روسيا مستعدة لمراجعة قيود تصدير القمح

البنك {المركزي} قد يرفع معدّل الفائدة لمواجهة التضخم

قال وزير الزارعة الروسي إن بلاده مستعدة لوقف التدخل في تنظيم صادرات الحبوب حين تستقر السوق (رويترز)
قال وزير الزارعة الروسي إن بلاده مستعدة لوقف التدخل في تنظيم صادرات الحبوب حين تستقر السوق (رويترز)
TT

روسيا مستعدة لمراجعة قيود تصدير القمح

قال وزير الزارعة الروسي إن بلاده مستعدة لوقف التدخل في تنظيم صادرات الحبوب حين تستقر السوق (رويترز)
قال وزير الزارعة الروسي إن بلاده مستعدة لوقف التدخل في تنظيم صادرات الحبوب حين تستقر السوق (رويترز)

نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء الثلاثاء، عن وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف قوله إن بلاده مستعدة لوقف التدخل في تنظيم صادرات الحبوب حين تستقر السوق.
وكانت موسكو فرضت قيوداً على صادرات الحبوب وإجراءات أخرى سعياً لإبطاء وتيرة تضخم أسعار الغذاء وسط جائحة «كوفيد - 19» وانخفاض دخل الأسر.
ونقلت «إنترفاكس» عن باتروشيف قوله في اجتماع للغرفة السفلى بالبرلمان الروسي: «حالما يستقر الوضع سنكون متأهبين لدراسة توجهات مختلفة أخرى لتنظيم السوق، من بينها استبعاد أي تدخل على الإطلاق». لكنه أضاف: «إلا أنه في الوقت الحالي ينبغي أن نتأكد من عدم تصدير جميع حبوبنا للخارج... هذا أمر بالغ الأهمية».
وكانت وزارة الاقتصاد الروسية، قد أعلنت عن دراسة روسيا إجراء تعديلات على ضريبة صادرات القمح بنهاية الأسبوع الجاري. وأفاد رئيس اتحاد مصدري الحبوب الروسي إدوارد زيرنين، الاثنين، بأن روسيا تدرس رفع الضريبة عن المستوى المخطط له حالياً عن 25 يورو (30 دولاراً) للطن في الفترة بين 15 فبراير (شباط) و30 يونيو (حزيران).
وكان وزير الاقتصاد الروسي ماكسيم ريشيتنيكوف قد ذكر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خلال اجتماع للحكومة، أن روسيا تعتزم فرض ضريبة تصدير على القمح، في إطار إجراءات تهدف لاستقرار أسعار الغذاء المحلية المرتفعة التي انتقدها الرئيس فلاديمير بوتين. وستطبق هذه الضريبة على حصة صادرات حبوب تبلغ 17.5 مليون طن خلال الفترة نفسها.
يأتي ذلك بينما يفكر بنك روسيا في التحرك بشكل أسرع إلى تشديد السياسة النقدية، في إطار مواجهة التضخم، وقد يرفع البنك سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 125 نقطة أساس أو أكثر قبل نهاية العام، وفقاً لما ذكره مصدر مطلع على المناقشات. ووفقاً للمصادر، فإن ارتفاع التضخم والمخاوف بشأن خطط الحكومة لزيادة الإنفاق، يعني أن البنك المركزي قد يرفع المعدل في عدة خطوات إلى 5.5 في المائة - أو ربما حتى 6 في المائة على الرغم من أن هذا يُنظر إليه حالياً على أنه أقل احتمالاً - بحلول نهاية العام، فيما يبلغ معدل الفائدة الآن عند مستوى قياسي منخفض بلغ 4.25 في المائة.
ومثل هذه الخطوة السريعة لتشديد السياسة النقدية ستمثل تحولاً جذرياً للبنك المركزي، الذي قال حتى وقت قريب إن وضعه سيظل ملائماً حتى عام 2022 من أجل الحفاظ على الانتعاش الاقتصادي. فيما لا يتوقع الاقتصاديون رفع الفائدة بأكثر من 50 نقطة أساس هذا العام، وفقاً لاستطلاعات «بلومبرغ».
وصعد التضخم التوقعات في فبراير (شباط)، حيث ساعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وضعف الروبل في دفع المعدل إلى 5.7 في المائة، وهو ما يتجاوز بكثير هدف البنك المركزي البالغ 4 في المائة.
وكان النمو الاقتصادي أقوى من المتوقع بعد أن تجنبت روسيا الإغلاق في نهاية عام 2020. ويشعر البنك المركزي بالقلق أيضاً من أن الحكومة ستعزز الإنفاق هذا العام، وتطلق النقد في وقت أبكر مما كان متوقعاً وتؤجج ضغوط الأسعار، وفقاً لما ذكره المصدر.



غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
TT

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)
المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)

سيذهب الغانيون إلى صناديق الاقتراع في السابع من ديسمبر (كانون الأول) لاختيار رئيس جديد وبرلمان، في انتخابات تراقبها الأوساط الاستثمارية من كثب لتحديد كيفية توجيه الفائز للاقتصاد الذي يخرج من مرحلة تعثر في سداد الديون.

المتنافسون الرئيسيون لاستبدال الرئيس نانا أكوفو - أدو، البالغ من العمر 80 عاماً، الذي يتنحى بعد ولايتين على رأس دولة تنتج الذهب والكاكاو، هما الرئيس السابق جون دراماني ماهاما ونائب الرئيس الحالي محامودو باوميا. كما أن هناك 11 مرشحاً آخرين يتنافسون على المنصب، وفق «رويترز».

ما الذي يركز عليه المستثمرون؟

وصلت غانا إلى نهاية عملية إعادة هيكلة الديون الطويلة والمعقدة؛ حيث أعادت الحكومة هيكلة 13 مليار دولار من السندات الدولية بوصف ذلك جزءاً من خطة أوسع لخفض الديون بنحو 4.7 مليار دولار وتوفير نحو 4.4 مليار دولار من تخفيف السيولة خلال برنامج صندوق النقد الدولي الحالي الذي يستمر حتى عام 2026.

ومع بقاء الخطوة الأخيرة المتمثلة في التوصل إلى اتفاق مع الدائنين التجاريين غير الأوروبيين، فإن المستثمرين يقومون بالفعل بتقييم فترة ما بعد الانتخابات لمعرفة ما إذا كان الفائز سوف يستمر في الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لضمان استدامة الديون. وتعهد ماهاما (65 عاماً)، الذي يتصدر العديد من استطلاعات الرأي، بمحاولة إعادة التفاوض على شروط اتفاق صندوق النقد الدولي لتأمين المزيد من التمويل. ووعد أيضاً بتعديل القانون لوضع سقف للدين العام يتراوح بين 60 و70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لمنع الاقتراض المفرط.

ومع ذلك، فإن فترة رئاسته السابقة (2012 - 2017) شهدت زيادة ملحوظة في الاقتراض للاستثمار في مشاريع البنية التحتية مثل الطرق، ما أوقعه في انتقادات بسبب نقص الكهرباء وارتفاع التضخم.

من جانبه، يتبنى بوميا (61 عاماً) شعاراً يتمثل في تحديث الاقتصاد من خلال الرقمنة، وخفض الضرائب، وتعزيز الانضباط المالي بهدف رفع النمو السنوي إلى متوسط ​​6 في المائة. وتعهد أيضاً بتحديد الإنفاق العام بنسبة 105 في المائة من عائدات الضرائب في العام السابق، وتقديم خطة ضريبية ثابتة، ونقل 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من الإنفاق العام إلى القطاع الخاص لتوفير البنية الأساسية العامة.

هل يمكن للفائز إعادة التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي؟

من الشائع أن يلجأ القادة الجدد إلى صندوق النقد الدولي لمراجعة البرامج القائمة، كما حدث مؤخراً في سريلانكا. ويقول صندوق النقد الدولي، الذي يعد مقرض الملاذ الأخير لغانا في إعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين، إن تركيزه الأساسي هو دعم الحكومة في استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي مع تمكين استدامة الدين والنمو الشامل. وقد وافق الصندوق حتى الآن على الأداء الاقتصادي لغانا في إطار برنامج قروضه الحالي البالغة قيمته 3 مليارات دولار.

ويؤكد الصندوق أنه يمكن تعديل برنامج غانا الحالي؛ حيث يتم تطوير برامج الإصلاح المدعومة من الصندوق بالتعاون مع الحكومات وتتم مراجعتها بشكل دوري. ومع ذلك، يجب أن تؤخذ أي مناقشات في الاعتبار مع ضرورة الحفاظ على قدرة البلاد على تحقيق الأهداف الاقتصادية المنشودة.

ما القضايا الاقتصادية الأخرى التي تؤثر في الانتخابات؟

سيتعين على الفائز في الانتخابات أن يعالج عدداً من القضايا الملحة، بما في ذلك أزمة تكاليف المعيشة، والبطالة المتفشية، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر. ويخطط حزب ماهاما (المؤتمر الوطني الديمقراطي) لزيادة الإنفاق الحكومي في القطاعات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم، فضلاً عن تعزيز البنية الأساسية لدعم النمو وخلق فرص العمل، إذا فاز في الانتخابات.

أما حزب باوميا (الحزب الوطني الجديد) فيرغب في تحسين استقرار الاقتصاد من خلال خفض التضخم وجذب الاستثمارات الخاصة. وستواجه أي من الحكومات المقبلة خيارات محدودة في ظل العبء الثقيل للديون، وفقاً لتقرير «أكسفورد إيكونوميكس». وأظهرت تحليلات أن وعود ماهاما خلال الحملة الانتخابية بتحسين الظروف الاقتصادية للأفراد والأسر قد تجد نفسها في اختبار حقيقي نتيجة الحاجة إلى موازنة هذه الوعود مع مطالب صندوق النقد الدولي بالتحلي بضبط الإنفاق المالي.

السلع الأساسية على المحك

سيتعين على الحكومة الجديدة التعامل مع عملية الترخيص لمشاريع النفط والغاز الجديدة؛ حيث انخفض الإنتاج، الذي بدأ في عام 2010، في السنوات الخمس التي سبقت عام 2024. ويخطط ماهاما لمنح السكان المحليين المزيد من الملكية في مشاريع النفط والتعدين المستقبلية إذا فاز.

ويحتاج قطاع الكاكاو أيضاً إلى اهتمام عاجل. وانخفض الإنتاج في ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم إلى أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، بسبب تدني أجور المزارعين، وأمراض النبات، وتهريب الحبوب، والتعدين غير القانوني الذي يدمر المزارع. وسوف تكون سوق الكاكاو العالمية مهتمة بشدة بمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سينفذ مقترحات صندوق النقد الدولي لإجراء إصلاحات شاملة في القطاع، وما إذا كان نموذج التسويق الجديد الذي حل محل قروض الكاكاو المجمعة التي سادت لأكثر من ثلاثة عقود سوف يستمر.