دعوات إلى «رص الصفوف» لحل مشكلات إقليم كردستان

الخلافات مع بغداد تخيّم على احتفالات نوروز

جانب من الاحتفال بعيد نوروز في السليمانية بإقليم كردستان العراق أمس (أ.ف.ب)
جانب من الاحتفال بعيد نوروز في السليمانية بإقليم كردستان العراق أمس (أ.ف.ب)
TT
20

دعوات إلى «رص الصفوف» لحل مشكلات إقليم كردستان

جانب من الاحتفال بعيد نوروز في السليمانية بإقليم كردستان العراق أمس (أ.ف.ب)
جانب من الاحتفال بعيد نوروز في السليمانية بإقليم كردستان العراق أمس (أ.ف.ب)

وجهت قيادات إقليم كردستان تهنئة إلى الشعب الكردي مساء أمس، عشية الاحتفال بأعياد (نوروز) رأس السنة الكردية، داعين إلى بداية جديدة مبنية على رص الصفوف والتعاضد لضمان مستقبل أفضل، في ظل احتفالات اقتصرت على البيانات والكلمات وخلت من إقامة التجمعات بسبب إجراءات وقائية صارمة فرضتها السلطات للحد من تفشي فيروس كورونا.
وقال نيجيرفان بارزاني، رئيس الإقليم، إن «نوروز هو عيد قومي مقدس ورمز للانتصار والإحياء والحرية للشعب الكردي ويمنحنا القوة والمعنويات دوما»، داعيا الجميع إلى «بداية جديدة ومراجعة الذات والاستفادة من أخطاء الماضي، والتسامح وتوحيد القوة والقدرات لتجاوز الصعوبات والنظر إلى مستقبل أكثر ازدهار بأمل وتفاؤل». وأضاف أن «ضمان حياة ومعيشة أفضل للمواطنين كردستان بحاجة إلى رص الصفوف والانسجام والعمل الجمعي، وإنهاء الصراعات والاختلافات بين الأطراف السياسية الكردستانية، فهي لا تجلب غير الضرر والفرقة لكردستان»، ودعا جميع الأطراف إلى اجتماع مشترك في رئاسة الإقليم لبحث وضع الإقليم وحلها بأفضل الطرق وفق الحقوق الدستورية.
وعن حل المشكلات مع الحكومة الاتحادية بصورة عامة، أكد بارزاني إن «إقليم كردستان سيكون متعاونا ومساعدا من أجل الاستقرار والسلام ومستقبل أفضل للبلاد ويبذل كل مساعيه بهذا الصدد»، مبينا أن «حل مشكلات إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية هو مفتاح للهدوء والاستقرار وتقدم العراق».
من جهته، وجه رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، السبت، تهنئة إلى الشعب بمناسبة حلول عيد نوروز، معربا عن أمله أن تفي الحكومة الاتحادية بواجباتها في تنفيذ كامل بنود الدستور. وقال في بيان: «لقد حمل نوروز معاني سامية في النصر وتجديد الحياة، ونأمل أن يحل علينا ومعه شعلة الانتصار على المصاعب وتحقيق أمنياتنا ونيل حقوقنا كافة»، معربا عن أمله بأن «تفي الحكومة الاتحادية بواجباتها في تنفيذ كامل بنود الدستور من أجل استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق».
وأعلنت وزارة الصحة في إقليم كردستان عن إجراءات وقائية صارمة خلال فترة أعياد نوروز، وأكد وزير الصحة في بيان أن جميع مداخل الإقليم ستكون مفتوحة أمام السيّاح من باقي مناطق العراق خلال فترة احتفالات نوروز، على أن يكون لدى جميع الوافدين فحص سلبي لفيروس كورونا، وبعكسه لن يسمح لمن ليس لديه فحص قبل 72 ساعة بالدخول.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.