حفتر يلتقي كوبيش... والمشري يطالب بالتحقيق في «المقابر الجماعية» لترهونة

الكولونيل علي مهدي خلال ندوة صحافية نظمت في بنغازي أمس بخصوص اغتيال محمود الورفلي (أ.ف.ب)
الكولونيل علي مهدي خلال ندوة صحافية نظمت في بنغازي أمس بخصوص اغتيال محمود الورفلي (أ.ف.ب)
TT

حفتر يلتقي كوبيش... والمشري يطالب بالتحقيق في «المقابر الجماعية» لترهونة

الكولونيل علي مهدي خلال ندوة صحافية نظمت في بنغازي أمس بخصوص اغتيال محمود الورفلي (أ.ف.ب)
الكولونيل علي مهدي خلال ندوة صحافية نظمت في بنغازي أمس بخصوص اغتيال محمود الورفلي (أ.ف.ب)

التقى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، بمكتبه، أمس، خارج بنغازي (شرق)، يان كوبيش، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا. وفي غضون ذلك، طالب المجلس الأعلى للدولة، الذي يترأسه خالد المشري، حكومة «الوحدة» بملاحقة المتورطين في «المقابر الجماعية» المكتشفة في مدينة ترهونة.
ولم يعلن حفتر، في بيان أصدره مكتبه، تفاصيل المحادثات، لكن مصادر مقربة منه قالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إنه شدد على «ضرورة قيام البعثة الأممية بدورها في التنفيذ الكامل لبنود وقف إطلاق النار، بما في ذلك إخراج المرتزقة الأجانب، خاصة الموالين لتركيا من الأراضي الليبية».
وجاء لقاء حفتر مع كوبيش، بعد ساعات من مرافقة الأخير لوزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، خلال ما وصفه بزيارتهم التاريخية للعاصمة طرابلس، أول من أمس.
وشدد كوبيش، في بيان له، مساء أول من أمس، على أهمية دعم المجتمع الدولي للشعب الليبي، وللقيادة الجديدة لمساندتها في القيام بواجباتها، بما في ذلك الترتيب لإجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، معتبراً أن «هذه الزيارة عبارة عن إشارة قوية لموقف أوروبي موحد داعم لليبيا في مسيرتها نحو السلام، والاستقرار والديمقراطية والوحدة والسيادة».
وكان أعضاء ملتقى الحوار السياسي، الذي ترعاه البعثة الأممية، قد أكدوا خلال اجتماع افتراضي مع كوبيش، ضرورة الالتزام بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد وعدم تأجيلها، كما أكدوا، بحسب تقارير إعلامية محلية، أهمية عدم إخضاع الانتخابات لشروط المستفيدين من إجرائها.
إلى ذلك، استغل محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، للتشديد على وحدة ليبيا وسيادتها، وتعهد بالالتزام باستحقاقات المرحلة الانتقالية، وإرساء الاستقرار في البلاد من خلال تحقيق مصالحة وطنية شاملة، وصولاً إلى إجراء الانتخابات في ديسمبر من العام الجاري.
وقال المنفي إنه ونائبه عبد الله اللافي بحثا مع إردوغان في إسطنبول، مساء أول من أمس، في ثالث زيارة خارجية له والأولى إلى تركيا منذ توليه مهام عمله، العديد من الملفات ذات الأهمية التي تجمع البلدين.
من جهة ثانية، أعلن العميد الهادي دراه، الناطق باسم غرفة «عمليات تحرير سرت – الجفرة» التابعة لقوات الحكومة، إصابة شخصين إثر انفجار لغم في المنطقة الممتدة من بويرات الحسون وحتى بوابة الـ50، التي تسيطر عليها قوات «الجيش الوطني»، مشيراً إلى أنه تم نقلهما إلى مستشفى محلي قريب، وأن إصابة أحدهما خطيرة.
في شأن آخر، طالب المجلس الأعلى للدولة، الذي يترأسه خالد المشري، حكومة «الوحدة» ببذل المزيد من الجهود لملاحقة الجناة المتورطين في «المقابر الجماعية» المكتشفة في مدينة ترهونة، محلياً ودولياً، ليمثلوا أمام القضاء كي ينالوا جزاءهم المستحق. واعتبر «المجلس» أن هذه المقابر تعد «جرائم ضد الإنسانية، وتظهر بشاعة مرتكبيها ووحشيتهم وأفعالهم المشينة»، لافتاً، في بيان له مساء أول من أمس، إلى «ضرورة الوقوف ضد كل ما من شأنه أن يعزز سياسة الإفلات من العقاب، والقفز على القانون».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.