اتفاق مصري ـ ليبي على تسهيل إجراءات دخول العمالة المصرية

السيسي يؤكد «دعم مصر الكامل» للحكومة الجديدة... ودبيبة يتسلم ديوان مجلس الوزراء

مسؤولون مصريون وليبيون في القاهرة لمناقشة التعاون العمالي (السفارة الليبية في القاهرة)
مسؤولون مصريون وليبيون في القاهرة لمناقشة التعاون العمالي (السفارة الليبية في القاهرة)
TT
20

اتفاق مصري ـ ليبي على تسهيل إجراءات دخول العمالة المصرية

مسؤولون مصريون وليبيون في القاهرة لمناقشة التعاون العمالي (السفارة الليبية في القاهرة)
مسؤولون مصريون وليبيون في القاهرة لمناقشة التعاون العمالي (السفارة الليبية في القاهرة)

على خلفية الأجواء الإيجابية التي تعيشها البلاد راهناً، قالت السفارة الليبية لدى القاهرة، أمس، إن وفدين من وزارتي العمل الليبية و«القوى العاملة» المصرية ناقشا إجراءات دخول العمالة المصرية إلى البلاد. وجاء ذلك في وقت أكد فيه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوحدة الوطنية»، محمد المنفي، أنه سيعمل على «توحيد المؤسسة العسكرية على أُسس مهنية وعقيدة وطنية خالصة»، مبرزاً أنه يتطلع لعلاقات خارجية «قائمة على المصالح المتبادلة، بعيداً عن التدخل في شؤون ليبيا».
وقال المكتب الإعلامي لسفارة ليبيا في بيان أمس، إن الوفدين الوزاريين المصري والليبي، ناقشا في القاهرة تنفيذ مذكرة التعاون الموقّعة عام 2013 بشأن الاستعانة بالعمالة المصرية، والبدء في تنفيذ الربط الإلكتروني بين وزارة العمل الليبية ونظيرتها المصرية. مشيرة إلى أن ذلك من شأنه «توفير قاعدة متكاملة بالبيانات والمعلومات، المتعلقة بمعرفة احتياجات السوق الليبية من العمالة المصرية، مما يعقبه تسهيل إجراءات وآليات دخولها، بالتنسيق مع مصلحة الجوازات عبر المنافذ في البلدين».
واتفق المجتمعون على تشكيل لجنة دائمة مشتركة بين الوزارتين لهذا الغرض، و«الترتيب لقيام وفد فني مصري لزيارة ليبيا لاستكمال باقي الترتيبات الفنية».
في غضون ذلك، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعم مصر الكامل للحكومة الليبية الجديدة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والاستعداد لتقديم خبراتها في المجالات التي من شأنها تحقيق الاستقرار السياسي، فضلاً عن المشاركة في تنفيذ المشروعات التنموية في ليبيا، والتي تمثل أولوية بالنسبة للشعب الليبي الشقيق.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس المصري، مساء أمس، مع الدبيبة لتهنئته بحصول حكومته على ثقة مجلس النواب الليبي، والتي تمثل خطوة تاريخية مهمة في طريق تسوية الأزمة الليبية، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي.
وأكد الرئيس السيسي الثقة في قدرة الدبيبة على إدارة المرحلة الانتقالية الحالية، وتحقيق المصالحة الشاملة بين الليبيين، وتوحيد المؤسسات الليبية تمهيداً لإجراء الانتخابات الوطنية.
من جانبه، تقدم الدبيبة بالشكر والامتنان للرئيس السيسي على تهنئته، معرباً عن التقدير للدور المخلص والجهد الحثيث، الذي تضطلع به مصر لتسوية الأزمة الليبية، مؤكداً خصوصية وتميز العلاقات الأخوية بين مصر وليبيا، وما يجمع بين الشعبين من روابط تاريخية، وحرص حكومته على مواصلة الدفع قدماً بعلاقات التعاون والتشاور والتنسيق المكثف مع مصر.
وكان الدبيبة قد تسلم، أمس، ديوان مجلس الوزراء بطرابلس. كما عقد اجتماعاً مع مديري الإدارات والمكاتب بالديوان؛ لوضع خطة عمل الديوان وآلية التنسيق مع الوزارات والمؤسسات الحكومية التابعة لحكومته.
وفيما تستعد مدينة سرت (وسط) لاستضافة اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» اليوم وغداً، تعهّد المنفي بدعم مسار هذه اللجنة لاستكمال خطتها بتوحيد المؤسسة الليبية، مهنئاً الشعب الليبي على منح مجلس النواب الثقة لحكومة «الوحدة الوطنية»، بعد طول انقسام في جلسة وصفها بـ«التاريخية». وعاهد المنفي في كلمته متلفزة، الشعب الليبي، مساء أول من أمس، على «بذل كل الجهود الممكنة من أجل طيّ صفحات الماضي المؤلمة، والانطلاق في مسيرة السلام لاستكمال بناء دولتنا الديمقراطية، بشكل يحافظ على الحقوق والحريات، ويتم تفعيل القانون». مبرزاً أن الجهد الأكبر «سينصبّ على التأسيس لعملية المصالحة الوطنية ببناء هياكلها، وتوفير متطلباتها وشروطها المعنوية والمادية، وذلك من خلال ترسيخ قيم العفو والصفح والتسامح، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا»، مؤكداً أن ذلك سيتم «دون الإخلال بمبدأ الإفلات من العقاب لكل من أجرم في حق بنات وأبناء شعبنا العظيم».
وقال المنفي بهذا الخصوص: «أخاطب باسمكم كل الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة بالشأن الليبي، ونقول لهم إننا مُقبلون على مرحلة جديدة، نتطلع فيها بكل جد لاستكمال عملية التحول الديمقراطي»، مستدركاً: «غير أن هذا يستوجب من المجتمع الدولي الإيفاء بالتزاماته تجاه الشعب الليبي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والتقيد بها، كوضع حد للتدخلات الخارجية السلبية، وحظر توريد الأسلحة، والحفاظ على الأموال والأصول الليبية المجمدة، وتقديم الدعم الفني الذي تتطلبه المرحلة». معرباً عن تطلعه لـ«بناء علاقات خارجية وثيقة قائمة على الشراكة والمصالح المتبادلة، واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وانتهى المنفي بتأكيد «ضرورة إجراء العملية الانتخابية في موعدها، من أجل ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، وتعزيز قيمة إلزامية النصوص القانونية، لضمان نجاح العملية الديمقراطية، بوصفها السبيل الوحيد والأمثل كي نتجاوز جميعاً الأزمة التي يمر بها وطننا الحبيب».
في سياق ذلك، قال مسؤول عسكري بشرق ليبيا لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن اللجنة العسكرية المشتركة «تعكف منذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف على دراسة كيفية إخراج المقاتلين الأجانب من بلادنا، لكن الأطراف الدولية التي دفعت بهم إلى ليبيا لا ترغب في ذلك راهناً مما يتطلب المزيد من الضغوط الدولية».



الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».