ما مقدار الحماية التي توفرها لقاحات كورونا بعد زراعة الأعضاء؟

سيدة تتلقى لقاح كورونا بأـميركا (أ.ف.ب)
سيدة تتلقى لقاح كورونا بأـميركا (أ.ف.ب)
TT

ما مقدار الحماية التي توفرها لقاحات كورونا بعد زراعة الأعضاء؟

سيدة تتلقى لقاح كورونا بأـميركا (أ.ف.ب)
سيدة تتلقى لقاح كورونا بأـميركا (أ.ف.ب)

تعمل اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد على زيادة سرعة الجهاز المناعي في التعرف على الفيروس، وهو أمر يصعب القيام به إذا لم تكن الخلايا المناعية لشخص ما في حالة عمل جيدة.
وفي حالة زراعة الأعضاء، فإن الأشخاص الذين يخضعون لهذه العمليات يتناولون عقاقير قوية مثبطة للمناعة لمنع رفض الأعضاء الجديدة، مما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
لكن أولئك الأشخاص لم يتم تضمينهم في الاختبارات المتعلقة بفاعلية اللقاحات.
ويقول المتخصصون إن اللقاحات تبدو آمنة للخاضعين لعمليات زرع الأعضاء. لكن ما مقدار الحماية التي يحصل عليها أولئك الأشخاص بعد تلقي لقاح كورونا؟ هذا ما حاولت دراسة أميركية نقلتها وكالة أنباء أسوشييتد برس، الإجابة عليه.
وقامت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة جونز هوبكنز باختبار 436 شخصًا حصلوا على أعضاء جديدة في السنوات الأخيرة وتلقى بعضهم لقاح فايزر والبعض الآخر لقاح موديرنا.
ووجد الباحثون أنه بعد أسابيع قليلة من الجرعة الأولى، طور 17 في المائة من أولئك الأشخاص أجسامًا مضادة لفيروس كورونا.
وقال فريق الدراسة، إن الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو إن بعض الخاضعين لعمليات زرع الأعضاء، والذين كانوا يتناولون أدوية تسمى «مضادات الأيض» كجزء من علاجهم، كانوا أقل عرضة للاستجابة للقاح من غيرهم من الأشخاص الذين لم يحتاجوا لتناول هذا النوع من الأدوية.
وقال الدكتور دوري سيغيف، جراح زراعة الأعضاء في جونز هوبكنز، والذي شارك في تأليف الدراسة إن الحاصلين على الأعضاء الجديدة قد يكون حالهم أفضل بعد الجرعة الثانية من اللقاح، إلا أنه أشار إلى أنهم ما زالوا بحاجة للتحقق من ذلك الأمر.
وتابع سيغيف: «لكن الدراسات السابقة أظهرت أن الجرعة الأولى من اللقاح كافية لبدء إنتاج الأجسام المضادة في كل شخص تقريبًا لديه جهاز مناعي تعمل بشكل جيد».
وتأتي هذه النتائج بعد أن قالت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الأشخاص الذين تلقوا جرعتي لقاح كورونا يمكنهم الاجتماع بأمان مع مجموعات صغيرة من أسر أخرى دون ارتداء الكمامة أو تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي.
ودعا سيغيف مراكز السيطرة على الأمراض إلى إعادة النظر في هذا الإعلان، حيث إن بعض الأشخاص، من بينهم الحاصلون على أعضاء جديدة، قد يكونون غير آمنين تماما بعد الحصول على التطعيم.
ونصح سيغيف بضرورة إجراء الأشخاص لاختبار دم بعد التطعيم للتأكد من تطوير أجسامهم لأجسام مضادة توفر لهم الحماية اللازمة من العدوى.
ومن جهته، قال الدكتور ديفيد موليغان، رئيس قسم جراحة زرع الأعضاء وعلم المناعة في جامعة ييل، والذي لم يشارك في الدراسة إن هذه النتائج «مخيبة للآمال ولكنها ليست مفاجئة، لأن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لا يستجيبون كذلك للقاحات الخاصة بالأمراض الأخرى».
ونصح موليغان متلقي الأعضاء الجديدة والأشخاص المصابون بمشاكل مناعية بتلقي اللقاح مشيرا إلى أن توفير حماية بسيطة أفضل من عدم توفير حماية على الإطلاق، كما نصحهم بضرورة الالتزام بقواعد الوقاية من الفيروس والتي تتضمن ارتداء الكمامات وغسل اليدين باستمرار والتباعد الاجتماعي والابتعاد عن الأماكن المزدحمة.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.