سيارات بتقنية السحابة... «كومبيوترات على عجلات»

سيارات بتقنية السحابة... «كومبيوترات على عجلات»
TT

سيارات بتقنية السحابة... «كومبيوترات على عجلات»

سيارات بتقنية السحابة... «كومبيوترات على عجلات»

تتحوّل فكرة السيارة كـ«كومبيوتر يسير على عجلات» اليوم بسرعة من عالم الخيال الحماسي إلى الحقيقة، في تقدم من شأنه أن يحدث تحولاً في تجربة القيادة ويحسن سلامة الطرقات. وتكمن أهمية الفكرة في أن وصول تقنيات طال انتظارها كشبكات اتصال الجيل الخامس والكومبيوترات الحديثة العالية الأداء يعني أن السيارات ستتحسن مع الوقت بدل أن تتراجع قيمتها لحظة خروجها من مقر الموزع.

- برامج واتصالات
ومع تحديثات البرامج الإلكترونية، سيصبح الباعة قادرين على إضافة مزايا أو خدمات لم تكن متوفرة عند شراء المركبة أو تحسين تجربة ركوبها وقيادتها من خلال تطبيقات خاصة.
وبعد انتشار شبكات الجيل الخامس، ستصبح السيارات قادرة على التواصل بعضها مع بعض ومع البيئة المحيطة بها، ما سيعزز وعيها الظرفي ويساعد في تجنب حوادث الاصطدام.
يقول ناكول دوغال، نائب الرئيس في شركة «كوالكوم أوتوموتيف» في حديث لموقع «أكسيوس»: «كما الهواتف والتلفزيونات، لم تعد السيارة ذلك المنتج الجامد غير القابل للتغيير لأنها باتت تشهد تحديثات وتشكل جزءاً من البيئة التقنية. إذا كان الحي الذي تعيشون فيه يضم محطة شحن كهربائية، فستعرف سيارتكم (الكهربائية) بأمرها».
وهذا الأمر ليس جديداً بالنسبة لـ«تسلا» التي تعتبر سياراتها أقرب إلى كومبيوترات عملاقة متحركة. أما بالنسبة لقدامى صانعي السيارات الذين بدأوا أخيراً بالالتحاق بركب التكنولوجيا، فلا يمكن وصف هذا التطور بأقل من ثوري. تروج الشركات اليوم لما يُسمى «عربات تسير ببرنامج إلكتروني».
وهذا الأمر يعني أن برنامجاً إلكترونياً في السحابة – وليس القطع الميكانيكية الموجودة تحت الغطاء الأمامي – يتحكم بعمل المركبة وتجربة السائق.
تروج شركة باناسونيك مثلاً لشاشة جديدة متطورة مدعومة بتقنية الواقع المعزز تعمل على إسقاط رسوميات على الزجاج الأمامي تزود السائق بمعلومات حول حالة السير والعوائق والاتجاهات في الوقت الحقيقي. بدورها، قدمت شركة «هارمان» منصة سحابية جديدة تتيح للراكبين تحويل سيارتهم إلى حلبة للألعاب الإلكترونية أو مسرحاً للحفلات الموسيقية الافتراضية.
ودخلت شبكات اتصال الجيل الخامس في دائرة الاستخدام، حتى إن أولى السيارات الآلية المزودة بهذا الاتصال أصبحت متوفرة على الطرقات في الصين، وستصل قريباً إلى جميع أنحاء العالم. تضم هذه العربات أنبوباً أضخم من الأنابيب التقليدية تنتقل فيه المعلومات بسرعة أكبر من السيارة وإليها.

- مشروعات جديدة
السيارات الموجودة حالياً في الأسواق لا تتحمل الانفجار البياني القادم، لذا يعمل صانعو السيارات اليوم على التخلص مما يزيد عن 100 وحدة تتحكم بكل شيء من الوسادات الهوائية إلى النوافذ، لاستبدالها بكومبيوترات عالية الفعالية والأداء صممها مزودون عالميون كـ«كونتيننتال» و«أبتيف».
وأبرز المشروعات القادمة هي سيارة «iX» الرباعية الدفع الكهربائية من (بي إم دبليو) التي سيبدأ إنتاجها هذا الصيف في ألمانيا، وستكون أولى السيارات المجهزة بتقنية الجيل الخامس في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تصبح متوفرة في نقاط البيع في أوروبا في أواخر هذا العام، وفي الولايات المتحدة مع بداية العام المقبل. وتوقعت شركة «آي أتش إس ماركيت» المتخصصة بالأبحاث السوقية أن نحو 5 ملايين سيارة تمثل 75 علامة تجارية ستضم قدرات الجيل الخامس بحلول 2023. الخلاصة أن المستهلكين يتوقعون اليوم أن تتبعهم حياتهم الرقمية في كل مكان حتى في سياراتهم. يمكن القول إن التقنية أصبحت متوفرة وما على صانعي السيارات إلا تقديمها للمستهلكين.


مقالات ذات صلة

حتى ماسك انتقده... إعلان ترويجي لسيارات «جاغوار» يثير غضباً

يوميات الشرق شعار العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» (أ.ب)

حتى ماسك انتقده... إعلان ترويجي لسيارات «جاغوار» يثير غضباً

أثار مقطع فيديو ترويجي لتغيير العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» انتقادات واسعة بظهور فتيات دعاية يرتدين ملابس زاهية الألوان دون وجود سيارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ حادث تصادم وقع نتيجة عاصفة ترابية بكاليفورنيا (أ.ب)

عاصفة ترابية شديدة تتسبب بتصادم سيارات جماعي في كاليفورنيا

كشفت السلطات في ولاية كاليفورنيا الأميركية عن أن عاصفة ترابية شديدة تعرف باسم الهبوب تسببت في تصادم عدة مركبات على طريق سريع بوسط كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)

أوروبا تستعد لوصول ترمب... أسوأ كابوس اقتصادي بات حقيقة

كانت التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو مصدر قلق لبعض الوقت، ولكن منذ فوز ترمب بالرئاسة ساء الوضع بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية غابرييل بورتوليتو (رويترز)

ساوبر يكمل تشكيلته لموسم 2025 بالبرازيلي بورتوليتو

أعلن فريق ساوبر المنافس في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، اليوم الأربعاء، تعاقده مع السائق البرازيلي غابرييل بورتوليتو ليكمل تشكيلته لموسم 2025.

«الشرق الأوسط» (بيرن)
رياضة عالمية تستضيف مدينة ساو باولو البرازيلية السباق الأول في شهر ديسمبر ومن بعدها المكسيك في شهر يناير (فورمولا إي)

فورمولا إي تعلن انطلاق اختبارات ما قبل الموسم في مدريد

تنطلق اختبارات بطولة العالم للفورمولا إي هذا الأسبوع في العاصمة الإسبانية مدريد على مدار أربعة أيام، وذلك استعداداً لانطلاق الموسم الحادي عشر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة
TT

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

أعلنت وحدة الابتكارات الدفاعية، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، أن ثلاث شركات ستُنتج برامج نموذجية للتحكم في أسراب الطائرات من دون طيار (الدرون) الضخمة التي تطوّرها حالياً مجموعة مبادرة «ربليكيتر» Replicator للإنتاج السريع.

تنسيق آلي لطائرات «الدرون»

وقالت الوحدة، في بيان لها، الأربعاء، إن العقود الممنوحة لشركات «Anduril Industries»، و«L3Harris Technologies»، و«Swarm Aero» هي جزء من جهودها التي تسعى إلى «التنسيق الآلي لأسراب من مئات أو آلاف الأصول غير المأهولة عبر مجالات متعددة».

وكانت نائبة مدير وحدة الابتكارات الدفاعية للاستراتيجية والسياسة والشراكات الأمنية الوطنية، أديتي كومار، قالت في وقت سابق من هذا الشهر في حديث مع «ديفنس وان» إنه في حين تحظى أجهزة «ربليكيتر» بالكثير من الاهتمام، فإن برنامجها مهم بالقدر نفسه. وأضافت أن الجدول الزمني القصير لوحدة الدفاع الجوي لاختبار منصات وبرامج تكامل الطائرات دون طيار الجديدة يشكّل تحدياً آخر.

هياكل مملوكة للحكومة

وتابعت أديتي كومار: «نحن نشتري هذه القدرة بشكل مستقل عن أنظمة الأجهزة، وبالتالي نحتاج إلى أن نكون قادرين على الحصول على هياكل مفتوحة، وهياكل مملوكة للحكومة؛ لضمان أن البرنامج الذي نحضره تجري ترقيته ثم دمجه في جميع أنواع أنظمة الأجهزة التي قد تتطلّب بعد ذلك إصلاحات الأجهزة الخاصة بها لتمكين ذلك».

اختبارات ميدانية متكاملة

وكانت منصة «لاتيس» Lattice من شركة «أندوريل» Anduril واحدة من الجهات الفائزة. وقالت الشركة، في بيان، إنها أكملت مجموعة متنوعة من الاختبارات في العالم الحقيقي مع الشركاء العسكريين:

* تمرين «مسائل المعارك المتكاملة 24.1»، Integrated Battle Problem 24.1 لأسطول المحيط الهادئ الأميركي؛ حيث استخدم مشغلو البحرية منصة «لاتيس» لدمج أكثر من اثني عشر نظاماً غير مأهول وموجزات بيانات.

* «حارس الصحراء 1.0» Desert Guardian 1.0، البرنامج التابع للقيادة المركزية الأميركية هو أيضاً من الأمثلة الأخرى؛ حيث دمجت الشركة 10 فرق استشعار مختلفة في «لاتيس»، كما دمجت تبادل البيانات في الوقت الفعلي، ونفّذت الاندماج وتعيين المهام عبر أنظمة استشعار متنوعة للكشف بشكل أسرع عن التهديدات المحمولة جواً وغيرها.

* اختبار «الحافة 23» EDGE23 للجيش، سمحت «لاتيس» لجندي واحد «بإدارة فريق متكامل من الطائرات غير المأهولة المتعددة لتحديد موقع صاروخ أرض - جو وتحديده وتدميره».

كما منحت وحدة الابتكارات الدفاعية عقوداً إلى شركات، بهدف تطوير نظم لضمان الاتصالات للطائرات دون طيار في بيئة حرب كهرومغناطيسية ثقيلة.

هل يمنع «ربليكيتر» الحرب العالمية الثالثة؟

أطلقت وزارة الدفاع «ربليكيتر» Replicator خصوصاً لردع العمل العسكري الصيني في المحيط الهادئ. وفي حدث لمؤسسة بالاس يوم الأربعاء، ناقش رئيس القيادة البحرية الأميركية في المحيط الهادئ، الأدميرال سام بابارو، الدور الذي يمكن أن تلعبه الأنظمة المستقلة في الردع؛ أي مثل الدور الذي تقدمه الطائرات من دون طيار البحرية الأوكرانية في البحر الأسود.

وقال بابارو: «لا يحتاج المرء في الواقع إلى تحقيق التفوّق الجوي والبحري الكامل على مساحة عندما يحاول الخصم الحصول عليها. ربما يحتاج المرء فقط إلى حرمان الطرف الآخر من ذلك، ويمكنه القيام بذلك بتكلفة منخفضة... لقد رأينا ذلك بالفعل في الممارسة العملية، وتعلمنا ذلك من أوكرانيا في البحر الأسود، حيث تم تدمير طرّاد (سلافا) وإغراقه -بواسطة طائرة من دون طيار بحرية أوكرانية- ومن المهم أن نتعلّم هذا الدرس من ذلك ومن البحر الأسود».

مهمات الردع والهجوم

كما أوضح بابارو كيف يمكنه استخدام مستويات مختلفة من الاستقلالية لمهام مختلفة بصفتها جزءاً من جهود الردع هذه. وقال إنه بالنسبة إلى المهام الهجومية، فإن الحفاظ على السيطرة البشرية أمر بالغ الأهمية. ولكن بالنسبة إلى الدفاع عن الأسطول، فإن مزيداً من الاستقلالية يمكن أن يساعد في تسريع وقت رد الفعل.

وأضاف: «على سبيل المثال، إذا كانت غارة من الصواريخ الباليستية تقترب من وحدتك، فهذا هو الوقت الذي قد ترغب فيه في تشغيل نظامك بالكامل، وحمل تلك الأسهم التي تُوجه نحوه من ناحية أخرى. أما إذا كنت تنفّذ هجوماً معقداً على نظام عدو، فهذه هي الحالة التي قد ترغب فيها في القيام بذلك بحذر شديد، لأنك بذلك تقتل أرواحاً».

* مجلة «ديفنس وان»: خدمات «تريبيون ميديا».