الأخطبوط ينام ويحلم مثل الإنسان

الأخطبوط يملك جهازاً عصبياً معقداً (أ.ف.ب)
الأخطبوط يملك جهازاً عصبياً معقداً (أ.ف.ب)
TT

الأخطبوط ينام ويحلم مثل الإنسان

الأخطبوط يملك جهازاً عصبياً معقداً (أ.ف.ب)
الأخطبوط يملك جهازاً عصبياً معقداً (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة نشرها باحثون في البرازيل أن للأخطبوط، الحيوان البحري الذي ربما يعد بالفعل أذكى اللا فقاريات، نمطين رئيسيين من النوم المتناوب يشبهان إلى حد بعيد الموجودين لدى الإنسان، بل إنه قد يحلم مثله. وتقدم تلك النتائج أدلة جديدة على أن الأخطبوط يملك جهازاً عصبياً معقداً ومتطوراً يشكّل الأساس لمخزون من السلوكيات المتطورة بنفس القدر، في حين تقدم أيضاً رؤية أوسع لتطور النوم، وهي وظيفة حيوية مهمة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان من المعروف عن الأخطبوط أنه ينام ويغيّر لونه في أثناء النوم. وفي الدراسة الجديدة، وضع الباحثون نوعاً منه يُعرف باسم «إنسولاريس» تحت الملاحظة في مختبر. ووجدوا أن تغير الألوان هذا مرتبط بحالتي نوم متمايزتين هما «النوم الهادئ» و«النوم النشط». فخلال «النوم الهادئ» يظل الأخطبوط ساكناً ويكون جلده باهت اللون وعينه مغلقة تقريباً، أما في أثناء «النوم النشط» فإنه يغيّر لون جلده وملمسه ويحرّك عينيه بينما ينكمش جسمه وتحدث له تشنجات عضلية. ولاحظ الباحثون تكرار ذلك خلال النوم. «فالنوم الهادئ» يستمر عادةً سبع دقائق تقريباً مقابل أقل من دقيقة «للنوم النشط».
وقال الباحثون إن هذه الدورة تشبه على ما يبدو «حركة العين السريعة» و«حركة العين البطيئة»، وهما نمطان للنوم عند الإنسان وكذلك الثدييات الأخرى والطيور والزواحف. وتحدث الأحلام الواضحة خلال نوم حركة العين السريعة، حيث يصبح التنفس غير منتظم ويزداد معدل ضربات القلب وتصاب العضلات بالشلل.
أما نوم حركة العين البطيئة فيتميز بأنه أعمق وأقل أحلاماً. تقول رئيسة فريق البحث سيلفيا ميديروس، إن النتائج تشير إلى أن الأخطبوط ربما يحلم أو يمر بشيء مماثل. وأضافت ميديروس، وهي طالبة دكتوراه في علم الأعصاب بمعهد الدماغ التابع للجامعة الاتحادية في ريو غراندي دو نورتي: «إذا حلمتْ الأخطبوطات بالفعل، فمن غير المرجح أن تمر بقصص وحكايات ذات دلالة معقدة مثلنا». ومضت تقول: «مدة النوم النشط في الأخطبوط قصيرة جداً، وعادةً من بضع ثوان إلى دقيقة واحدة. وإذا كان هناك أي حلم خلال هذه الحالة، فيجب أن يكون أشبه بمقاطع مصوّرة صغيرة أو حتى صور». ويسعى العلماء من وراء ذلك كله إلى الوصول إلى قدر أكبر من الفهم لأصل النوم وتطوره.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.