الانتقامية ضد الحوثيين، كان آخرها في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، واستهدفت مواني الحديدة، ومستودعات الوقود، ومحطات الكهرباء في الحديدة وصنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء.

يُشار إلى أن الجماعة بعد بدء سريان الهدنة في غزة توقفت عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجدداً للتهديد بشن هجمات جديدة بعد تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة.

مزاعم عن مهاجمة «ترومان»

في سياق المزاعم الحوثية المستمرة بخصوص مهاجمة القوات الأميركية، ادَّعى متحدث الجماعة العسكري يحيى سريع أن جماعته استهدفت، الجمعة، القطع الحربية شمالي البحر الأحمر، وعلى رأسها حاملة الطائرات «هاري ترومان» بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة.

وفي نفي أميركي غير مباشر لمزاعم الحوثيين عن إصابة الحاملة «ترومان»، قالت القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»، إن مجموعة حاملة الطائرات «هاري ترومان» تواصل عملياتها رغم «ادعاءات» الحوثيين.

وكانت القيادة المركزية الأميركية قد بثَّت مقطع فيديو يظهر انطلاق الطائرات من الحاملة «هاري ترومان» لقصف أهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن. كما أعلنت وصول حاملة الطائرات «كارل فينسون» ومجموعتها القتالية إلى منطقة عمليات القيادة المركزية.

وتُضاف ضربات ترمب إلى نحو 1000 غارة وضربة بحرية كانت الجماعة قد تلقتها خلال عام كامل من إدارة بايدن، ابتداءً من 12 يناير 2024، وحتى توقيع هدنة غزة بين «حماس» وإسرائيل في 19 يناير الماضي.

وفي ظل المزاعم الحوثية أن تصعيدهم البحري وباتجاه إسرائيل يأتي لمناصرة الفلسطينيين في غزة، تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة قفزت باتجاه التصعيد تنفيذاً لأجندة إيران في المنطقة وهروباً من استحقاقات السلام المدعوم أممياً وإقليمياً.

وحسب تقديرات أميركية، يمكن أن تستمر الحملة ضد الحوثيين مدة 6 أشهر لتحقيق أهدافها، لكنَّ مراقبين يمنيين يجزمون بأن الحملة الجوية لن تكون كافية لإنهاء تهديد الحوثيين، وأنه لا بد من عمل بري على الأرض تقوم به القوات الحكومية لاستعادة الحديدة وصنعاء وبقية المناطق اليمنية المختطفة من قبل الجماعة.