«نجوم الشباك» المصريون يعوضون غيابهم السينمائي بالإعلانات

هنيدي وحلمي وسعد الأبرز

لقطة من إعلان أحمد حلمي (انستغرام)
لقطة من إعلان أحمد حلمي (انستغرام)
TT

«نجوم الشباك» المصريون يعوضون غيابهم السينمائي بالإعلانات

لقطة من إعلان أحمد حلمي (انستغرام)
لقطة من إعلان أحمد حلمي (انستغرام)

يسعى بعض «نجوم الشباك» المصريين إلى تعويض غيابهم عن السينما، عبر بوابة الإعلانات التلفزيونية التي تتيح لهم الانتشار الواسع لدى جمهور التلفزيون والمواقع الإلكترونية.
وسيطر نجوم الكوميديا على الإعلانات التلفزيونية في مصر أخيراً، ومن أبرزهم الفنان محمد هنيدي، الذي ظهر في ثلاثة إعلانات مختلفة لصالح شركات متنوعة، خلال ثلاثة أشهر فقط. كان آخرها إعلانه مع شركة لخدمات الهاتف المحمول.
ونشر هنيدي صورة له من الإعلان عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» أخيراً، وظهر فيها بصحبة آخرين من قصار القامة، وعلق عليها ساخراً: «الميزة الكبرى في هذا الإعلان، أنني وفرت على الشركة أموالاً كثيرة في الغرافيك، لأنّهم لو استعانوا بآسر ياسين مثلاً كان سيكلفهم نحو مليون دولار على الغرافيك فقط لضبط فرق الطول».
ويعد غناء هنيدي العامل المشترك الأبرز في الإعلانات الثلاث، فيما أطل على الجمهور بأشكال وأنماط مختلفة مغلفة بإطار كوميدي.
وظهر هنيدي في إعلان لشركة أجهزة إلكترونية مصرية قبيل نهاية العام الماضي، وقدم فيه دوراً تمثيلياً بجانب بعض الرقصات، كما ظهر في إعلان لإحدى شركات الأغذية، وقام هنيدي بالغناء خلاله لأول مرة على طريقة الراب.
ويرى نقاد مصريون أنّ حرص بعض النجوم على الوجود في الإعلانات التلفزيونية يؤكد أنّ «السوق لم تعد تستوعب كل الفنانين بمن فيهم نجوم الصف الأول».
ويقول الكاتب والناقد محمد رفعت لـ«الشرق الأوسط»: «عندما كان يتسابق كل هؤلاء الفنانين من نجوم الشباك على إيرادات السينما كانوا يرفضون الظهور في الإعلانات رغم المقابل المادي الضخم المعروض عليهم، وذلك من أجل تقليل ظهورهم على الشاشة حتى لا يمل الجمهور منهم، ولكن مع تراجع عرض الأفلام وإخفاق الكثير من نجوم الصف الأول في تحقيق إيرادات كبيرة، مقارنة ببداياتهم لجأوا إلى الإعلانات».
ويؤكد رفعت أنّ الإعلانات تساهم في استمرار وجود هؤلاء النجوم على الشاشة، ليتذكرهم الجمهور، بالإضافة إلى كسب مقابل مادي جيد يعوض ابتعادهم عن العمل بسبب أزمات الصناعة وبسبب الجائحة»، مشيراً إلى أنّ السينما الكوميدية تعيش في مأزق منذ سنوات بسبب حرص نجوم الشباك على الظهور بمفردهم في أعمال لا تتضمن نصاً جيداً، وغير مناسبة لسنهم».
ويضيف رفعت: أنّ «محمد هنيدي على سبيل المثال لا يزال يقدم دور الشباب الذي يبحث عن شريكة حياته، كما لم يحاول محمد سعد التجديد من نفسه والإصرار على استهلاك شخصية اللمبي التي قدمها منذ نحو 20 سنة، ورغم أن أحمد حلمي يعد أكثرهم ذكاءً في التجديد واختيار أعمال مختلفة، فإنّه لم يحقق النجاح المنشود في أعماله الأخيرة».
وأطل أحمد حلمي الذي ظهر سينمائياً لآخر مرة عام 2019. عبر فيلمه «خيال مآتة»، على الجمهور كثيراً خلال العامين الماضيين عبر الإعلانات، وبات أحد وجوه شركة هاتف محمول، وظهر حلمي خلال الإعلان الجديد للشركة وهو يؤدي شخصية موسيقار يعزف على العود والطبلة، ويغني بصحبة فرقته الموسيقية كلاماً غير مفهوم.
ولفت حلمي الأنظار إليه كشخصية كوميدية من خلال برامج الأطفال التي قدمها في نهاية تسعينات القرن الماضي، حتى اختاره المخرج شريف عرفة للمشاركة في فيلم «عبود على الحدود» 1999 ليكون أول فيلم سينمائي له ونقطة التحول في حياته.

ويشير رفعت إلى أنّ تامر حسني وأحمد عز وكريم عبد العزيز من بين الفنانين الذي استطاعوا تحقيق إيرادات كبيرة في السنوات الأخيرة، والتفوق على سعد وهنيدي وحلمي ومكي، مؤكداً أن «غياب النص والسيناريو الجيد، والاعتماد على نظرية (الشللية) في عملية اختيار السيناريوهات، بالإضافة إلى الاستسهال من أبرز أسباب تراجع الأعمال الكوميدية أخيراً».
كما غاب الفنان الكوميدي محمد سعد عن الظهور سينمائياً منذ عام 2019 بعد مشاركته في فيلم «الكنز2»، وقدم سعد إعلان تلفزيوني لصالح إحدى شركات الهاتف المحمول بالتعاون مع الفنانة دينا الشربيني، وقدم فقرات تمثيلية قصيرة، وظهر بأكثر من شخصية بجانب الغناء بطريقة الراب، وحقق إعلانه انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
وبدأ سعد مشواره الفني بدور صغير في مسلسل «ما زال النيل يجري»، وتلاه عدة أدوار صغيرة في العديد من الأفلام منها «الطريق إلى إيلات» و«الجنتل»، ومسلسل «مين مايحبش فاطمة» مع الفنان أحمد عبد العزيز، لكن انطلاقته الحقيقية كانت مع شخصية «اللمبي» التي قدمها لأول مرة في فيلم «الناظر»، من ثمّ انتقل بها وقام بأول بطولة مطلقة له في فيلم «اللمبي»، وتوالت أدواره بعد ذلك في أفلام «عوكل»، و«بوحة»، و«تتح»، و«بوشكاش»، وغيرها.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.